على جمعة: عند قدوم الهجرة، يجب علينا ألا نتوقف عند تفاصيلها بل ينبغي أن نختبرها ونعيشها.

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه عندما تأتي الهجرة، لا ينبغي لنا أن نقف عند أحداثها؛ بل ينبغي أن نعيشها، لا أن ندرك فقط ما فعله سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، ولا بكيفية استعانة سيدنا رسول الله ﷺ بابن أُريقط، ذلك المشرك الذي ظل على شركه حتى مات، ولا كيف عامل سراقة بن مالك، أو غير ذلك من الأحداث التي يعلمها كثير من الناس؛ بل ينبغي أن نعيش الهجرة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.وأضاف “جمعة”، عبر صفحته الرسمية قائلا: “فالسنة في ظاهرها أقوال وأفعال وتقريراته ﷺ، أما في حقيقتها، فهي أحواله ﷺ مع ربه، فتنبه إلى أن هذا الظاهر ينبغي أن يرشدك إلى ذاك الباطن. وأن تعيش حاله، لا أن تراها وأن تعلمها، فلابد من أن تعايش الذكر، ومن ذلك ما نذكر به مرارًا وتكرارًا، وسنظل عليه ما شاء الله “الكلمات العشر الطيبات” (سبحان الله،الحمد لله،لا إله إلا الله،الله أكبر،لا حول ولا قوة إلا بالله، استغفر الله، توكلت على الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله)”.وتابع: “هذا برنامج صالح لتطبيقه في العام الجديد،فيجب أن تعيش هذه الكلمات، وأن تتدبرها، وأن تدرك أن استغفارك هجرة، وأن توكلَك هجرةٌ، وأن ذِكرَك هجرةٌ، فالهجرةُ انتقالٌ من حالٍ رديءٍ إلى حالٍ مرضيّ، فإذا كانت الهجرةُ كذلك، فهاجِر. وسِحْ في ذِكر الله، وتعلَّم كيف تنخلع من الذنب، وتهاجر إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكَّل على الله، لا بالكلام ولا بالألفاظ، بل بالمعيشة في التوكل على الله، ومن توكل على الله، كفاه”.واختتم: “ومن جعل ربَّه حسيبَه، فإنه لا يلتفت إلى دنيا من حوله، ولا يعتمد على أشخاصٍ هم أنفسُهم أحوجُ الخلقِ إلى غيرهم، فكل الناس مفتقرون إلى ربهم، ولا يملكون شيئًا من أمر أنفسهم؛ فكيف يملكون لك نفعًا أو ضرًّا، أو حياةً أو موتًا، أو رزقًا أو غير ذلك من المبتغى؟!، ينبغي أن تعيش هذا البرنامج، وأن يتحول كلامك وفعلك إلى حياةٍ تشعر فيها بقلبك حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه، وما أراد أن يبلّغنا إياه؛ فإذا بينابيع الحكمة تتفجر من قلبك، وإذا بالحُجُب تتساقط عن عقلك وفؤادك، حجابًا بعد حجاب، وإذا بك تقرأ القرآن قراءةً جديدةً، وتسمع أحاديث سيدنا رسول الله ﷺ بسَماعٍ جديدٍ، مختلف عن ذلك الذي تعودته من قبل، حينئذٍ تُدرك شيئًا من حاله ﷺ مع ربه، عيشوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.