أستاذ في العلوم السياسية: إسرائيل تهدف إلى إنهاء الوجود السياسي والعسكري لحماس في غزة بشكل كامل.

أستاذ في العلوم السياسية: إسرائيل تهدف إلى إنهاء الوجود السياسي والعسكري لحماس في غزة بشكل كامل.

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن حالة التفاؤل التي تسود بعض الأوساط بشأن اقتراب التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لا تعكس واقعًا مضمونًا، في ظل ما وصفه بـ”التناقض الصارخ” بين التصريحات الأمريكية والتحركات الدبلوماسية من جهة، واستمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل من جهة أخرى.وفي مداخلة هاتفية لقناة “إكسترا نيوز”، شدد على أن المعضلة الأساسية ليست فقط في الوصول إلى هدنة، بل في غياب أي ضمانات لاستدامتها، مشيرًا إلى أن الخبرات السابقة تؤكد أن إسرائيل لا تلتزم بالهدن، وتعاود عدوانها فور تحقيق أهدافها المؤقتة.

نتنياهو والمأزق السياسي.. العدوان طريق للبقاء

وربط أستاذ العلوم السياسية، بين تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية مؤخرًا، ودفع الحكومة بخمس فرق قتالية جديدة إلى غزة، وبين الأزمة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن الأخير يراهن على استمرار العدوان لتأجيل انتخابات مبكرة تهدد مستقبله السياسي، مستدلًا باستطلاعات رأي أظهرت ترجيحًا واسعًا لإجراء انتخابات قريبة في إسرائيل.وأوضح أن نتنياهو يطرح الهدنة باعتبارها صفقة لاستعادة المحتجزين، وليس كمدخل لحل سياسي دائم، وهو ما يعني، بحسب تعبيره، أن العدوان سيستأنف فور إتمام الصفقة، لأن المفاوضات تجري تحت النار، ولا شيء يجبر إسرائيل على الالتزام.

أهداف إسرائيل تتجاوز غزة

وأشار سلامة، إلى أن شروط إسرائيل المعلنة، وعلى رأسها إبعاد قيادات حماس وتسليم السلاح، هي مطالب غير واقعية في ظل استمرار الاحتلال، موضحًا أن إسرائيل تسعى إلى “تصفية الوجود السياسي والعسكري لحماس في غزة بالكامل، مع إضعاف أي بديل وطني آخر”.كما استشهد بتصريحات وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، الداعية إلى ضم الضفة الغربية، قائلًا إن هذه التصريحات تكشف نية إسرائيل إفشال أي تصور لحل الدولتين، متسائلًا: “عن أي دولة فلسطينية نتحدث إذا لم يتبقَ قطاع أو ضفة أو قدس؟”.ووصف سلامة ما يحدث بأنه “مماطلة استراتيجية”، تستخدم فيها إسرائيل المفاوضات كغطاء لاستمرار العدوان وتصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الحديث عن مساعدات إنسانية تحوّل بدوره إلى “مصائد موت”، وأن نتنياهو يوظف انقسام حكومته الداخلي واستقطاب المعارضة لتعزيز شرعيته المؤقتة، والهروب من المساءلة القضائية.