أحمد صفوت: “فات الميعاد” ي revived زمن المسلسلات الاجتماعية التقليدية

نجح الفنان أحمد صفوت فى خطف الأنظار بقوة، من خلال شخصية «معتصم»، التى يقدمها فى مسلسل «فات الميعاد»، ويجسد من خلالها نموذجًا نادرًا فى الدراما العربية لزوج متزن داعم ومحب. ولاقت الشخصية استحسان الجمهور، وتركت أثرًا بالغًا فى قلوبهم، وحظيت بإشادات واسعة من قِبل المشاهدين ونقاد الفن. ورغم أن «صفوت» يؤكد أن هذا الدور بعيد تمامًا عن شخصيته الحقيقية، إلا أنه يؤمن تمامًا بأنه «نموذح حقيقى موجود بكثرة فى المجتمع». فى حواره التالى مع «الدستور»، يكشف أحمد صفوت عن كواليس مشاركته فى مسلسل «فات الميعاد»، وكيف راهن عليه قبل عرضه، إلى جانب تحضيراته لشخصية «معتصم».ويتطرق كذلك إلى رأيه فى نوعية الدراما الاجتماعية، بالإضافة إلى تقييمه لتجربته مع فريق العمل والمخرج سعد هنداوى، ونظرته لمستقبل الصناعة فى ظل تطور منصات العرض، وعلى رأسها «واتش إت».■ بداية.. كيف استقبلت ردود الفعل حول دورك فى العمل؟– راهنت على هذا المسلسل من قبل عرضه، وكنت على يقين تام بأنه سيصل إلى قلوب الناس ويحرك مشاعرهم، لأن القضية التى يتناولها ليست مجرد قصة عابرة، بل قضية تمس المجتمع بعمق، وهى المشاعر الزوجية والحياتية بشكل عام.يمكننى القول إن العمل لا يناقش قضية واحدة فقط، بل مجموعة من القضايا الاجتماعية المهمة، التى نعيشها ونلمسها فى واقعنا، وهذا ما جعلنى أشعر بفخر شديد لكونى جزءًا من هذه التجربة الفنية والإنسانية فى آنٍ واحد.ردود الفعل أسعدتنى كثيرًا، وأنا أحرص على متابعتها بشكل مستمر، وأؤكد أن هناك العديد من المفاجآت والأحداث المثيرة خلال الحلقات المقبلة.■ ما الذى جذبك للمشاركة فى المسلسل؟– أكثر ما جذبنى إلى العمل هو تناوله قضية حقيقية جدًا وموجودة بقوة فى مجتمعاتنا، فى إطار العلاقات الزوجية، والحضانة، والتعامل ما بعد الانفصال، وحتى موضوع التبنى.هذا النوع من القضايا هو ما يجعل الدراما أكثر صدقًا، ويمنحها قيمة مضاعفة، لأن المشاهد يشعر بأن الحكاية تمس حياته أو حياة من حوله. هناك مشاهد قد يراها البعض بسيطة، لكنها تحمل داخلها تفاصيل تمس حياة آلاف الأسر، ما يجعل هذا النوع من الأعمال ضروريًا.■ هل تجد الدراما التليفزيونية الاجتماعية مثل «فات الميعاد» مهمة؟– بالتأكيد، أرى أن الجمهور متعطش لهذا النوع من الدراما، الناس ترغب فى مشاهدة أعمال تعكس واقعهم، وتحمل بداخلها «الحدوتة» التى تلمسها. الدراما أصلًا بُنيت على الحكاية، وعندما نقدم مسلسلًا اجتماعيًا يتناول قضية حقيقية، فمن الطبيعى أن ينجذب إليه المشاهد، خاصة فى ظل غياب هذه النوعية من الأعمال فى السنوات الأخيرة، أو على الأقل ندرتها.ما يميز «فات الميعاد» تحديدًا هو محاولته إعادة هذا الشكل الكلاسيكى المحبب من الدراما، بشكل عصرى وإنسانى. بصفة عامة، الجمهور يبحث عن العمل الذى يشبهه ويشبه ظروفه اليومية، وهذا ما حاولنا تقديمه فى المسلسل.■ كيف حضّرت لشخصية «معتصم»؟ وهل يشبهك فى الحقيقة؟