خبير استراتيجي: روسيا تغيرت من الدفاع النشط إلى الهجوم المعتدل في أوكرانيا

قال الدكتور عمار قناة، الخبير في الشؤون الدولية، إن الحديث عن حلول وسط في الأزمة الأوكرانية أصبح متأخرًا، لأن هذه الحلول كانت مطروحة منذ بداية العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022، ورفضها الغرب وأوكرانيا، مؤكدًا أن التطورات الحالية تعكس فشل التعويل على الحسم العسكري وهزيمة روسيا استراتيجيًا.وأشار في مداخلة لقناة “إكسترا نيوز”، إلى أن الضغوط الأمريكية على أوكرانيا، سواء من خلال وقف جزئي للدعم العسكري أو تخفيف الإمدادات الدفاعية، تعكس تحولا في استراتيجية واشنطن، لكنه أكد أن هذه المقاربة لا تعني اصطفافًا أمريكيًا مع موسكو، بل هي محاولة لتقليل الخسائر وضبط أولويات الأمن القومي الأمريكي في ظل صراع بات مكلفًا داخليًا.
تصعيد متبادل واستنزاف مستمر
وأكد أن الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية تقابلها هجمات أوكرانية على قرى ومنشآت مدنية داخل روسيا، منها استهداف الجسور الحيوية، وهو ما دفع الكرملين إلى وصف القيادة في كييف بأنها إرهابية، في تطور خطير ينعكس على المسار السياسي المحتمل.وأوضح أن موسكو تدير المعركة وفق أهداف محددة، أبرزها تحرير الأقاليم الأربعة التي أجري فيها استفتاء شعبي وضمتها روسيا إلى أراضيها، منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، تقييد التسلح الأوكراني وضبط التوازن العسكري في المنطقة والقضاء على النزعات المتطرفة التي تصفها موسكو بالنازية.وشرح الخبير، أن روسيا انتقلت من مرحلة الدفاع النشط إلى الهجوم المتوسط، وحققت مكاسب ميدانية على بعض الجبهات، مؤكدًا أن كييف، في المقابل، تلجأ إلى أساليب غير تقليدية مثل الاغتيالات واستهداف المنشآت المدنية داخل روسيا، في محاولة لزعزعة الداخل الروسي وكسب دعم أكبر من الغرب.