نتائج زيارة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية إلى الصين: شراكة استراتيجية وفرص واعدة للاستثمار

في زيارة رسمية استمرت عدة أيام، اختتم المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، جولته في جمهورية الصين الشعبية، والتي شملت العاصمة بكين ومدينتي تيانجين وشنغهاي، وأسفرت عن نتائج اقتصادية مهمة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتفتح آفاقًا واسعة أمام تدفقات استثمارية جديدة نحو السوق المصري.
لقاءات رفيعة المستوى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
بدأ الوزير زيارته بلقاء وانج وينتاو، وزير التجارة الصيني، حيث أكد الجانبان على متانة العلاقات الاقتصادية التي تمتد لأكثر من 70 عامًا، والتي تم ترقيتها منذ أكثر من عشر سنوات إلى “شراكة استراتيجية شاملة”، وأعرب الخطيب عن تطلع مصر لزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني المرتقبة، مؤكدًا أنها ستكون محطة رئيسية في ترجمة الاتفاقات الثنائية إلى استثمارات فعلية.
منتديات استثمارية وموائد مستديرة مع كبريات الشركات الصينية
شارك الخطيب بعدة فعاليات رئيسية أبرزها منتدى الاستثمار المصري الصيني في بكين، ومنتدى الأعمال في شنغهاي، إلى جانب اجتماعات المائدة المستديرة المتخصصة في قطاعات الطاقة، المياه، التعدين، البتروكيماويات، صناعة السيارات، والمنسوجات. وشهدت هذه الفعاليات حضورًا واسعًا من 200 شركة صينية كبرى، وناقشت فرص الاستثمار في مصر، خاصة في ظل ما تتمتع به من بنية تحتية حديثة، وقوانين استثمارية مرنة، وحوافز ضريبية وتسهيلات إجرائية واسعة.
لقاءات ثنائية وشراكات صناعية جديدة
عقد الخطيب أكثر من 20 لقاءً ثنائيًا مع قيادات شركات صينية تعمل في قطاعات حيوية مثل: تحلية المياه، الطاقة المتجددة، النسيج، الألياف الزجاجية، الإلكترونيات، اللوازم المدرسية، والمعدات الزراعية. ومن أبرز الاتفاقات:توسيع استثمارات شركة جوشي للألياف الزجاجية.ضخ استثمارات جديدة في صناعة الملابس من شركات “تشجيانغ” و”هيت”.اتفاقات أولية لمشروعات تحلية المياه والطاقة الشمسية مع شركتي Energy China وSpeco.توسع شركة ديلي في إنتاج الأدوات المكتبية.
مصر مركز إقليمي للتصنيع والتصدير
أكد الخطيب خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة تيانجين، أن مصر تمتلك إمكانات تؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا للتصنيع والخدمات اللوجستية والتصدير، خاصة مع موقعها الاستراتيجي واتفاقياتها التجارية مع أكثر من 70 دولة. كما شدد على أن مبادرة الحزام والطريق تتقاطع مع أهداف رؤية مصر 2030، لا سيما في مجالات البنية التحتية والتنمية الصناعية.
صناعة السيارات على رأس الأولويات
في مائدة مستديرة بمدينة شنغهاي، ناقش الوزير مستقبل التعاون في صناعة السيارات الكهربائية مع كبرى الشركات الصينية، مشددًا على أن مصر تسعى لتوطين هذه الصناعة ودعم انتقالها إلى التكنولوجيا النظيفة، من خلال تقديم حوافز استثمارية تشمل الرخصة الذهبية، والتخفيضات الضريبية، والتسهيلات في التراخيص.
تحلية المياه والطاقة المستدامة.. قطاعات واعدة
شهدت زيارة الوزير التركيز على قطاعات تحلية المياه والطاقة المتجددة، حيث تم استعراض الاستراتيجية الوطنية المصرية للطاقة المستدامة 2035، ومشروعات المياه الجاري تنفيذها. وأكد الخطيب التزام الدولة بدعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في هذه القطاعات.
قطاع التعدين والبتروكيماويات في دائرة الاهتمام
وفي مائدة مستديرة بمدينة شنغهاي، عرض الوزير رؤية مصر لتطوير قطاعي التعدين والبتروكيماويات، مؤكدًا أن الدولة تنفذ حزمة إصلاحات هيكلية لتعظيم القيمة المضافة من الثروات الطبيعية، وتقليل الاستيراد، وزيادة الإنتاج المحلي الموجه للتصدير.
بيئة استثمارية جاذبة.. وحوافز نوعية
خلال كافة اللقاءات، شدد الوزير على أن مصر توفر للمستثمرين الأجانب فرصًا غير مسبوقة، عبر:إمكانية تملك الشركات بنسبة 100%.استخدام العملة الصينية (اليوان) في المعاملات.الحوافز المرتبطة بالبحث والتطوير والتصنيع المحلي.منصة رقمية موحدة لإصدار التراخيص.نظام الرخصة الذهبية لتسريع التنفيذ.دعم خاص لقطاعات الطاقة النظيفة، السيارات، الإلكترونيات، والنسيج.
نتائج ملموسة وتوصيات للمستقبل
بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين 17 مليار دولار في 2024، بزيادة 6% عن العام السابق، وتسعى مصر لرفع ترتيب الصين لتكون بين أكبر 5 شركاء استثماريين. كما تم الاتفاق على عقد الدورة العاشرة للجنة الاقتصادية المشتركة في القاهرة، وتنظيم منتدى للترويج للاستثمار بمصر في الأشهر المقبلة.وتعكس الزيارة تحولًا نوعيًا في توجه مصر نحو شراكات استثمارية استراتيجية مع القوى الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها الصين، بما يعزز من موقع مصر كمركز محوري للإنتاج والتصدير في المنطقة.