يسري عبدالله: الابتعاد عن المتعة الجمالية في الفنون الحقيقية يُعتبر فهمًا خاطئًا.

تحدث الناقد الدكتور يسري عبدالله، عن دور المبدع الحقيقي في الدراما التي تتجه بخطابها الفني إلى قطاعات أوسع من الجماهير، بأن ينحو في خطابه الدرامي إلى خلق دراما فاعلة، تحقق المتعة الفنية والفكرية معا.
تصورات مغلوطة بأن العمل الفني الجاد يتخلى عن المتعة الجمالية
وقال “عبدالله”، خلال منتدى أوراق بمؤسسة “الدستور”، إنه “هناك تصورات مغلوطة لدى بعض صناع الدراما أن ثمة خصاما بين الفكر والفن، أو أن العمل الفني الجاد يعني التخلي عن المتعة الجمالية، وهذا الفهم المغلوط يعد وجها آخر لفكرة الرسائل المباشرة”، لافتا إلى أن “البعض يعتقد أن احتواء الدراما على معنى وغاية، يعني الوقوع في فخ المباشرة، في حين يبقى الفن خليطًا متجانسًا من الدلالات الثرية، والإمتاع الجمالي”.وتابع:”إذا تأملنا أكثر المجالات الإبداعية تأثيرا في الجماهير في العقود الأخيرة، لقفزت الدراما إلى صدارة الاهتمامات”، مضيفًا أن “الدراما تشكل جانب أصيل في الوجدان العام، وهذا ما يجب استعادته في الوقت الحالي”.وأوضح أن “الدراما صناعة، تتجه إلى الموازنة الدقيقة بين الانتصار للمعني، والتسويق الدرامي، وهي ليست مسألة صعبة كما يعتقد البعض، فالأعمال الدرامية الحقيقية في تاريخنا الفني نجحت في تحقيق هذه المعادلة، ومع تعدد آليات التسويق في ظل الإعلام الرقمي من جهة، والثورة التكنولوجية من جهة ثانية، يصبح ذلك الهدف ممكنا جدا”.وحول كيفية تحقيق ذلك، قال إن “البداية لابد أن تكون من الورق، وهذا يتحقق عبر سيناريوهات مكتوبة بحرفية شديدة، وقادرة على تقديم إمكانية بصرية مدهشة للمتلقي، تعتمد على التطورات التقنية المذهلة التي حدثت في مجال الإخراج التليفزيوني، وإفساح المجال لمبدعين جدد في كافة مجالات الصناعة”.
واقترح “عبدالله” أنه “يمكن أيضا تشكيل لجان نوعية تعلي من قيم النزاهة والكفاءة والجدارة الإبداعية، تكون مهمتها وبشفافية شديدة، وتجرد حقيقي، صناعة الدراما من قلب الأعمال الأدبية الروائية والقصصية، وتكون مهمتها الاختيارات الجمالية لعدد من الروايات والقصص، وتحويلها إلى أعمال درامية يكتبها كتاب سيناريو محترفون”.واختتم “ليس مهما الإنتاج الدرامي المعتمد على الكم، وإنما يجب أن نتجه أكثر إلى الإنتاج النوعي، ووضع كافة الإمكانيات أمام عدد محدد من المسلسلات، شريطة التنوع الخلاق، وصناعة محتوى درامي مدهش، ومختلف، يصبح جزءا من معركة الوعي، ويخلق قيمة مضافة”.