“بن رمضان” .. اللاعب التونسي الذي تألق في بدايته مع الأهلي في كأس العالم للأندية

في بطولة لا تعترف إلا بالكبار، وبين نخبة أندية العالم، سطع نجم جديد في سماء الأهلي، اسمه محمد علي بن رمضان.اللاعب التونسي الشاب، الذي انضم حديثًا لصفوف القلعة الحمراء، لم يحتج سوى لمباراة واحدة ليترك بصمة واضحة في كأس العالم للأندية 2025، مؤكدًا أنه صفقة الموسم في الأهلي، وربما في الكرة المصرية بأسرها.لكن من هو محمد علي بن رمضان؟ كيف كانت نشأته؟ وما الذي أوصله إلى هذه المرحلة من التألق العالمي؟
🔥 IT’S 4-3! 🔥
Ben Romdhane with the crucial strike to put @AlAhlyEnglish ahead! What a GOAL! ⚽⚡
Watch the @FIFACWC | June 14 – July 13 | Every Game | Free | https://t.co/i0K4eUtwwb | #FIFACWC #TakeItToTheWorld #FCPAHL pic.twitter.com/7DiXAXS5rc— DAZN Football (@DAZNFootball) June 24، 2025
من حي شعبي إلى نجم القارة
وُلد محمد علي بن رمضان في 6 سبتمبر 1999 بالعاصمة تونس، بدأ مشواره الكروي في الفئات السنية للترجي الرياضي التونسي، حيث جذب الأنظار مبكرًا بفضل قدراته الفنية العالية، ووعيه التكتيكي داخل الملعب، إلى جانب انضباطه الشديد في التدريبات.صعد إلى الفريق الأول للترجي عام 2018، ونجح سريعًا في فرض نفسه كعنصر أساسي في خط الوسط. وخلال خمسة مواسم مع “شيخ الأندية التونسية”، لعب بن رمضان أكثر من 130 مباراة رسمية، سجل خلالها 34 هدفًا وصنع أكثر من 6 أهداف، وحقق عدة بطولات محلية أبرزها لقب الدوري التونسي 5 مرات، إلى جانب دوري أبطال إفريقيا في 2019.
محطة أوروبية ناجحة
في يوليو 2023، خاض بن رمضان تجربة احترافية خارجية، حين انتقل إلى نادي فرينكفاروشي المجري ورغم الانتقال إلى دوري أقل شهرة، إلا أن اللاعب التونسي ترك بصمة واضحة هناك، وشارك في 74 مباراة خلال موسم ونصف، سجل خلالها 8 أهداف وصنع 11 هدفًا، وأسهم في تتويج الفريق بلقب الدوري المجري في موسم 2023-2024.أداء بن رمضان في أوروبا أثبت قدرته على التأقلم السريع مع المدارس الكروية المختلفة، وأظهر تطورًا ملحوظًا في الجوانب البدنية والتكتيكية، حيث لعب في 5 مراكز مختلفة خلال فترة قصيرة، وبلغت دقة تمريراته نحو 86%، كما حافظ على معدل ركض يتجاوز 12 كيلومترًا في المباراة الواحدة.
نجم المنتخب التونسي
لم يقتصر تألق محمد علي بن رمضان على الأندية، بل امتد إلى المنتخب التونسي الأول، حيث ارتدى قميص “نسور قرطاج” في أكثر من 45 مباراة دولية، وسجل 3 أهداف. شارك في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية، وكان ضمن قائمة تونس في مونديال قطر 2022، ما منحه خبرات دولية مهمة في سن مبكرة.
الأهلي يتحرك ويخطف الصفقة
في يونيو 2025، أعلن النادي الأهلي تعاقده رسميًا مع محمد علي بن رمضان، في صفقة وصفها المراقبون بـ”الضربة الذكية”، خاصة أن اللاعب وصل في توقيت حساس قبيل انطلاق مونديال الأندية.وسرعان ما اندمج اللاعب في تدريبات الفريق، وشارك أساسيًا في أولى مباريات الأهلي بالبطولة، حيث أظهر شخصية كبيرة في الملعب، وتحكم في رتم اللعب، كما صنع عدة فرص تهديفية، ليخطف أنظار الجماهير والإعلام، ويؤكد أحقيته بارتداء القميص الأحمر.بن رمضان أصبح بذلك رابع تونسي يمثل الأهلي عبر تاريخه، بعد أنيس بوجلبان، علي معلول، ومحمد الضاوي “كريستو”، وجاء انضمامه في وقت يبحث فيه الفريق عن لاعب وسط متكامل قادر على الربط بين الخطوط الثلاثة، وتقديم الإضافة الهجومية والدفاعية.
صفاته الفنية وأدواره
يمتلك بن رمضان عدة خصائص تجعله لاعبًا نادرًا في مركزه:مرونة تكتيكية: يستطيع اللعب كوسط دفاعي أو صانع ألعاب، وفي بعض الأحيان كجناح أيسر أو حتى لاعب حر خلف المهاجم.ذكاء تحركاته: يعرف متى يتحرك للأمام ويظهر في المساحات، ويجيد الضغط على الخصم عند فقدان الكرة.قدرة تهديفية مميزة: يمتلك تسديدات قوية ومتقنة، وسجل أهدافًا حاسمة في البطولات الإفريقية والمحلية.خبرة دولية: تعزز ثقته بنفسه في المباريات الكبرى، وهو ما ظهر بوضوح في أول ظهور له بقميص الأهلي عالميًا.
ماذا بعد؟
مع استمرار مشوار الأهلي في كأس العالم للأندية، يعلّق الجهاز الفني بقيادة خوسيه ريبيرو آمالًا كبيرة على بن رمضان لقيادة وسط الميدان، خاصة في ظل كثافة المباريات، والحاجة إلى لاعب يمكنه قيادة التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم.الجماهير بدورها بدأت في رفع سقف طموحاتها، بعد أن شاهدت ملامح نجم جديد، قادر على صناعة الفارق، ومساعدة الفريق على الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة.محمد علي بن رمضان ليس مجرد صفقة انتقال، بل هو مشروع نجم عربي جديد في أحد أكبر أندية القارة. في أولى خطواته مع الأهلي، خطف الأضواء من الجميع، وبات مرشحًا ليكون أحد أبرز صفقات الموسم في الكرة العربية، إذا ما واصل بنفس الروح والتألق.يبقى التحدي الآن هو الاستمرارية، والقدرة على التأقلم مع ضغط المباريات والإعلام والجمهور، وهو تحدٍ اعتاد عليه بن رمضان منذ أن حمل قميص الترجي، وتحوّل من ناشئ مغمور إلى أحد نجوم الكرة التونسية والعربية.