خبير اقتصادي: مجموعة بريكس ليست تهديداً للاقتصاد الأمريكي

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية جديدة على أي دولة تدعم السياسات “المعادية للولايات المتحدة” التي تنتهجها مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، حيث أعلن عن إرسال خطابات بشأن الرسوم الجمركية إلى عشرات الدول. وقال الدكتور مصطفى أبو زيد، رئيس مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن هذه ليست المرة الأولى التى يقوم فيها الرئيس الأمريكي بتهديد مجموعة بريكس، حيث سبق وقام بذلك فى ديسمبر 2024 بتهديد الدول المنضمة بالمجموعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% لإضعاف أي مساع من مجموعة بريكس لتقليل الاعتماد على المعاملات البينية بالدولار، وقد حل محلها التعامل بالعملات المحلية للدول الأعضاء، إلى جانب المضي قدما فى إنشاء عملة موحدة لدول المجموعة.وأضاف أبو زيد في تصريح لـ”الدستور”، أنه ليس هناك حتى الآن استراتيجية واضحة بمدى زمني معين لخطط وأهداف مجموعة بريكس، خاصة فيما يتعلق بنظام المعاملات المالية، على غرار نظام سويفت، إلى جانب أن بعض الدول التي استعدت للانضمام للمجموعة ما زال موقفها مترددا بشأن تفعيل عضويتها، ما يعطي إشارات سلبية على مدى تماسك هذا التكتل في مواجهة أي ضغوط اقتصادية أو سياسية.
تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي
وأشار إلى أن ترامب لا يريد أن يفقد الدولار هيمنته الاقتصادية والسياسية فى العالم، وبالتالي سيكون متربصا باستمرار بأي تقدم اقتصادي أو إجراء من جانب بريكس يخل بتلك الهيمنة الأمريكية، والقدرة الاقتصادية الأولي بالعالم، ولكن إذا طبق تلك التهديدات فسيكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، من حيث ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، وارتفاع معدلات التضخم، كما سيخلق حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بحركة رؤوس الأموال للاستثمار في دول مجموعة بريكس.ونوه بأن وضع مجموعة بريكس الحالي لا يشكل أي خطر على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، فما زال الدولار أقوى عملة تستخدم في احتياطيات البنوك المركزية، وأكبر نصيب في حجم المعاملات التجارية بين الدول، وما تعمل على تحقيقه حاليا هو مزيد من التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري، وتقديم المساندة والدعم المالي، بعيدا عن شروط والتزامات صندوق النقد الدولي من خلال بنك التنمية الجديد الذي يتيح للدول الأعضاء بالمجموعة تمويل ميسر ومنخفض التكلفة، للمساهمة في دعم خطط التنمية وبناء اقتصاد يستطيع التعامل مع التحولات الاقتصادية العالمية.
دور بنك التنمية الجديد
وانعقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، يومي السادس والسابع من يوليو، أعمال القمة الـ17 لمجموعة “بريكس”، بمشاركة واسعة من قادة وممثلي الدول الأعضاء في المجموعة.وبحثت القمة عددا من الملفات ذات الأهمية الاستراتيجية، وفي مقدمتها تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والتمويل، ودعم استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، ودور بنك التنمية الجديد في تمويل المشاريع التنموية والبنية التحتية في الدول الأعضاء.