انقسام في مجلس الشيوخ بشأن تداعيات الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية

انقسام في مجلس الشيوخ بشأن تداعيات الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية

سلّطت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية الضوء على الإحاطة الاستخباراتية السرية التي عُقدت يوم الخميس، لأعضاء مجلس الشيوخ، والتي تناولت تداعيات الضربات العسكرية التي نفذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي.وبحسب التقرير، فإن الإحاطة التي وُصفت بـ”المرتفعة الحساسية”، أدت إلى انقسام واضح بين أعضاء المجلس، إذ عبّر بعضهم عن دعمهم للضربات واعتبروها رسالة ردع حاسمة، بينما أبدى آخرون تشككهم حيال فاعلية هذه العمليات، وتأثيرها الحقيقي على البرنامج النووي الإيراني.وأشار بعض النواب إلى أن ما طُرح في الإحاطة لا يقدم إجابات كافية بشأن الخطوات المقبلة، أو تداعيات الهجوم على أمن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، في حين دعا آخرون إلى التزام أكبر بالشفافية مع الرأي العام، محذرين من الانزلاق إلى مواجهة طويلة الأمد دون تفويض واضح من الكونغرس.يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وطهران، عقب سلسلة من التطورات الأمنية والعسكرية في المنطقة، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

إعاقة البرنامج النووي 

ففي الوقت الذي عبّر فيه عدد من الجمهوريين عن قناعتهم بأن إيران تأخرت “لسنوات” في سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، أبدى الديمقراطيون تشككهم إزاء تلك التقديرات، معتبرين أن الضربات قد تكون أعاقت البرنامج النووي الإيراني لأشهر فقط دون أن توقفه.

تضارب في التقديرات بين الحزبين

السيناتور الديمقراطي كريس مورفي صرّح للصحفيين عقب الإحاطة:”أعتقد أننا أخرنا البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط. ما يدّعيه الرئيس عن القضاء على البرنامج بالكامل لا يبدو دقيقًا”. أما زعيم الأقلية تشاك شومر، فانتقد ما وصفه بـ”غياب استراتيجية واضحة” لدى البيت الأبيض، قائلاً: “لم أتلقّ إجابة وافية حول المزاعم بأن المخزون النووي الإيراني قد دُمّر بالكامل”.وفي المقابل، تبنّى السيناتور الجمهوري توم كوتون لهجة أكثر حزمًا، قائلاً إن “المهمة كانت ناجحة للغاية” وأن “الضربات ستمنع إيران من إنتاج سلاح نووي لسنوات”، مهاجمًا التشكيك في التقييم الاستخباراتي المبدئي الصادر عن وكالة استخبارات الدفاع.وبحسب سبعة مصادر مطلعة، فإن التقييم الاستخباراتي الأولي أشار إلى أن الضربات لم تدمر العناصر الأساسية في البنية التحتية النووية الإيرانية، ومن المرجح أنها عطّلت البرنامج لبضعة أشهر فقط. التقرير صدر بعد 24 ساعة من الهجوم ولم يتم تنسيقه مع مجتمع الاستخبارات الأوسع، مما جعله محل تشكيك بين بعض المشرعين.السيناتور الجمهوري جون كورنين بدوره قال “أهداف المهمة تحققت، لكن من غير الممكن إعطاء رقم دقيق عن مدى تأثير الضربات، إذ لم يكن أحد تحت الأرض لتقييم الضرر مباشرة”. أما السيناتور ريك سكوت، فاكتفى بالقول: “الجيش قام بعمل مذهل”، دون أن يحدد تقييمًا دقيقًا لحجم الضرر.في سياق أكثر توازنًا، أكد السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة الاستخبارات، أن “الضرر واضح، لكن من السابق لأوانه الحديث عن مدى فعاليته بشكل نهائي”، محذرًا من استخلاص استنتاجات متسرعة قد تمنح “إحساسًا زائفًا بالأمان”.أما السيناتور كريس كونز فأشار إلى أن “الإحاطة كانت بناءة”، لكنه أكد أن “عدداً من الأسئلة الجوهرية لا تزال دون إجابة”، من بينها ما تم تدميره بالفعل، وكم من الوقت سيستغرق الإيرانيون لإعادة البناء، وما إذا كانت نواياهم قد تغيرت.ووفقا للتقرير فمن المتوقع أن تستمر حالة الجدل داخل الكونغرس في ظل غياب التقييم الاستخباراتي النهائي، الذي قد يستغرق أسابيع لإعداده. وحتى حينها، ستبقى التساؤلات قائمة حول جدوى الضربات، ومصداقية رواية البيت الأبيض، واستراتيجية واشنطن في التعامل مع التهديد النووي الإيراني على المدى الطويل.