“ادفنوني بجانبه” .. حكاية عاشق لم يترك “عبد الوهاب” حتى في وفاته

“ادفنوني بجانبه” .. حكاية عاشق لم يترك “عبد الوهاب” حتى في وفاته

لم ينل الفنان محمد عبدالوهاب، لقب موسيقار الأجيال من باب إطلاق الأحكام على عواهنها، إنما ناله عن استحقاق وجدارة تجلت في إقدام أحد معجبيه على النزول في القبر معه وترجي المشيعين أن يدفنوه ــ حيًا ــ مع عبد الوهاب، فما حكايته وسر طلبه الغريب؟

حكاية ركن “عبدالوهاب” بالإسكندرية

والحكاية كشفها الروائي السكندري، مصطفي نصر ــ ضمن سيرته الذاتية (تحت الطبع) وفيها يشير إلى أنه: “مازال صديقي مسعد مصطفى يحرضني لكي أتصل بموسوعة جينس، لكي تسجل بأن محمود حسن، مؤسس ركن عبد الوهاب في الإسكندرية، هو أقدم معجب بشخصية محمد عبدالوهاب”. فقد أقام ركن عبدالوهاب في 15 سبتمبر 1945، بشقة في شارع عرابي قريبًا جدًا من ميدان المنشية الشهير في الإسكندرية ومنذ ذلك الوقت وهو يقيم حفلًا غنائيًا على مسارح الإسكندرية في يوم 13 مارس 1902 كان يحضره محمد عبدالوهاب، ثم أناب عنه الشيخ حسن شقيقه وإبنه سعد، وموظفو شركة إسطواناته: حامد عزو ومجدي العمروسي. وحضره حافظ عبد الوهاب، والمطرب محمد أمين، وشهر زاد، وصلاح نظمي، وفاروق شوشة، وزوجته هالة الحديدي، وغيرهم.

يوم مؤثر في حياة محمود حسن

 ثم أضاف محمود حسن إليه احتفالا آخر في 4 مايو 1991 يوم وفاة عبد الوهاب، ومازال محمود حسن يتذكر هذا اليوم المؤثر في حياته كلها، فقد سهر لوقت متأخر من الليل يوم 3 مايو 1991 بمستشفى جليم مع شقيقه الأكبر الذي يجرى عملية جراحية في البروستاتا، وما أن استغرق في النوم حتى دق جرس التليفون، جاءه صوت لم يتبين صاحبه أول الأمر، قال: أنت نايم ؟ البقية في حياتك، ظن أن أخاه قد مات قال: أخويا مات؟ فأجابه الصوت: “أنا أحمد فؤاد حسن، إفتح الراديو الأستاذ مات”.كلمة ” الأستاذ” لهذه المجموعة كلها تعني شخصًا واحدًا هو محمد عبد الوهاب، أسرع محمود حسن بالسفر إلى القاهرة، ذهب إلى صديق له في حي العجوزة من محبي محمد عبدالوهاب مثله، كانا يبكيان طوال الليل، دق جرس التليفون في بيت صديقه، كان عبدالحميد حمدي يبحث عنه، قال له: سألت عنك كثيرًا، حتى توصلت لوجودك، لكي أقول لك “خللي بالك، مهمتك بدأت”، وتحدث معه مجدي العمروسي وحامد عزو قالا: “سيدفن الأستاذ الأحد 5 مايو 1991”. 

“محمود حسن”.. حكاية رجل أراد أن يُدفن مع موسيقار الأجيال

ويمضي “نصر” مضيفًا: “كان في الجنازة الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر، وعبدالحليم موسى وزير الداخلية، واللواءات أحمد رشدي، والنبوي إسماعيل، وحسن أبو باشا، ووقف محمد ابن عبد محمدعبد الوهاب وسعد ابن أخيه ومحمود حسن في المقدمة. التربة مفتوحة نزل محمود حسن ورقد هناك، قائلًا: “إدفنوني معاه” أشار عبداللطيف أبو هيف ويحيي شاهين إليه قائلين: اطلع، رفض أن يصعد، فقال له سعد: اطلع إنه أمر الله، صعد محمود حسن إلى أعلى وبذلته السوداء قد صارت صفراء من لون التراب في أسفل التربة.ويختتم “نصر” مؤكدًا على أنه: مازال محمود حسن يقيم الحفل السنوي لـ محمد عبدالوهاب في المناسبتين مولده وموته، وهما مناسبتان تهتم بهما الحركة الثقافية والفنية في الإسكندرية، فيحضر الاحتفال كبار الموسيقيين والأدباء والمثقفين.وكان آخرها الإحتفال الكبير الذي أقيم يوم 13 مارس 2015 في قاعة كبيرة جدًا بنادي الاتحاد السكندري بالشاطبي، غني فيه الكثير من شباب وشابات الطرب السكندري ثم مطربي ومطربات الإسكندرية المعروفين.