في مسار داعش والإخوان… تدمير تمثال “الشهداء” في حلب (التفاصيل الكاملة)

على طريقة تنظيم “داعش” في تحطيم وتدمير الإرث الإنساني والحضاري في سوريا والعراق، ومن وأبرزها آثار مدينة تدمر، وعلي طريقة تحطيم تمثال طه حسين بمدينة المنيا، خلال حكم جماعة الإخوان، شهدت مدينة حلب تحطيم تمثال “الشهداء” بساحة سعد الله الجابري مساء أمس الأربعاء.
من نبش القبور وانتهاك أضرحة آل البيت إلى تحطيم التماثيل
وقد أصدرت مديرية آثار ومتاحف حلب، بيانًا أشارت فيه إلى نقل تمثال الشهداء جاء فيه: “ضمن خطة محافظة حلب في إعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري، قامت مديرية الآثار والمتاحف بنقل ما يعرف بـ(تمثال الشهداء) إلى مكان آخر حفاظًا عليه وعلى قيمته الفنية بترميمه وصيانته من قبل مختصين فنيين”.وأضافت المديرية، أن إزالة التمثال جاءت بهدف تهيئة الساحة لإقامة فعاليات عامة، مشيرة إلى أن النصب يحجب جزءًا من الشاشة الرئيسية التي نُصبت مؤخرًا في المكان.إلا أن المقاطع المصورة القادمة من مدينة حلب توثق تعمد تحطيم التمثال خلال نقله، حتى أن العديد من هذه المقاطع جاءت مصحوبة بالتكبير والترحيب بإزالة آثار الكفر وحتى لا يعبد في الأرض كما علق أحد مصوري تحطيم التمثال: “سيزيلون هذه الأصنام التي نحتها المشركون منذ عقود عديدة، حتي لا يعبد إلا الله في الأرض، حتي لا تفتن الناس”.
تحطيم تمثال الشهداء بنجاح
بينما علق الكاتب الباحث أدهم شيخو، على تحطيم تمثال الشهداء، إنطلاقًا من قول الله تعالى “إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان”، فإن الحكم الإسلامي الرشيد في سوريا قام بهدم وتدمير تمثال الشهداء في وسط مدينة حلب – ساحة سعد الله الجابري – ونقترح على الحكومة الإسلامية الرشيدة في سوريا بتحطيم جميع الأنصاب والأصنام – التماثيل – وكذلك نقترح بأن يتم القضاء على جميع أشجار الكرمة في سوريا لأن الكرمة تنتج العنب ومن العنب تصنع الخمور وذلك إستنادا إلى مبدأ – سد الذرائع – وكذلك نقترح بأن يصدر الحكومة الإسلامية الرشيدة قرارا بمنع خروج النساء من المنازل درءا للفتنة، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.

عن تمثال الشهداء في مدينة حلب
وقالت الصفحة الرسمية لمدينة الرقة بالفيسبوك: “تمثال الشهداء بمدينة حلب، قام بنحته الفنان الحلبي العالمي عبدالرحمن مؤقت، ويرمز إلى نضال الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي، وقد تم تنفيذه منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وعلى إثر إطلاق محافظة حلب إعادة تأهيل الساحة وتجميلها، تداولت صفحات وتنادت أصوات إلى إزالة التمثال من مكانه، وكانت الحجة الواهية التي قدمها هؤلاء، هي عدم ظهور شاشة العرض التي وضعت خلف التمثال لاحقًا بشكل واضح، وكأن الأولوية للشاشة المؤقتة وليس للتمثال الشاهد على عصر.ولتأكيد نظريتهم قاموا بتصوير الشاشة ومن أمامها التمثال من زوايا قاتلة، أو كما تسمى بالتصوير، الزوايا المعتمة.التمثال تحطم أيًا كان السبب، فهل سوف تقوم الجهات المعنية بإعادة ترميمه وإعادته إلى مكانه، أم سوف يصبح رمادًا بعد حين ليكون رمزًا لنقطة تحول جديدة في سورية.

تحطيم تمثالي أبي فراس الحمداني وخليل هنداوي في حلب
ومن جانبه، علق الكاتب المسرحي السوري نجم الدين سمان على تحطيم تمثال الشهداء عبر حسابه بالفيسبوك: “قبل أسبوعين مرت على الصفحة العامة صورة تمثال الشهداء في ساحة سعد الله الجابري فتوقفت عندها منشورة في صفحة ناسط اعلامجي ثورجي حتى مطلع الفجر، فقرأت هذا التوصيف الخرندعي:”إشو هادا الصنم، قال للشهداء.. قال، ما فهمت منه شي وأنا كل مرة بشوفه من عشرين سنة متل الخازوق في الساحة، طيب.. فهمنا إنو بالزاويه أم شيليه “تحمل” ابنها الصغير المقتول، بس ليش هوي نص عريان، عيب.. تغطيه بالأول، على كل حال.. قربت قصته” كان يحرض ضد التمثال فتجاوزت منشوره إشفاقا عليه من نعمة الجهل، وأنا أتذكر كيف كان أغلب الحلبيين ينتظرون حجاجهم عند “دوار الصنم” هكذا يسمون تمثال “الأم السورية” عند مدخل حلب الغربي.: بداية اوتوستراد حلب/ دمشق.

سوريا تُجرَّد من ذاكرتها… تمثال الشهداء آخر الضحايا
وتابع “سمان”: ثم غاب المنشور كله في زحمة الفيسبوك، فتذكرت كيف حطم السوريون تماثيل حافظ الوحش كأنما كانوا يحطمون الخوف من المستبد في دواخلهم، ولم تغب عن ذهني مفارقة تحطيم إخوة المنهج تمثال أبي العلاء المعري في معرة النعمان، ثم كيف حطموا تمثال ابراهيم هنانو في إدلب وبرروا ذلك بأن الشباب المجاهد قد ظنوه تمثالًا للطاغية!، ومنذ شهرين فقط حطموا تمثالي الشاعر أبي فراس الحمداني والأديب خليل هنداوي في حلب.هكذا ما زلنا في القياس الفقهي الظلامي بين أصنام الجاهلية وبين تماثيل الأدباء والمفكرين وقادة النضال الوطني، كما فعل طالبان أفغانستان حين دمروا تمثال بوذا، وتذكرت فيديو بث مباشر رأيته بعد هروب بشار الوحش الى موسكو، لموكب دراجات نارية يقودها شباب يحتفلون بانهيار النظام الأسدي، ويقف أحدهم بدراجته فينزل من وراءه شاب ليشوه تمثال يوسف العظمة في دوار محافظة دمشق وهو يفتح سحاب بنطاله، حتى صرخ به أحدهم: اتركه.. هادا ماله علاقة، وبحثت عن الفيديو اليوم.. لأضع رابطه في التعليقات فلم أجده.
تحطيم تمثال “الشهداء” في حلب
تحطيم تمثال “الشهداء” في حلب
تحطيم تمثال “الشهداء” في حلب
تحطيم تمثال “الشهداء” في حلب