المشهد الختامي لمصطفى العقاد بتوقيع ساجدة الريشاوي… ما التفاصيل؟

في الرابع من فبراير 2015، كانت ساجدة الريشاوي، عضو تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد الرافدين، على موعد مع عدالة السماء، حيث نفذ فيها حكم الإعدام، قصاصا لعشرات الأرواح التي أزهقتها، وعلى رأسها المخرج العالمي مصطفى العقاد، فما الحكاية؟
ساجدة الريشاوي.. تخرج المشهد الأخير لـ مصطفى العقاد
وعلى طريقة “الفلاش باك” السينمائية لنعد إلى الوراء قليلا، تحديدا لمدة عشر سنوات، الزمان الأربعاء 9 نوفمبر في العام 2005، أو الأربعاء الأسود كما عرف في الأردن، المكان، فندق حياة عمان، بالعاصمة الأردنية عمان، حيث يجلس المخرج العالمي مصطفى العقاد، ببهو الفندق في انتظار ابنته القادمة من سفر طويل، ولحظة دخولها الفندق دوي صوت الانفجار، واهتزت جدران الفندق، عمت الفوضي والذعر، أشلاء متناثرة، وأعضاء مبتورة تطايرت مع أجساد نزلاء الفندق ممن تصادف وجودهم في هذه اللحظات، حرائق ودخان، ما أن تنجلي حتى يظهر العقاد وهو يحتضن أشلاء ابنته، في مشهد لم يخطر على باله أن يخرجه على شاشة السينما يوما، وإنما كان الإخراج هذه المرة بتوقيع العراقية ساجدة الريشاوي وزوجها حسين الشمري.وما كان مصطفى العقاد ليتخيل يوما أن هناك من سيتفوق عليه في إخراج مشاهد العنف والدماء والأشلاء المتطايرة والأعضاء المبعثرة في كل مكان وسط برك من الدماء، كما قدمها في سلسلة أفلامه الشهيرة، Halloween، إحدى أشهر سلاسل الرعب العالمية، لكن ساجدة الريشاوي تفوقت عليه في هذه المرة، ليقضي نحبه هو وابنته، ويتم القبض على الريشاوي خلال محاولة هربها.
الأردن يقتص للكساسبة ومصطفى العقاد
كان الانفجار الذي راح ضحيته المخرج العالمي، صاحب فيلم “الرسالة”، و”عمر المختار” أو أسد الصحراء، فضلا عن 62 قتيلا وأكثر من 100 جريح واحد من ثلاثة انفجارات متزامنة، خطط له تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في العقد الأول من الألفية الثانية.واستهدف التنظيم إرهاب وبث الرعب في الأردن وشعبه، فكانت التفجيرات الثلاثة المتزامنة، فندق الراديسون، وجراند حياة، والثالث بفندق دايز إن.في التحقيقات معها، أنكرت ساجدة الريشاوي التهم التي وجهتها إليها محكمة أمن الدولة الأردنية في أبريل 2006، وزعمت أن زوجها حسين الشمري هو من أرغمها على الاشتراك في مخطط التفجيرات الثلاثة رغم إثبات التحريات الأمنية بالأردن تسللها عبر الحدود مع العراق بجواز سفر مزور، والتخفي في شقة سكنية تحت هوية مستعارة.
وتنتهي محاكمتها بإصدار حكم الإعدام شنقا والذي علق بدوره، حيث جرت مفاوضات بين السلطات الأردنية وتنظيم القاعدة ببلاد الرافدين بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وحاول التنظيم حث السلطات الأردنية علي إطلاق سراح الريشاوي، في مقابل الإفراج عن الرهينة الياباني الصحفي كينجي جوتو، إلا أن تنظيم القاعدة لم يستجب وقتل وبث فيديو يظهر فيه كينجي جوتو وهو يحمل صورة تظهر فيها جثة للرهينة الثاني هارونا يوكاوا.تتسارع الأحدث ونصل إلى العام 2014، تحديدا في 24 ديسمبر، حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي، أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعد سقوط طائرته وهي من طراز اف-16 بالقرب من مدينة الرقة، شمال سوريا خلال مشاركته في ضربات التحالف الدولي الجوية ضد داعش، وتتدخل أطراف سلفية للوساطة بين السلطات الأردنية وتنظيم داعش الإرهابي، لإطلاق سراح ساجدة الرشاوي، مقابل الإفراج عن الكساسبة، إلا أن السلطات ترفض. وفي 3 فبراير 2015 بث تنظيم داعش، فيديو يظهر إعدام معاذ الكساسبة حرقا وهو على قيد الحياة، وجاء رد السلطات الأردنية سريعا خلال أقل من 24 ساعة، حيث نفذ حكم الإعدام في ساجدة الريشاوي.