ليبيا مرة أخرى

آخر المستجدات على الساحة الليبية، تناولها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مجددًا، صباح أمس، السبت، مع المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس نواب الدولة الشقيقة، الذى أعرب عن تقديره العميق للعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر وليبيا، ولدور الرئيس والأجهزة المصرية فى دعم وحدة ليبيا وتماسك مؤسساتها الوطنية، مؤكدًا أن هذا الدعم يمثل ركيزة أساسية لاستعادة الأمن والاستقرار، وتسيير المرحلة الانتقالية وصولًا إلى تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية، الرئاسية والبرلمانية، المقبلة أو المرتقبة.فى هذه المرحلة الحرجة، التى تمر بها ليبيا، وفى ظل محاولات أطراف محلية، وقوى إقليمية، إفساد المشهد الليبى، تواصل مصر جهودها، وتحاول لملمة ما تبعثر، وإخراج الدولة الشقيقة من أزمتها المزمنة، بالغة التعقيد. ولعلك تتذكر أن الرئيس كان قد استقبل، الإثنين الماضى، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطنى الليبى، الذى أعرب، هو الآخر، عن بالغ تقديره لدور مصر المحورى فى استعادة أمن واستقرار ليبيا، وأشاد بالجهود المصرية الدءوبة فى دعم ومساندة الشعب الشقيق. كما ثمّن مساهمة مصر الفاعلة فى نقل تجربتها التنموية إلى ليبيا، وإتاحة الاستفادة من خبرات الشركات المصرية الرائدة، مؤكدًا استمرار العمل على تجاوز التحديات، وتحقيق تطلعات الشعب الليبى فى الاستقرار والازدهار.غالبية الأطراف الليبية، أو أكثرها قوة وتأثيرًا، تراهن على دور القاهرة، التى وضع إعلانها، الصادر فى يونيو ٢٠٢٠، أساس الاتفاق السياسى الليبى، الذى كان من المفترض أن يطوى مرحلة الاقتتال والانقسام. والثابت هو أن مصر لم تتوقف عن بذل أقصى جهودها، بالتنسيق مع كل الأطراف الليبية، والقوى الدولية المعنية، وفى الأطر الأممية والإفريقية والعربية والمتوسطية، لتحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، وصون مقدرات الدولة، والحفاظ على وحدتها وسيادتها، ووحدة وتماسك مؤسساتها الوطنية، واستعادة مسار التنمية فيها، وحمايتها من السقوط فى فوضى المؤامرات الإقليمية أو الدولية و… و… وحين منح مجلس النواب الليبى الثقة لـ«حكومة الوحدة الوطنية» المؤقتة، فى مارس ٢٠٢١، ثمّنت مصر دور المجلس فى تحمل مسئولياته، وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، والتحرك قدمًا نحو استعادة ليبيا لاستقرارها وأمنها وسيادتها.المهم، هو أن الرئيس السيسى استقبل المستشار عقيلة صالح، صباح أمس، بحضور حميد الصافى، المستشار السياسى لرئيس مجلس النواب الليبى، واللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، وخلال اللقاء، جدّد الرئيس تأكيد موقف مصر الثابت الداعم للدولة الشقيقة ومؤسساتها الوطنية، مشددًا على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة توحيد الجهود للوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة، تتيح إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالتزامن، فى أقرب وقت ممكن، بما يرفع المعاناة عن الشعب الليبى ويلبى تطلعاته نحو الاستقرار والأمن والحياة الكريمة.انطلاقًا من إيمانها بأن استقرار ليبيا السياسى والأمنى يُعد جزءًا لا يتجزأ من استقرارها وأمنها القومى، أكد الرئيس السيسى، من جديد، التزام مصر بمواصلة بذل جهودها والتنسيق مع الأشقاء الليبيين والأطراف الدولية المعنية، مشددًا على ضرورة التصدى للتدخلات الخارجية وإخراج القوات الأجنبية، والمرتزقة، من الأراضى الليبية، بما يسهم فى تعزيز الأمن وتمكين مؤسسات الدولة من الاضطلاع بدورها فى ترسيخ الاستقرار على كامل الأراضى الليبية. كما أعرب الرئيس عن اهتمام مصر بإعادة إعمار ليبيا، والمشاركة فى تلك العملية، ونقل الخبرات التنموية المصرية لدعم مسيرة التنمية فى الدولة الشقيقة… وتبقى الإشارة إلى أن محمد المنفى، رئيس «المجلس الرئاسى الليبى»، الذى مثّل ليبيا فى مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية، دعا المجتمع الدولى، الثلاثاء الماضى، فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إلى دعم بلاده فى مساعيها نحو تجاوز أزماتها السياسية والاقتصادية والأمنية، و«إجراء إصلاحات هيكلية حقيقية، وتعزيز الشفافية والمساءلة، والمساهمة فى إطلاق مشروعات التنمية المستدامة»، مؤكدًا التزام مجلسه بـ«تطبيق معايير فعالة لاستخدام الأموال العامة بالتعاون مع الشركاء الدوليين»، مشدّدًا على أن الشعب الليبى لا يزال متمسكًا بالأمل، وعازمًا على بناء مستقبل مزدهر ومستقر.