شيرين رضا: أدوار الشر صعبة وتتطلب مهارة في الأداء.. وتجربتي مع مينا مسعود كانت مثيرة.

شيرين رضا: أدوار الشر صعبة وتتطلب مهارة في الأداء.. وتجربتي مع مينا مسعود كانت مثيرة.

بعد ٤ أعوام من الترقب، رأى فيلم «فى عز الضهر» النور أخيرًا، ليُعرض فى دور السينما محققًا نجاحًا جماهيريًا لافتًا، خاصة أنه يشكل أولى تجارب النجم العالمى مينا مسعود داخل السينما المصرية، بعد مسيرة حافلة فى «هوليوود» كان أبرزها بطولة فيلم «علاء الدين» من إنتاج «ديزنى».فى هذا العمل، تخوض الفنانة شيرين رضا تجربة فنية استثنائية من خلال شخصية «برناديت عازر»، التى تجسد فيها الشر بأسلوب غير تقليدى، مؤكدة مرة أخرى قدرتها على التنوع والتمرد على الأنماط السائدة. وأعربت شيرين رضا، فى حوارها مع «الدستور»، عن سعادتها بالتعاون مع مينا مسعود، مشيدة بالكيمياء الإبداعية التى جمعت بينهما، وبالأجواء الإيجابية التى خيّمت على كواليس التصوير. ■ بداية.. ما تفاصيل مشاركتك فى فيلم «فى عز الضهر»؟- فيلم «فى عز الضهر» كان تجربة استثنائية بالنسبة لى، وقدمت دورًا شريرًا لكن هذه المرة بطريقة مختلفة، وكنت أخشى أن يكون الدور مكررًا، ولكن فى النهاية تمكنت من تقديم شخصية جديدة وغير تقليدية، وكنت أبحث عن كيفية تقديم الشر بطريقة مختلفة، وكان لدىّ خوف من أن يتكرر هذا النوع من الأدوار، لذلك بذلت جهدًا كبيرًا لتقديم الشخصية بلمسة خاصة، والحمد لله أكرمنى الله فى تقديم هذه الشخصية بهذا الشكل المختلف.■ لماذا وجدتِ تحديًا كبيرًا فى تقديم شخصية «برناديت عازر»؟- لأن الناس اعتادت على ظهورى بشكل لطيف، البنت الجميلة الحلوة الهادئة الرومانسية، لذا وجدت تحديًا كبيرًا فى «فى عز الضهر»، من حيث تقديم دور شر مختلف.■ هل هناك تفاصيل أكثر عن الشخصية؟- «برناديت عازر»، شخصية غريبة الأطوار وتمتلك دولة كاملة بسكانها، لكنها غير موجودة على الخريطة، الشخصية تُجسد امرأة تسعى للحصول على أرض من أجل إثبات وجودها فى العالم، ما يعكس تطلعاتها وطموحاتها فى عالم لا يعترف بوجودها، وهذا الدور تطلب الكثير من الإبداع فى الأداء، لذا كان التحدى الأكبر بالنسبة لى هو إظهار هذه الشخصية بطريقة غير تقليدية.وكنت متخوفة فى البداية من تقديم دور شرير مكرر، ولكن بعد دراسة الشخصية بشكل عميق، اكتشفت أنه يمكننى إضافة بُعد جديد له. وحاولت أن أقدم الشخصية بطريقة جديدة بحيث تكون مشاعرها أكثر تعقيدًا، وتظهر دوافعها بشكل واضح لجمهور الفيلم.■ كيف أخرجت الطابع الشرير للشخصية؟- «برناديت عازر» التى قدمتها ليست شريرة بالمعنى التقليدى، بل شخصية معقدة تبحث عن هدف عظيم، وهى شخصية خارجة عن المألوف، موجودة فى مكان ليس على الخريطة ولكنها تسعى للوجود بأى ثمن، الشر هنا ليس فى تصرفات الشخصية فحسب، بل فى الدوافع التى تحركها؛ هى تسعى لتحقيق شىء أكبر من مجرد السيطرة على الأشخاص أو الأشياء، بل هى تريد أن تضع اسمها فى التاريخ.■ ماذا عن التعاون مع مينا مسعود؟- مينا مسعود شاب مجتهد جدًا فى عمله، وهذا الفيلم كان أولى تجاربه فى السينما المصرية بعد سنوات من النجاح فى «هوليوود»، والعمل معه ممتع، وكنت سعيدة جدًا بمشاركتى معه فى أول فيلم له فى مصر، كما أنه شخص طموح للغاية ويمتلك مستقبلًا كبيرًا، كما أننى لاحظت أنه يهتم بكل تفاصيل عمله، ما جعله شريكًا رائعًا فى التصوير.