– شخصية «معتصم» كانت بالنسبة لى تجربة خاصة جدًا، هو رجل مثالى فى كثير من الصفات، وقد يرى البعض أنه شخصية نادرة الوجود فى الواقع، لكننى مؤمن بوجود نماذج حقيقية مثله، وأما مسألة الشخصية تشبهنى من عدمها، فالحقيقة لا، هى بعيدة تمامًا عن شخصيتى الحقيقية. أنا على سبيل المثال لا أتمتع بالصبر الذى أبداه «معتصم» فى كثير من المواقف، لكن هذا هو التحدى الحقيقى.ما شدنى إلى «معتصم» أنه مختلف وبسيط ومحبوب، وقدمنى للجمهور فى صورة لم يعتدها من قبل. هو ليس معقدًا ولا يحمل طبقات درامية كثيرة، كما فى شخصياتى السابقة، لكنه يحمل قيمة عاطفية وإنسانية عالية، واعتاد الجمهور أن يرانى فى الشخصيات المركبة الصعبة، لذا فضلت الابتعاد عن هذه النوعية من الأدوار حرصًا على التنوع.■ هل هناك تعليق جذبك فى الإشادة الجماهيرية بشخصية «معتصم»؟– كل التعليقات التى تلقيتها حول دورى فى مسلسل «فات الميعاد»، أو العمل بشكل عام، أسعدتنى وجعلتنى أفخر بالمشاركة فى هذا العمل. وأود أن أشكر الجمهور على كل الدعم والمشاعر الجميلة التى تلقيتها بعد عرض المسلسل، فردود الفعل كانت مشجعة ومؤثرة، وشخصية «معتصم» قرّبتنى من الناس بطريقة مختلفة. وفى النهاية أتمنى أن أستمر فى تقديم أدوار تلامس قلوبهم، وتضيف شيئًا حقيقيًا إلى حياتهم، وأنا على وعد دائم بأن القادم سيكون جيدًا.■ كيف قربتك الشخصية من الناس بطريقة مختلفة؟– كما ذكرت، أنا عادة ما أقدم أدوارًا درامية معقدة ومركبة، تتطلب جهدًا نفسيًا كبيرًا، وغالبًا لا تثير تعاطف المشاهد، رغم التقدير الفنى. لكن «معتصم» شخصية سهلة المحبة. هذا النوع من التواصل الإنسانى بينى وبين الجمهور افتقدته كثيرًا، وأن يحبك الجمهور كشخصية، لا فقط كممثل موهوب، شعور مختلف تمامًا، وقيمة كبيرة أعتز بها.■ ما رأيك فى تناول المسلسل قضية التبنى؟– التبنى من الموضوعات التى كنت دائمًا أتناقش فيها مع من حولى، كنت أطرح سؤالًا بسيطًا: لماذا لا نلجأ للتبنى كخيار إنسانى؟ والمسلسل فتح هذا الباب للنقاش، وطرح الأمر برقى، دون مبالغة، وهو ما أعجبنى كثيرًا.أتمنى أن نرى مزيدًا من الموضوعات والقضايا الجريئة والواقعية فى أعمالنا المقبلة. والتبنى فكرة نبيلة، وقد تكون حلًا فعالًا لكثير من المشاكل المجتمعية والنفسية، وآن الأوان للتعامل معها بصدق ووعى.■ كيف كانت أجواء الكواليس مع فريق العمل؟– أجواء الكواليس كانت رائعة بكل المقاييس، تشرفت بالعمل مع فريق يتمتع بإنسانية حقيقية، وفنانين يقدرون زملاءهم، ويحبون عملهم، وملتزمون إلى أقصى درجة.هذه الروح تنعكس على الشاشة، وتصنع حالة خاصة، وأنا شخصيًا، استمتعت بكل لحظة، وشعرت بأننى وسط عائلة فنية حقيقية، خاصة مع حرصنا جميعًا على أن يكون بيننا مساحة من التعاون، بعيدًا عن الأجواء التنافسية السلبية التى قد تشوب بعض مواقع التصوير.■ هل هناك مواقف طريفة تتذكرها فى الكواليس؟– «اللوكيشن» بأكمله كان مليئًا بالضحك والطاقة الإيجابية. كنا نحاول جاهدين أن نحافظ على تركيزنا لإنجاز العمل كما يجب، ولم ننس أيضًا أن نعيش اللحظة ونستمتع بها، وهذا التوازن هو ما يجعل التجربة كاملة، حيث بعض أيام التصوير كانت مزدحمة وضاغطة، لكن البسمة لم تغب عن وجوه فريق العمل، وهو ما كان يمنحنا دفعة إضافية للاستمرار.■ هل واجهتهم أى صعوبات خلال التصوير؟