ما الذي سيحدث إذا…..؟

كلما جاءت ذكرى ثورة 30 يونيو يراودنى تساؤل أشعر معه بالرهبة بمجرد التفكير فيه…. ماذا لو كان الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى هذا الوقت لم يتخذ قراره الشجاع بدعم القوات المسلحة المصرية لثورة الشعب الذى نزل بالملايين فى جميع المحافظات للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان…؟ أتساءل أيضًا ماذا لو لم تنجح تلك الثورة وتمكن الإخوان المدعومين من الخارج ومن التنظيمات الإرهابية التى كانت متواجدة فى سيناء عندما سمحت تلك الجماعة الإرهابية لهم بالتواجد فيها وممارسة أنشطتهم وعملياتهم التخريبية الإرهابية بالتدخل بالسلاح والعنف لتفريق تلك المظاهرات الهادرة دون النظر إلى أن القائمين بها هم أبناء وأصحاب الدولة وشعبها من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال العزل الغير مسلحين وأن ثورتهم هى ثورة شعب أكتوى بنيران حكم الإخوان الفاشى القائم على الإرهاب والإقصاء والعداء لكل من لا يتعامل معهم خاصة من أقباط مصر الشرفاء؟.
ماذا كان سوف يحدث لقيادات القوات المسلحة وعلى رأسهم السيد وزير الدفاع الذى وضع رأسه على كفه وإتخذ هذا القرار المصيرى الذى أنقذ البلاد والعباد من براثن حكم الإخوان؟.
ما الذى كان سوف يتعرض له الإخوة الأقباط من إقصاء وترويع وإرهاب وقتل وتدمير كنائسهم ودور عبادتهم؟.
ماذا كان سيحدث إذا سمح الإخوان بتهجير وتسكين الفلسطينين من أبناء غزة الى أرض سيناء وتم تصفيه القضية الفلسطينية مقابل 8 مليار دولار؟..
تساؤلات كثيرة تراودنى فى هذا اليوم تحديدًا لجماعة إنتهجت العنف والترويع سبيلًا فى التعامل مع المصريين والسيطرة على مقدرات الشعب المصرى ولو عن طريق تتناثر فيه جثث ضحاياهم وتسيل على جوانبه الدماء البريئة.
إن تاريخ صفحات الإخوان مفعمة بالعنف والإرهاب وللأسف أن هناك آذانًا سمعت وعقولًا إستجابت فى حالات لا يمكن أن نصفها سوى بالجهل والوهم والإنقياد الأعمى من المتبوعين لينسجوا مع قادتهم تاريخًا دمويًا إرتبط بحوادث إغتيالات وتفجيرات لكل من يخالفهم سياسيًا أو يصدر ضدهم حكمًا أو قرارًا….وأستمر هذا المسلسل منذ نشأة الجماعة عام 1928 حتى إنتفاضة الشعب عليهم فى 30 يونيو 2013 حيث تم إسقاط حكمهم للبلاد والذى أستمر لمدة عام واحد كان هو العام الأسوأ فى تاريخ البلاد.
وعلى الرغم من سقوطهم إلا أن موجات العنف الموجهة ضد الأبرياء من أبناء الوطن لم تتوقف سواء من عناصرهم المغيبة أو من التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية التى دعموها وتخفوا وراءها حتى تصبح بديلًا لهم لتشهد البلاد موجات جديدة من التهديد بالعنف وإرتكاب الحوادث الإرهابية والتى كان محركها الأساسى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية الذين أقاموا إعتصامين مسلحين فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة حيث صار الميدانان قاعدتى إنطلاق لمحاولات إحداث الفوضى والعنف إلى أن تمكنت قوات الأمن من فضهما يوم 14 أغسطس 2013 وهنا إنطلق أنصار الجماعة يقودهم الجنون لإرتكاب مذابح فى حق الشعب حيث سقط ضحايا أبرياء أثناء إستهداف عناصر تلك الجماعة أقسام الشرطة وحرق الكنائس والإعتداء بوحشية على ضباط الشرطة فى كرداسة وأسوان…حتى الأطفال لم يسلموا من وحشيتهم….فمن ينسى مشهد إلقاء ثلاثة أطفال من أعلى سطح عقار بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية على يد شخص مسلح فى مشهد مؤلم يكشف عن فقدان المروءة فى النفوس وإنتزاع الرحمة من القلوب.
