اللواء محمد نور الدين: ثورة 30 يونيو تمثل تلاحماً بين الشعب والشرطة (مقابلة)

اللواء محمد نور الدين: ثورة 30 يونيو تمثل تلاحماً بين الشعب والشرطة (مقابلة)

في لحظات فاصلة من تاريخ الأمم، تبرز مواقف تتجاوز حدود السياسة والمصالح، لتتحول إلى علامات فارقة في الوعي الجمعي، و30 يونيو 2013 كانت واحدة من تلك اللحظات التي أعادت رسم ملامح الدولة المصرية، حين خرج الملايين إلى الشوارع ليعلنوا سقوط حكم جماعة أرادت خطف الوطن وتزييف هويته. وفي حوار خاص، نسترجع مع اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، كواليس تلك الأيام التاريخية، من قلب الحدث، حيث كان شاهدًا لا مجرد مراقب.بصوت يملؤه الفخر والانفعال، يروي اللواء نور الدين تفاصيل الليلة التي سبقت الانفجار الشعبي، حين فوجئ بميدان التحرير يمتلئ عن آخره بالمصريين من كل الطوائف، نساءً ورجالًا، كبارًا وصغارًا، في مشهد جسد الوحدة الوطنية الحقيقية، وهتفوا ضد الإرهاب ورفضا لحكم جماعة حاولت أن تزرع الفتنة وتستبيح الوطن باسم الدين.ويؤكد نور الدين أن وعي الشعب كان الحصن المنيع في تلك المرحلة، إذ أدرك المصريون الخطر الحقيقي، فالتفوا حول مؤسسات الدولة، ودعموا القوات المسلحة والشرطة في معركة بقاء وهوية، كما يسجل مواقف بطولية لضباط وزارة الداخلية الذين رفضوا تأمين مقار الجماعة، ووقفوا في الصفوف الأولى دفاعًا عن الوطن، فدفعوا أرواحهم ثمنًا للحرية.في هذه الشهادة النادرة، يكشف اللواء نور الدين أيضًا عن خفايا دعم خارجي تلقته الجماعة، وعن حقيقة نشأتها وأكاذيب قادتها، وكيف تصدى الإعلام والشارع لتزييفهم، حتى عادت مصر إلى شعبها وجيشها.يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن مساء يوم 29 يونيو كنت ضيفًا على أحد القنوات الفضائية العربية لتحليل مجريات الأحداث والأمور في ذلك التوقيت، وكان موعدي من 10 صباحًا حتى 10 مسًاء وكان وقتها ميدان التحرير وغيره من الميادين لا يوجد به أحد، ولكن فوجئت في تمام الثامنة مساء ميدان التحرير ممتليء عن أخره، وعقب انتهاء اللقاءات في القناة المذكورة، فوجئت بسائقي يخبرني بأنه لا يجب أن نمر من التحرير حتى نصل إلى المنزل في التجمع، لأنه ذلك سوف يأخذ وقتا كثيرا، وكان ردي عليه بالعكس أريد أن استمتع بمشاهد تواجد المصريين الشرفاء في الميدان وكان مشهدا أصاب قلبي بالسعادة، وشاهدت وقتها أهل مصر الحقيقيين، ومشاهد تجسد نسيج مصر الخالص من كل الأطياف، وسيدات مصريات أصيلات تغني للإرهابي محمد مرسي ” سيد يا سيد ومرسي مش هيعيد”، لقد كانت سنة حكم الإخوان لمصر كانت أصعب الأوقات في تاريخ مصر، وكانوا يستغلون الدين للوصول إلى مبتغاهم من خلال تكفير كل من يعارضهم في هذا الوقت.كيف ساهم وعي الشعب في دعم مؤسسات الدولة والقضاء على جماعة الإخوان الإرهابية؟وعي الشعب المصري في هذه الفترة كان له عظيم الأثر لدعم مؤسسات الدولة سواء القوات المسلحة أو الشرطة، والشرطة دورها حماية الحكم الشرعي، وإسقاط الجماعة الإرهابية التي كانت تدعمها أنظمة عالمية مثل أمريكا خاصة بعد موافقة مرسي وجماعته على بيع سيناء مقابل 8 مليار حصل عليهم التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، لقد كانوا بالفعل عدو للشعب المصري والدولة المصرية، وأثبتت ثورة 30 يونيو حالة التلاحم بين الشعب المصري والشرطة المصرية من خلال المشاهد التي شاهدها العالم كله في ميادين مصر.كيف قدم رجال وزارة الداخلية تضحياتهم في ثورة 30 يونيو؟البداية كانت برفض أعضاء مجلس إدارة نادي الشرطة من ضباط وزارة الداخلية تأمين مقرات الجماعة الإرهابية الذين قاموا بحرق مقرات الشرطة وأقسامهم، وقد أزعج ذلك خيرت الشاطر، ووقتها كان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم والذي أثبت وطنية منقطعة النظير، بعد نجاح ثورة 30 يونيو في إزاحة الإخوان وكان بمثابة الصلح التاريخي بين المواطنين والشرطة، وبعد نجاح الثورة بدأت جماعت الإخوان وعناصرها الإرهابية في استهداف رجال الشرطة، واستشهد عدد كبير من ضباط وأفراد ومجندين وموظفين مدنيين بقطاع الشرطة، قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لتراب الوطن، لكن ذلك كان يزيد من عزيمة الضباط لاستكمال مسيرة الدفاع عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه محاولة المساس بأرض مصر وشعبها.ثورة 30 يونيو كشفت الوجه القبيح والحقيقي للجماعة الإرهابية، الذين قاموا باستعداء الشعب ونجح الإعلام أيضا في كشف أكاذيبهم وزيفهم أمام جموع الشعب، وحالوا التدخل في أمور وزارة الداخلية وتهديد الإعلاميين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي والمحكمة الدستورية العليا، ولا ننسى أبدا في هذا التوقيت دور القوات المسلحة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان وقتها وزيرا للدفاع، موضحا أن جماعة الأخوان لا وطن ولا دين لها وهي جماعة محظورة أسستها المخابرات الإنجليزية بـ 500 جنيه استرليني سنة 1928 وكان وقتها مبلغ كبير وكانت جمعيتهم التأسيسية وقتها كل ممثليها جهلاء لا علاقة لهم بالدين أو الأزهر، ودائما يسخرون من كل شيء، ويدفعون الشباب إلى تفجير أنفسهم بينما كانوا يمنعون أبناءهم عن ذلك وكانوا يهربون مثلما فعلت قياداتهم كانوا يرتدون النقاب ويضعون المكياج بعد إقناع الشباب بأفكار مزيفة ويحرضونهم ضد الدولة بمفاهيم مغلوطة، وقيادات الإرهابية كانت تتشدق بالكذب بداية من رئيسهم محمد مرسي الذي كان يقول أنا كنت أعمل في وكالة ناسا الأمريكية ثم أصدرت الوكالة تصريحا تكذب فيها ما قاله محمد مرسي وقتها فعادتهم دائما هي الكذب.