– بطبيعة الحال، لا يوجد عمل يخلو من التحديات والصعوبات، لكن الجميل أن هذا العمل كان يتمتع بروح سلسة، وتنظيم احترافى، وهذا ما سهّل كثيرًا علينا تجاوز أى عقبات. فريق العمل بأكمله، من الإنتاج إلى التصوير والإخراج، كان على قدر عالٍ من الحرفية والالتزام، وهذا ساعدنا كثيرًا على إنجاز العمل فى أجواء مريحة، كما أن شركة الإنتاج وفرت كل ما يلزم العمل من إمكانات ضخمة، وكل سبل الراحة لخروجه بأفضل صورة.■ ماذا عن تجربتك مع المخرج سعد هنداوى؟– الأستاذ المبدع سعد هنداوى ليس فقط مخرجًا متميزًا، بل هو إنسان راقٍ لأقصى درجة، والتعامل معه مكسب إنسانى وفنى. هو يمتلك ذوقًا عاليًا فى التعامل، ورؤية إخراجية عميقة، فضلًا عن قدرته على خلق جو مريح جدًا فى موقع التصوير. سعد هنداوى من الأشخاص الذين أكن لهم احترامًا خاصًا، وهو من القلائل الذين يتركون أثرًا فى القلب، والعمل معه يضيف لك، ليس فقط على مستوى الأداء، بل على المستوى الإنسانى أيضًا، وهو ما شعرت به طيلة أيام التصوير.■ كيف ترى تطور منصة «واتش إت» ودورها فى صناعة الدراما؟– منصة «واتش إت» تتطور بشكل ملحوظ عامًا بعد عام، وأصبحت تقدم أعمالًا ذات قيمة فنية حقيقية، وبات الجمهور يرتبط بها، وينتظر إنتاجاتها، وهذا فى حد ذاته تطور كبير ومصدر فخر لكل العاملين فى المجال، ما يميز «واتش إت» أنها أصبحت جزءًا من المشهد الدرامى، ليس فقط كمجرد منصة رقمية، بل كصاحبة رؤية واضحة فى دعم المحتوى المحلى وتقديمه بشكل احترافى.■ ما رأيك فى عرض المسلسلات خارج موسم رمضان؟– أنا من المؤمنين بأن الموسم يجب ألا يُحدد بزمن معين، والعمل الجيد يمكن أن يُعرض فى أى وقت وينجح، أما حصر الأعمال فى شهر رمضان فقط فيظلم الكثير من المشاريع، ويحمّل الجمهور جرعة درامية زائدة.«فات الميعاد» نموذج على نجاح المسلسلات الـ«أوف سيزون»، والناس لديها استعداد للمشاهدة طوال العام، بشرط أن يكون العمل جيدًا، وأتمنى أن تتحرر الصناعة أكثر من هذا القيد، لأن التنوع الزمنى يصب فى مصلحة المشاهد والمحتوى على حد سواء.■ هل تفضل السينما أم الدراما؟– بصراحة، أنا أفضل العمل الجيد، سواء كان فيلمًا أو مسلسلًا، وقد أشارك فى فيلم سينمائى ضعيف، فلا يمكن أن أعتبره أفضل من مسلسل قوى ومؤثر. المعيار الحقيقى بالنسبة لى جودة العمل وقيمته الفنية، وليس الوسط الذى يعرض فيه. وفى النهاية، العمل الجيد يظل باقيًا، بغض النظر عن شكله أو توقيته أو حتى منصة عرضه.■ هل هناك سيرة ذاتية تحب تجسيدها يومًا ما؟– حتى الآن، لم تعرض علىّ سيرة ذاتية تحمسنى لتجسيدها، وبشكل عام، لست من المحبين لهذا النوع من الدراما التليفزيونية فى الوقت الحالى، ربما فى المستقبل، إذا وجدت مشروعًا يحمل تحديًا حقيقيًا، سأفكر فى الأمر، لكن لا أضع هذا النوع من الأدوار ضمن أولوياتى الآن، وأحرص دائمًا على التأنى فى اختيار أدوارى حتى أظل عند حسن ظن جمهورى بى دائمًا.ماذا عن أعمالك المقبلة؟- هناك بعض المشاريع المعروضة علىّ حاليًا، لكن لم أوقع على أى عمل بشكل رسمى بعد، وأفضل أن آخذ وقتى فى التفكير، وأختار العمل الذى أشعر تجاهه بالحماس الحقيقى، وبعدها سأعلن فورًا عن مشروعى الجديد، وأنا من الممثلين الذين لا يحبون التسرع، وأؤمن بأن كل دور يجب أن يعطى حقه من الدراسة والتحضير، حتى يخرج بالصورة التى تليق بالجمهور.