فاطمة وهيدي: ورش الكتابة للأطفال من أبرز التجارب التي اكتسبت منها الكثير من المعرفة

تمتلك الكاتبة فاطمة وهيدي، تجربة ثرية متنوعة، بين القصة القصيرة والشعر وأدب الأطفال، تجلت في ديوانها الأحدث “الغاوون لا يتبعهم أحد”، وتجربتها مع ورش الأطفال وروايات اليافعة.
فاطمة وهيدي: “الغاوون لا يتبعهم أحد” أقرب نصوصي إلى نبض روحي
وتحدثت “وهيدي” لـ”الدستور” قائلة: “الغاوون لا يتبعهم أحد، هو أقرب نصوصي إلى نبض روحي الآن، هو محاولة للتصالح مع الأسئلة المعلّقة في داخلي، والإنصات لصوتٍ خافتٍ ظلّ طويلًا يهمس ولا يُقال، فيه قصائد تقترب من فكرة النداء الفردي وسط صخب العالم، وكيف نحاول أن نصنع عزاءً صغيرًا بالكلمات حين نعجز عن تغيير الواقع، بعض قصائده تُشبِه مدن لم أزرها ولكني أعرفها جيدًا، وبعضها كُتِب كأنني أكتب رسالةً لنفسي، أردت من خلاله أن أقول إن الشعر، في النهاية، هو محاولة حُرّة للنجاة، حتى لو لم يلحق بنا أحد”.
فاطمة وهيدي: الترجمة بالنسبة لي امتدادٌ جميلٌ للنص
وعن الترجمة لقراء ينتمون لثقافة مغايرة لثقافتها، تابعت: الترجمة بالنسبة لي امتدادٌ جميلٌ للنص، مثلما يمدّ العطر سرّه في الهواء، حين تنتقل كلماتي إلى لغة أخرى أشعر بشيء من الدهشة والخوف معًا؛ لأن النص لم يعُد لي وحدي، صار يحمل صوته ولونه الجديدين، الترجمة تمنح النص فرصة لحياة ثانية، وتُعيد اكتشافه بعيون قارئ قد يقرأه من زاوية لم أفكر بها يومًا، أعتبرها جسرًا خفيًا بين الثقافات، وأرجو دائمًا أن يكون المترجم أمينًا لصوت النص وروحه، لا لعباراته فقط.
فاطمة وهيدي: ورش الكتابة للأطفال من أكثر التجارب التي تعلّمتُ منها
وعن تجربة ورش الكتابة للأطفال، ومدى تفاعلهم معها، تابعت “وهيدي” حديثها للدستور: “ورش الكتابة للأطفال من أكثر التجارب التي تعلّمتُ منها شخصيًا، أومن أن الطفل حين تُعطيه المساحة يدهشك دومًا، أكتشف معهم كم هم شغوفون بالحكاية، وكم يمتلكون خيالًا لا تحدّه قوالب الكبار، أحيانًا يأتون بفكرة أو عبارة تُذكّرني لماذا بدأتُ الكتابة أصلًا، التفاعل معهم صادق وعفوي، وبعض الحكايات التي حكيتها للاطفال في هذه الورش وُلَدت حكايات جديدة بقيت ترافقني، وكأنهم يمنحونني مفاتيح لأبوابٍ لم أكن أعرف أنها موجودة في روحي”.
فاطمة وهيدي: الكتابة في النهاية لا تحدث وفق جدول صارم
وحول جديدها الإبداعي الذي تعمل عليه قالت: هناك دائمًا أفكار تتشكّل بهدوء، بعضها ما زال جنينًا ينتظر نضوجه، أعمل حاليًا على مشروعين؛ الأول مجموعة قصصية قصيرة أعود فيها لعوالم إنسانية شديدة البساطة لكنها تمسّ أسئلة وجودية عميقة. وأضافت: أما الثاني فهو ديوان جديد مختلف في نبرته عن «الغاوون لا يتبعهم أحد»، يذهب نحو تأملات أكثر اتساعًا، وأجرّب فيه أساليب لغوية جديدة. بين هذا وذاك، أترك قلبي مفتوحًا لأي فكرة طازجة، لأن الكتابة في النهاية لا تحدث وفق جدول صارم، بل حين تمنحك الحياة لحظةَ دهشةٍ تستحق أن تُكتَب.