خبيرة طاقة: “أوبك +” تواجه صعوبات في ضبط أسعار النفط في ظل التوترات الجيوسياسية

أكدت الدكتورة وفاء علي، خبيرة أسواق الطاقة، أنه في ظلّ اضطراب الأسواق العالمية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، تواجه “أوبك +” تحديًا حاسمًا في موازنة العرض والطلب للحفاظ على استقرار أسعار النفط. جاء ذلك خلال تحليل مفصل قدمته، لفضائية “إكسترا نيوز”، حيث شددت أن المجموعة تسعى لاحتواء تداعيات التصريحات السياسية وتجاوزات بعض الأعضاء مثل كازاخستان، بينما تتصاعد حرب الأساطيل النفطية غير الرسمية. وأوضحت د. وفاء أن “أوبك +” اضطرت لمراجعة سياساتها بعد تراجع النمو الاقتصادي العالمي وضعف البيانات الصينية، ما أدى إلى تباطؤ الطلب على النفط. ورغم أن المجموعة بدأت في العودة التدريجية لزيادة الإنتاج منذ أبريل، إلا أن التطورات الأخيرة – بما في ذلك التصريحات الأمريكية حول زيادة الإنتاج المحلي وتجاوزات بعض الأعضاء – دفعت “أوبك +” لتعزيز سياساتها التوافقية. ولفتت الخبيرة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية وزيادة إنتاج النفط الصخري أثرت بشكل كبير على تحركات السوق، حيث هدأت مخاوف الإمدادات وتراجعت أسعار النفط مؤقتًا. كما أشارت إلى أن “أسطول الظل” النفطي – الذي تشنه دول مثل إيران وروسيا وفنزويلا لتفادي العقوبات – يزيد من تعقيد المشهد، خاصة مع قيام الولايات المتحدة بشراء النفط الفنزويلي وخلطه بالنفط المحلي لخفض الأسعار. أكدت د. وفاء أن النفط يظل أداة ضغط استراتيجية في المعارك الجيوسياسية، مشيرة إلى أن الأزمات الأخيرة كشفت أن الحروب الاقتصادية تؤثر على الأسواق أكثر من المواجهات الميدانية. وأضافت: “أسعار النفط أصبحت مقياسًا لمستوى التوتر العالمي، و’أوبك +’ تحاول الحفاظ على حصتها السوقية في ظل تنافس المنتجين خارج المجموعة”. اختتمت الخبيرة بالقول إن “أوبك +” تتوقع انتعاش الطلب لاحقًا، لكنها ستظل تحت ضغط التقلبات السياسية وتصريحات القادة العالميين، ما يجعل استقرار الأسعار رهانًا صعبًا في الفترة المقبلة.