لا ينبغى لنا على الإطلاق أن ننسى ما إقترفته جماعة الإخوان الإرهابية فى حق الشعب المصرى منذ أحداث يناير 2011 وحتى سقوطهم بعد ثورة 30 يونيو…ولابد لنا أن نشرح ونوضح لأجيال الشباب التى لم يكن يتجاوز أعمارهم عن 10 سنوات أو أقل خلال تلك الفترة حيث لم يسعفهم إدراكهم ووعيهم بما يحدث حولهم وأصبح لزامًا علينا دائمًا أن نقوم بواجبنا فى شرح مدى خطورة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية على أمن وسلامة الوطن وإنه قد آن الآوان ليتحملوا مسئولية مواجهة تلك الجماعة المارقة وألا ينساقوا وراء شعارتهم الزائفة ووعودهم الكاذبة.
لابد أن يعرف شبابنا أن تلك الجماعة من الممكن أن تتحالف مع الشيطان لتحقيق مآربها التى تكمن فى السيطرة على مقاليد الحكم فى البلاد وهى فى سبيل ذلك سمحت للعديد من عناصر حركة حماس الفلسطينية بالتسلل عبر الأنفاق لتقتحم السجون لتهريب أعضاء الجماعة والعناصر المواليه لها ولم يكتفوا بذلك بل أفرغوا جميع عنابر السجون التى إقتحموها وقاموا بقتل كل من كان يعترض طريقهم…لابد أن يعرف شبابنا إنه كان هناك مخطط لتقسيم الدولة المصرية طبقًا لرؤية أمريكية الى ثلاثة دويلات الأولى وجه بحرى والثانية القاهرة مع شمال الصعيد والثالثة جنوب الصعيد مع التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان وتسليم سيناء الى حركة حماس تنفيذًا لمخطط الشرق الأوسط الجديد…وايضًا إنهم قاموا بإدخال عناصر مواليه لهم الى كلية الشرطة والكليات العسكرية ليكونوا نواة لمشروعهم الخبيث وجندوا عناصر من الإعلام والكتاب والصحفيين للترويد لمشاريعهم الوهمية وإقناع الشعب المصرى البسيط إنهم قادمون لتطبيق الشريعة الإسلامية وهم أبعد ما يكونون عنها…إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة عندما أعلنوا عن تعديلات دستورية وهى غير ذلك على الإطلاق تحصن قرارات الرئيس ضد أى طعن من أى جهة ليصبح هو الديكتاتور الأعظم…وهنا بدأ الشعب يشعر بالقلق على مستقبل بلاده وخرج عن بكره أبيه للإعتراض على ذلك وأعلنوا رفضهم لتلك التعديلات الدستورية وكان لوقوفهم صفًا واحدًا خلف قواتهم المسلحة هو السبيل الوحيد للتخلص من هذه الجماعة الضالة والمضلة وكان له ما أراد بفضل الله أولًا ثم الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك وتم إقصاءهم عن الحكم بثورة أبهرت العالم شارك فيها جميع أطياف المجتمع المصرى وقالوا “لا” لجماعة الإخوان بقوة وإصرار فى الوقت المناسب وبذلك نجح المصريون من الإفلات من مصير أسود وتمكنوا من الحفاظ على هويتهم التى حاول الإخوان طمسها والأهم من ذلك إنهم قطعوا الطريق للأبد على أحلام الجماعة الإرهابية من العودة للسلطة مهما بلغت خطورة ودناءة مخططاتهم وحملاتهم وأسلحتهم.
سوف تظل ثورة 30 يونيو 2013 محفورة فى أذهان المصريين كواحدة من أهم الثورات التى شهدتها مصر والمنطقة المحيطة بها فى العصر الحديث خاصة وإنها حافظت على الهوية المصرية الراسخة بعد محاولة الجماعة ” أخونة” البلاد وبناء المليشيات الإرهابية التى تعيث فى الأرض فسادًا وتضر بمصلحة الوطن.
ويبقى السؤال…هل سوف تتوقف محاولات جماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى سدة الحكم ؟ الإجابة بالطبع “لا” ولكن بيقظة الشعب المصرى وقوته وقت الشدائد والأزمات لن تسمح لهم أبدًا بتكرار ما حدث قبل ثورة 30 يونيو المجيدة وسوف تستمر فى كشف مخططاتهم وأهدافهم ولكى تحقق ذلك أيها الشعب العظيم لابد دائمًا أن تسأل نفسك لكى لا تنسى “ماذا لو”…..؟.