أكاديمي يسلط الضوء على دور التقويم الهجري في حيات الشعوب

أقامت دار الكتب والوثائق القومية، ندوة تحت عنوان “الهجرة النبوية الشريفة ومظاهر الاحتفال بها”، وقد نظم الندوة مركز تحقيق التراث بالإدارة المركزية للمراكز العلمية.وتحدث فيها د. أحمد صالح محمد، أستاذ مساعد التاريخ الإسلامي بكلية الآداب جامعة حلوان، وتناول موضوع “دور التقويم الهجري في توثيق الأحداث التاريخية الإسلامية”. وشرح أهمية التقويم في حياة الأمم وأهمية التقويم الهجري، ودارت كلمته حول ثلاثة محاور، الشخصية الإسلامية، التقويم قبل الإسلام ثم التقويم الهجري في عهد عمر بن الخطاب.
تشكيل الشخصية الحضارية الإسلامية
وحول الشخصية الإسلامية قال “صالح”: إن تشكيل الشخصية الحضارية الإسلامية كان لابد أن يكتمل بتقويم يؤرخ للمسلمين.واستعرض المحور الثاني متناولاً التقويم المصري القديم، والجريجوري، والميلادي الذي يبدأ بميلاد المسيح، والتقويم القبطي الذي يرجع البعض جذوره إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وتتميز الشخصية الإسلامية بعدد من المقومات الأخلاقية المستمدة من المرجعية الدينية للإسلام وقد نضجت عبر أحداث التاريخ الإسلامي من نضال لنشر الدعوة وغزوات في سبيل الله ومحاولة ضبط المجتمع.
وقد اختلف التقويم أيام الجاهلية فأرخ بعضهم تاريخهم برئاسة عمرو بن ربيعة وأرخت بعض القبائل لنفسها بعام الغدر الذي نهب فيه بني يربوع كسوة الكعبة والقرابين المقدمة للآلهة، ولاحقا قامت بعض القبائل بالتأريخ لنفسها بعام الفيل، كما أرخ بعض العرب في اليمن تاريخهم بعام الأخدود.
التقويم والأنشطة المرتبطة به
وتابع “صالح”: في عام 412 م اجتمع بعض العرب للتوافق حول التقويم والأنشطة المرتبطة بالشهور فخصص بعضها للتجارة وبعضها للحج وخصصت شهور للحرب ومن هنا حددت الأشهر الحرم التي تم تحريم القتال خلالها وسمى شهر ذي القعدة نسبة إلى القعود عن القتال ورجب من رجب النصال أى كسر النصال عن الأسهم وذي الحجة للحج.
وبعد الهجرة إلى المدينة سمى العرب السنوات العشر أسماء فعام الهجرة سمي باسمها والسنة الخامسة كانت سنة الزلزلة حيث وقعت غزوة الأحزاب والسابع عام الاستغلاب للقضاء على خيبر في شمال المدينة والثامن عام الاستواء لفتح مكة والعام العاشر عرف باسم عام حجة الوداع.
وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بدأ التقويم الهجري مع عصر التأسيس الثاني لدولة المسلمين مع تأسيس الدواوين وانتشرت المكاتبات الرسمية التي كانت تؤرخ بالأشهر دون ذكر السنة وعندما عرضت وثيقة صك قضاء دين في شعبان على عمر بن الخطاب حار في أمر وقت القضاء أى شعبان يكون وبالتالي ظهرت أهمية التأريخ بالسنة.
واستبعدت سنة ميلاد النبي حتى لا يتشابه التقويم الإسلامي مع الميلادي حرصًا على تميز الشخصية الإسلامية ومن هنا اختير عام الهجرة الشريفة واقترح البعض أن يبدأ من شهر ربيع لكن عمر، قال أن تبدأ بمحرم، حيث أنه شهر يحرم فيه القتال وتختم بشهر ذي الحجة وهنا تبرز صفة أخرى للشخصية الإسلامية وهى حب السلام والحرص على إرسائه في دنيا الناس.