من التنظيم السري إلى حركة “حسم”: جماعات إرهابية نشأت من رحم الإخوان المسلمين

خلال الساعات الماضية، عادت حركة سواعد مصر أو “حسم” إلى الواجهة، حيث تصدر المقطع المصور للحركة والذي بثته عبر مواقع التواصل الاجتماعي اهتمام المتابعين والمحللين.الفيديو المنسوب إلى حركة “حسم”، يظهر مجموعة من الملثمين في تدريبات عسكرية في منطقة أشار المحللون ممن أجروا فحصًا للمقطع المصور، إنها تشبه كثيرًا الأراضي السورية ومن المرجح أن تكون هذه المجموعة تجري تدريباتها العسكرية في سوريا.
عودة “حسم”.. إرهاب الإخوان يتجدد في الظل السوري
صاحب المقطع المصور، بيان تهديدي أصدرته حركة حسم، أشار إلى أنّ القاهرة “ليست بمعزل عن هذه المعركة”، إلا وأنه كعادة أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وذيولها والمتعاطفين معها ممن يرددون أن الفيديو أو البيان ما هو إلا فزاعة تستخدمها الدولة لبث الذعر بين المصريين بعيدًا عن المشكلات اليومية التي يواجهونها، متجاهلين أن حركة حسم كغيرها من الحركات والتنظيمات المتطرفة التكفيرية التي خرجت من عباءة الإخوان، بدءا من التنظيم الخاص في ثلاثينيات القرن العشرين مرورا بالتكفير والهجر والجهاد، وصولا إلي القاعدة وطالبان وداعش في الألفية الثانية.
التفاصيل الكاملة لعلاقة “حسم” بجماعة الإخوان
في كتابه “عودة التنظيم الخاص.. القصة الكاملة لـ ”حسم” وأخواتها، يقدم الباحث في جماعات الإسلام السياسي، أحمد سلطان، تحليلًا دقيقًا للوضع الحالي للحركات المسلحة التابعة للإخوان، مثل “حسم” و”أخواتها”، التي نشأت بعد عام 2013، ويتتبع كيف أن هذه الحركات استمدت قوتها من شبكة معقدة من العلاقات الفكرية والتنظيمية داخل الجماعة. وفي إطار رصد وتحليل ظهور هذه الحركات، يذكر “سلطان” كيف تكونت حركة حسم وظهرت للعلن إثر الشقاق بين جبهة القيادات التاريخية القديمة أو ما يسمي بـ”تيار المحافظين” القطبي بقيادة محمود عزت ــ القائم بأعمال المرشد من أغسطس 2013 ــ أغسطس 2020 ــ والذي يؤمن بفكرة العنف المؤجل، وبين تيار اللجنة الإدارية العليا الذي يترأسه محمد كمال ويسمي بـ”جبهة الشباب” والذي يري ضرورة اتباع فكرة العنف العاجل.

دلائل انتماء حسم وأخواتها لجماعة الإخوان
يدحض “سلطان” بالأدلة والوثائق أكاذيب جماعة الإخوان الإرهابية بأن تنظيم حسم إحدي أذرعها الإرهابية، من أول اعترافات قيادات الإخوان بحركة حسم مرورا ببيانات حسم نفسها لنعي قيادات الجماعة. ويشير “سلطان” إلى: أكد د. مجدي شلش، عضو اللجنة الإدارية العليا الثانية، ورفيق محمد كمال وعضو مكتب الإرشاد المستقبل، أن “السلمية أقوي بالرصاص” وأن الإخوان أصلت للعمل المسلح ومارسته واعتبرته من أدوات المرحلة الناجعة في مواجهات الدولة المصرية.”ويلفت “سلطان” إلي: تأتي أهمية هذا الاعتراف كونه صدر من قيادي بارز وهو في كامل حريته علي الهواء مباشرة في فضائية مكملين المحسوبة علي الإخوان. كما شاركت قيادات إخوانية بارزة مثل أشرف عبد الغفار والمخرج عز الدين دويدار في ترويج المحتوي الدعائي الذي تنشره حركتي حسم ولواء الثورة، وتحرض علي استعمال العنف في مواجهة الدولة المصرية.وفي ذات السياق، تضمنت الحوارات التي أجراها المتحدثون باسم حركتي حسم ولواء الثورة إشارات للارتباط مع الإخوان، إذ اعترف صلاح الدين يوسف (اسم حركي) المتحدث الرسمي باسم حركة لواء الثورة في حواره مع صفحة (ٍق للإعلام) بأن لواء الثورة تستقي أفكارها من 4 منظرين بشكل أساسي هم: حسن البنا، سيد قطب، عبد الله عزام، وأبو مصعب السوري، واختيار هذه الأسماء الأربعة، التي كانت في يوم من الأيام قيادات للجماعة في مصر وخارجها، يكشف عن الجذور الإخوانية الصرفة لحركة حسم.

مفردات الخطاب الإعلامي
يقارن “سلطان” في تحليله للخطاب الإعلامي بين حسم والإخوان ويخلص إلي: “بنظرة تحليلية إلي البيانات العسكرية والخطابات الإعلامية التي نشرتها حركتي حسم ولواء الثورة ومن قبلهم حركتي العقاب الثوري والمقاومة الشعبية، نجد تطابقا في المصطلحات التي تستخدمها تلك الحركات وبين المصطلحات التي تستخدمها جماعة الإخوان.وتستخدم حسم ولواء الثورة مصطلحات: (المجرم، الخائن، العميل، مرتزق، دولة الفرعون، داخلية السيسي، مليشيات، الفاشي، المستبد)، وهي نفس التوصيفات التي أصبغتها جماعة الإخوان علي نظام الحكم المصري منذ يوليو 2013، في حين لا تستخدم مصطلحات: (الطاغوت، الكافر، المرتد، الطائفة الممتنعة) وهي المصطلحات التي تستخدمها التنظيمات الجهادية التقليدية كتنظيمي القاعدة وداعش.
عمليات إرهابية نفذتها حركة حسم
منذ ظهور حركة حسم عام 2013، نفذت العشرات من العمليات الإرهابية النوعية المسلحة، ومن بينها وأبرزها محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، اغتيال النائب العام، الشهيد هشام بركات، والمتهم الأول فيها، يحيي موسي”، مؤسس حركة حسم. اغتيال رئيس مباحث مركز شرطة طامية بالفيوم، الرائد محمود عبد الحميد 2016. وفي نفس العام أحبطت قوات الأمن المصرية، محاولة حسم لاغتيال النائب العام المساعد، المستشار زكريا عبد العزيز عثمان. اغتيال ضابطين وأربعة مجندين بتفجير عبوة ناسفة في الجيزة.