الموجودين على الزاوية

خلال الأيام القليلة الماضية.. ظهر بشكل واضح وجلى أن هناك من يتربص بأى مشروع أو عمل مصرى لا لسبب سوى أن يستقر فى الأذهان أننا فشلة، أو أننا غير قادرين على النجاح والاستمرار.. والبناء من جديد. لا أتهم أحدًا.. ولست من هواة إلصاق التهم جزافًا لكنها حالة مستفزة.. عدد من مشروعات القوانين أدخلتها الحكومة إلى البرلمان.. وهذا أمر طبيعى.. أن تكون هناك قوانين جديدة وأن يناقشها النواب وأن يرفضها البعض وأن يقبلها البعض.. بعض هذه القوانين يمس حركة قطاعات عريضة فى الشارع المصرى، وهذا أمر بديهى، والبديهى أيضًا أن يفرح البعض وأن يحزن البعض ويرى فى تلك القوانين ما يهدد استقراره.. هذا هو البديهى أيضًا فلماذا يخرج الواقفون على النواصى ليبشروا بأن ذلك القانون أو غيره سيكون سببًا فى انهيار قطاع ما.. ولماذا كل هذه الريبة وكل تلك الشكوك فى قدرة مصر على المضى قدمًا فى طريقها.. القوانين خلقت لتنظيم حياة الناس.. وقد يثبت بشكل عملى عند التطبيق صحة أو عدم صحة تشريع ما.. وهناك ما ينظم عملية تعديل أو تغيير ما سيتعارض مع حركة الشارع وسباق العصر الذى نعيش فيه.فى يوم ما اكتشفت أن لدينا عشرات القوانين التى تنظم عملية العلاج وتلقى الخدمة الصحية.. فهل يعنى ذلك أن الأمور تمام وأن الناس راضية.. لقد ظللنا سنوات نتحدث عن التأمين الصحى الجديد.. وحينما بدأنا فى تطبيق الأمر فى عدد من المحافظات بشكل تجريبى.. اكتشفت الحكومة أشياء كثيرة تعرقل ما طمحنا إليه، فهل نقوم بنسف كل ما لدينا وردم المشروع؟ عن نفسى أجد عوارًا كبيرًا فى قانون الإيجار القديم، ولست مرتاحًا لبعض مواده وأخشى- مثل غيرى من المواطنين- من عدم قدرة الحكومة على احتواء المتضررين.. وربما أزيد وأقول إن احتقانًا كبيرًا ينتاب البعض ممن سيتضررون من بعض المواد المتعلقة بتحرير عقود الإيجار وإخلاء المؤجرين، خاصة أن أغلبهم من أمهاتنا وأعمامنا وأخوالنا من كبار السن.. وهذا أمر طبيعى.. ومن الطبيعى أن نستمع لاعتراضات بعض النواب ووجهات نظرهم وتعديلاتهم.. فلماذا التهويل وتصوير الأمر على أنه مؤامرة من الحكومة تجاه الشعب؟ هناك من يقف على الناصية يتربص بأى عمل أيًا كان نوعه.. قانون الرياضة.. قانون البكالوريا.. حادث بنات المنوفية.. حريق رمسيس.. أحداث مهمة وكبيرة نعم.. لكننا فى دولة كبيرة أيضًا.. ومن الصحة أن نتوقف عند بعض أخطاء حكومتنا.. وأن نحاسب ونفتش.. بهدف المعالجة وتفادى التكرار.. لكن البعض وفى مناسبة ذكرى ٣٠ يونيو وجدها فرصة للقفز على كل ما تحقق للطعن فى شرعية وجودنا واستمرارنا من الأصل.. هؤلاء أنفسهم هم من شككوا فى قدرة مصر منذ سنوات على زراعة ملايين الأفدنة.. مثلما شككوا فى قدرة الشعب العظيم على تحمل تبعات الإصلاح.. الاقتصادى والسياسى أيضًا.. بشروا بأننا سنعلن إفلاسنا وأننا سنرهن البلد وسنبيعه ولن نستطيع تجاوز الديون وفوائد الديون، وغيرها. هؤلاء لا ينتظرون أن تكون مصر عفية وقادرة.. يبدو أن ذلك يزعجهم.. لا يحبون أن تبقى آمنة مستقرة.. كيف وقد انهار الكثيرون من حولها. ذلك الضجيج.. لا ينتقد من أجل التصحيح والبناء.. هو يهذى فقط.. لا لسبب سوى أنه تعود على الهذيان.. وهؤلاء أمرهم معروف.. أما الذين لم ينتبهوا عمدًا أو دون عمد لذلك الظهور الفاجر لما سمى بخلايا وجنود حسم الإخوانية مجددًا وفى هذا التوقيت بالذات، فهؤلاء يعرفهم الشعب جيدًا.. ظهور حسم ليس وحده، بل رفع اسم جبهة النصرة من قوائم الإرهاب برعاية أمريكية ليس إلا حلقة جديدة من حلقات السيناريو السخيف المكتوب فى دهاليز وخنادق واشنطن لتغيير وترتيب هذا الجزء من العالم على هواهم ولصالح الصهاينة ومن والاهم. مصر لن تتوقف أبدًا.. ولن يعطلها أحد.. لا الذين يفتشون فى قبر عبدالناصر للبحث عن تهمة جديدة للرجل بعد كل هذه السنوات.. ولا أولئك الذين يرون فى حادث حريق سنترال رمسيس نهاية العالم. المتربصون.. يرون فى إخفاق فريق كرة هزيمة لمصر.. وفى كساد أغنية هزيمة لمصر.. أى شىء وفى أى وقت.. نصيحتى لنفسى ولكل من يحب هذا البلد وله ولأولاده مصلحة حقيقية فيه.. اتركوهم على النواصى كما هم.. لا تتوقفوا عند هذيانهم.. حتى الدعاء بالشفاء لهؤلاء مما هم فيه مضيعة للوقت.. فهم لا يهتدون. بالمناسبة.. أبلغ رد على هؤلاء الواقفين على النواصى.. هو شباب مصرى من خريجى الحاسبات ونظم المعلومات الذين توافدوا إلى منطقة رمسيس دون دعوة.. هؤلاء الشباب الذين نقل صورهم معظم مواقع التواصل وهم جالسون دون سابق معرفة بالساعات يصلحون ما أصاب الكابلات من أعطال هى التعبير الحقيقى عن وعى هذا الشعب.. وقدرته على التعافى والمرور إلى المستقبل.