■ كيف أثرت طاقته وحماسته على أجواء التصوير؟- أكثر ما أمتعنى فى العمل مع مينا مسعود هو أنه كان شخصًا جديدًا بالنسبة لى، بفضل طاقته وحماسه، شعرنا بأن هناك كيمياء جميلة بيننا، وهو ما كان له تأثير كبير فى تحريك الأحداث والشخصيات فى الفيلم، ومن المدهش حقًا أن أشارك فى أول تجربة له فى مصر، وهو ما جعل التجربة أكثر إثارة.■ هل كانت هناك تحديات أثناء التصوير؟- بالتأكيد، مثل أى فيلم آخر، كان هناك العديد من التحديات، ولكن أكثر ما كان يعجبنى فى هذا الفيلم هو الأجواء التى كانت سائدة فى «اللوكيشن»، فجميع أفراد فريق العمل كانوا متعاونين للغاية، وكانت هناك كيمياء جميلة بيننا. كان الجو مليئًا بالضحك والمزاح فى أوقات كثيرة رغم أن الفيلم كان جادًا، كانت المواقف الطريفة بين أبطال العمل تزيد من روح التعاون والمثابرة.■ ماذا عن الكواليس؟- الكواليس كانت رائعة جدًا، وكنت أشعر وكأننى فى بيتنا، كان فريق العمل كله مليئًا بالطاقة الإيجابية، وخلقنا معًا أجواء مريحة جعلت عملية التصوير أسهل وأكثر متعة، وكان هناك الكثير من الضحك والمزاح، ما جعلنا نشعر بالسعادة أثناء العمل.وأهم شىء فى أى عمل فنى هو كيمياء الفريق، وإذا كان هناك تناغم بين الجميع، يكون الإنتاج الفنى فى أفضل حالاته، الحمد لله، كان لدينا هذا التناغم، وهذا ينعكس فى الآخر على الشكل النهائى.■ هل كان لديكِ أى مخاوف بشأن تأثير التأخير فى عرض العمل بعد مرور أكثر من ٤ سنوات؟- لم يكن لهذا التأخير أى تأثير سلبى على العمل أو على أدائى بشكل خاص، والعمل الفنى لا يتأثر بمثل هذه الأمور فى حال كانت الفكرة والأداء مستوفين للمعايير الفنية المطلوبة، وركزت على أداء الدور بكل احترافية، والتأخير فى العرض أمر يخص الجهة الإنتاجية.وهذا السؤال من الأفضل أن يوجه للإنتاج وليس لى، أنا أركز على تقديم شغلى فى الوقت الذى يتم تحديده، أما التأخير فهو أمر متعلق بتفاصيل تخص فريق الإنتاج، ولا علاقة له بأدائنا الفنى فى الفيلم.«اللى يهمنى هو تقديم دورى على أكمل وجه»، وفى النهاية، لم يؤثر التأخير على الفيلم أو على حماسى للمشاركة فيه، والتأخير فى عرض الأفلام ليس أمرًا غير معتاد فى صناعة السينما، وقد تكون هناك عوامل متعددة تؤثر فى تحديد موعد العرض، سواء كانت مرتبطة بالتوزيع أو بالتسويق أو بأى اعتبارات إنتاجية أخرى، بالنسبة لى، كان الأهم هو أننى كنت جزءًا من فيلم استثنائى وجاءت الفرصة فى الوقت الذى كان مناسبًا، وأنا سعيدة جدًا بالمشاركة فى هذا العمل.ماذا عن أعمالك المقبلة؟- بالنسبة لأعمالى المستقبلية، لدىّ مشروع جديد يحمل اسم «الكراش»، وهو فيلم لم يبدأ تصويره بعد، ولكننى قرأت السيناريو وأعجبنى جدًا، الفكرة جديدة ومختلفة، وقد وقع اختيارى على هذا الفيلم لأنه يختلف تمامًا عن الأعمال التى قدمتها سابقًا، والعمل على هذا الفيلم سيكون تحديًا جديدًا بالنسبة لى، وأنا متحمسة لبدء التصوير قريبًا. وتغير اسم الفيلم أكثر من مرة، لكننى وقّعت على العمل بعد أن قرأت «الورق» وأعجبتنى فكرته، ولا أهتم بالاسم الجديد الذى سيطلق عليه، أنا دائمًا ما أبحث عن أدوار جديدة ومختلفة، لذا هذا الفيلم سيكون بمثابة إضافة جديدة إلى مشوارى الفنى.