نتنياهو يفكر في إنهاء الصراع في غزة بحلول الخريف.. ما الذي يجري خلف الكواليس؟

نتنياهو يفكر في إنهاء الصراع في غزة بحلول الخريف.. ما الذي يجري خلف الكواليس؟

يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطر كبير، بعد انتهاء جولة التصعيد العسكري مع إيران، وعادت الأنظار تتجه مرة أخرى إلى قطاع غزة، ولكن هذه المرة كانت كارثية بالنسبة لإسرائيل بعد مقتل 7 جنود من جيش الاحتلال في تفجير دبابة في خان يونس.وأكدت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعم نتنياهو في حرب الـ 12 يوم مع إيران عززت من صورة رئيس حكومة الاحتلال، ولكن سرعان ما تلاشى هذا الرخم وبدأت التساؤلات في إسرائيل حول المرحلة المقبلة في حرب غزة.

مخاوف من انتخابات مبكرة وانهيار ائتلاف نتنياهو المتطرف

وأكدت الصحيفة أن نتنياهو متردد جدًا الآن حيث أبدى رغبته في استثمار الوقت الحالي لإحياء مساعي إبرام اتفاقيات سلام مع الدول العربية، ما يعني إنهاءه حرب غزة.ويرى بعض المحللين أنه قد يسعى إلى عقد انتخابات مبكرة، مستفيدًا من شعبيته الحالية، نتنياهو نفسه صرح أنه ينفذ رسالة وأن أمامه مهام عديدة سيواصلها طالما يحظى بدعم الإسرائيليين، لكن مقربون منه استبعدوا الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة ووصفه هذا الخيار بأنه احتمال بعيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو أصبح دائم الظهور العام وهو ما يتناقض مع ما كان يحدث بعد هجمات 7 أكتوبر، وبالرغم من ارتفاع شعبية نتنياهو وحزب الليكود حاليًا، فإن ائتلافه الذي يضم أحزابًا يمينية متشددة ودينية لا يزال متأخرًا كثيرًا عن المعارضة في استطلاعات الرأي.وتصدرت حرب غزة – فى الوقت الحالي- اهتمام نتنياهو فهي التحدي الأكبر له، واشعلت الارتباك في حكومته، لأن استمرار الحرب لإرضاء ائتلافه الحاكم المتطرف يعني انهيار شعبيته مرة أخرى وانقلاب الإدارة الأمريكية عليه وضياع حلم إبرام اتفاقيات سلام مع العرب.وأشارت إلى أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يرفضون استمرار الحرب في غزة، ويفضلون إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين.

إنهاء حرب غزة في الخريف

وتابعت أنه من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في خريف 2026، لكن محللين كثرًا يتوقعون تأجيلها إلى ربيع العام المقبل بسبب استحقاقات الموازنة وعوامل سياسية أخرى. وترى خبيرة الاستطلاعات داليا شيندلين أن صورة نتنياهو المسبقة ستظل عبئًا عليه رغم الإنجاز ضد إيران؛ فالناخب سيتذكر إخفاقات 7 أكتوبر وعجز الحكومة عن إعادة المحتجزين.وكشفت مصادر مقربة من نتنياهو، أن نجاحه المزعوم أمام إيران منحه هامشًا جيدًا للمناورة داخل ائتلافه الحاكم وبالتالي إمكانية إبرام صفقة لإنهاء حرب غزة، مقابل عقد اتفاقات سلام مع بعض الدول العربية.وتابعت المصادر أن أي تنازل جوهري في ملف غزة قد يفقد نتنياهو دعم شركائه من اليمين المتطرف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ما قد يدفعه إلى حل الكنيست والتوجه لانتخابات يراهن فيها على إنجازاته الإقليمية. ويعتقد المستشار السياسي نداف شتراوشلر أن نتنياهو سيؤجل اتخاذ قرار وقف حرب غزة حتى اللحظة الأخيرة كعادته، والخيار الأبسط ربما يكون الإبقاء على الائتلاف الحالي وانتظار ما بعد عطلة الكنيست الصيفية الممتدة من أواخر يوليو إلى أكتوبر، أي عدم اتخاذ قرار بإنهاء الحرب سوى في الخريف.