هجمات أوكرانية متجددة بالطائرات بدون طيار في قلب روسيا.. واستجابة من موسكو

هجمات أوكرانية متجددة بالطائرات بدون طيار في قلب روسيا.. واستجابة من موسكو

فرضت السلطات الروسية قيودًا مؤقتة على حركة الطيران في مطار بولكوفو بمدينة سانت بطرسبرج، اليوم الجمعة، في خطوة وُصفت بأنها احترازية تتعلق بتعزيز الدفاعات الجوية، عقب موجة جديدة من الهجمات بالطائرات المسيّرة الأوكرانية على العمق الروسي.ويأتي ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية عن تدمير 155 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، من بينها 11 مسيرة استهدفت موسكو، في واحدة من أوسع الهجمات الجوية التي تتعرض لها البلاد منذ بداية الحرب، حسب ما أفادت وكالة “رويترز”. 

ثاني أكبر مدن روسية 

الإجراءات الأمنية في سانت بطرسبرج، ثاني أكبر المدن الروسية، أثارت قلق المراقبين حول احتمالية تطور الهجمات لتشمل مراكز استراتيجية ومدنية حساسة خارج العاصمة.ورغم التصعيد الميداني في أوكرانيا، بعثت موسكو برسائل أكثر ليونة تجاه الولايات المتحدة، حيث وصفت الخارجية الروسية العلاقات الثنائية بـ”الإيجابية في مجملها”، رغم ما أسمته بـ”النهج المتعرج” لواشنطن.هذا التصريح يعكس محاولة روسية لتثبيت نوع من الحوار الاستراتيجي مع الإدارة الأميركية، في ظل تشابك ملفات الحرب في أوكرانيا، والبرنامج النووي الإيراني، والتوتر في بحر الصين الجنوبي.وتشير الحزمة المتزامنة من التصريحات والتحركات الروسية إلى إدارة مزدوجة للأزمات، تتراوح بين تشديد القبضة الدفاعية في الداخل، والانفتاح الجزئي على تسويات دبلوماسية في الخارج.القيود الجوية، والتصريحات حول الهجمات الأوكرانية، تؤكد القلق الروسي المتزايد من تطور القدرات الهجومية لكييف، بينما طرح موسكو لحلول وسط في الملف النووي الإيراني يعكس رغبة في تقديم نفسها كوسيط مسؤول على الساحة الدولية.وفي الوقت الذي تحاول فيه روسيا تعزيز موقفها الإقليمي والدولي، فإن إشاراتها المتكررة نحو “إيجابية العلاقة مع واشنطن”، قد تكون محاولة لاستباق أي تغيير محتمل في المزاج الأميركي أو الأوروبي، سواء في ملف العقوبات أو في أفق المفاوضات المتوقفة حول أوكرانيا.مع ذلك، تبقى لغة التصعيد هي السائدة عسكريًا، في ظل اتساع نطاق الهجمات بين الطرفين، وتواصل الجمود السياسي في معظم المسارات الدبلوماسية.