سمير درويش: أُدون الشعر لكنني أُفضل الاطلاع على الرواية

سمير درويش: أُدون الشعر لكنني أُفضل الاطلاع على الرواية

وصل الكاتب، الشاعر، سمير درويش، إلى قائمة الــ18 “الطويلة” فئة الروايات المنشورة، في جائزة كتارا للرواية العربية ــ في دورتها الحادية عشرة 2025، عن روايته “ليس بعيدا عن رأس الرجل.. عزيزة ويونس”، والصادرة مطلع العام الجاري، عن منشورات بتانة، بالتزامن مع الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.وحول التأهل وما يعنيه له، والجوائز بشكل عام، خاصة وأن الرواية، تأتي بعد ربع قرن من نشره لروايتيه، “خمس سنوات رملية” و”طائر خفيف”، تفرغ خلال هذه السنوات الـ 25 للشعر وعوالمه.

سمير درويش: أكتب الشعر لكنني أفضل قراءة الرواية 

واستهل “درويش” حديثه قائلا: “أنا قارئ روايات جيد جدًّا، أكتب الشعر لكنني أفضل قراءة الرواية في مفارقة مفهومة لديَّ، فمعظم الذين ناقشوا قصائدي ودواويني استوقفتهم “بنية الحكاية”، أو ما يقولون إنه غلبة السرد بمعناه البلاغي، فغالبًا أعتمد على الجملة الفعلية، المضارعة، لأنها تعطي القارئ إحساسًا بالقلق المرتبط بالحركة والآنية، فيكون صانعًا ومشاركًا كأنه يفعل مع الكاتب أو الشاعر خطوة بخطوة، أو على الأقل يعيش تجربته ويراها، كما أنني كتبت نقدًا عن روايات كثيرة، ولديَّ كِتاب لم أنشره عن الرواية الجديدة في مصر، فيه جزء نظري وفيه تطبيق على مجموعة من الروايات.

 سمير درويش: الشاعر صياد والروائي بنّاء 

وتابع الشاعر سمير درويش، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: “قلتُ قبل ذلك إن الشاعر صيَّاد والروائي بنَّاء، بمعنى أن الشاعر يلتقظ فكرة مبعثها حالة أو كلمة أو مفارقة حياتية أو لغوية، فكرة لامعة واستثنائية، ويحوِّلها إلى قصيدة من مائة أو مائتي كلمة، بينما الروائي يخطط ليقيم بناءً واسعًا من 50 ألف كلمة، يحتاج عامًا أو عدة أعوام لإكماله، فكرة يختار لها مكان وزمان وشخصيات وأحداث، والغريب أن كل ذلك قد يتغير أثناء الكتابة، ليجد نفسه أمام بناء لم يفكر فيه بالكامل، أو لم يفكر فيه أصلًا، لأن توالد الأفكار كثيرًا ما يقود الكاتب. هذا حدث لي جزئيًّا في روايتي “ليس بعيدًا عن رأس الرجل- عزيزة ويونس”، لكنه حدث كليًّا مع روايتي التي شارفت على إنجازها الآن بعنوان “سنين ومرِّت”، فقد بدأت من نقطة، وانتهت إلى نقطة غريبة عنها تمامًا، وأنا سعيد بذلك.وخلص صاحب دواوين “مرايا نيويورك، ثائر مثل غاندي.. زاهد كجيفارا، كامل الأوصاف، يكيف جرائمه على نحو رومانتيكي وغيرها”: “بالمجمل أستطيع القول إنني لست روائيًّا، هذا ما جعلني أهمل روايتيَّ “خمس سنوات رملية” و”طائر خفيف” اللتين كتبتها ونشرتهما قبل 25 عامًا، لكنني أحب روايتي الثالثة، وبالطبع سررت بوجودها في القائمة الطويلة لجائزة كتارا إلى جوار أسماء مهمة، هي “علامة” تنبئك أنك جيد، تسطيع المواصلة، وتستطيع تصديق أنك يمكن أن تفعلها بعيدًا عمن يقولون إن الشعراء يكتبون شعرًا في الروايات، أعتقد أنني كتبت رواية في “ليس بعيدًا عن رأس الرجل”.

تبقى الإشارة إلي أن رواية “ليس بعيدا عن رأس الرجل- عزيزة ويونس”، تدور أحداثها  بين القاهرة ونيويورك، بين الآني والماضوي، بين الواقعي الأسطوري، تهتم بالمكان بوصفه فاعلًا في تشكيل الصورة وفهم نفسيات الشخصيات، سواء أكان المكان في القاهرة، أو في القرية، أو في مدينة نيويورك.