فرح فاوست: النجمة اللامعة التي انتزعها المرض قبل أن تكتمل مسيرتها

تحل اليوم ذكرى رحيل النجمة الأمريكية فرح فاوست، حيث توفت في مثل هذا اليوم 25 يونيو عام 2009.وتركت النجمة الأمريكية فرح فاوست، التي رحلت بعد صراع مرير مع مرض السرطان دام أكثر من ثلاث سنوات، ورائها إرثا فنيا وإنسانيا لا يزال حاضرا في ذاكرة محبيها، وفي أرشيف هوليوود.
ولدت فرح لين فاوست في 2 فبراير 1947، في ولاية تكساس الأمريكية، لعائلة من أصول ألمانية، ورغم نشأتها المتواضعة، سرعان ما خطفت الأضواء بجمالها اللافت، قبل أن تعرف لاحقا بموهبتها التمثيلية وأدائها الصادق الذي وضعها في مصاف نجمات السبعينيات والثمانينيات.عرفها الجمهور أول مرة عبر الإعلانات التجارية، ثم دخلت عالم الدراما التلفزيونية بقوة حين أدت دورها الأيقوني في مسلسل “ملائكة تشارلي” Charlie’s Angels عام 1976، بدور “جيل مونرو”، وهي المحققة الشقراء الجذابة التي جمعت بين الذكاء والأنوثة وخفة الظل، لم يكن المسلسل مجرد محطة فنية عابرة، بل صار من أشهر الأعمال التلفزيونية في ذلك العقد، وحقق لها شهرة واسعة دفعتها إلى نجومية عالمية مفاجئة.

وفي ذلك الوقت، بيعت صورتها الشهيرة مرتدية “مايوه أحمر” بأكثر من 12 مليون نسخة، لتصبح واحدة من أكثر الصور مبيعا في تاريخ المشاهير، لكنها لم تكتف بلقب “المرأة الأكثر جاذبية”، بل سعت إلى أن تثبت موهبتها في السينما والمسرح، ونجحت في ذلك بمرور الوقت، حيث ترشحت لجائزة “إيمي” و”غولدن غلوب” عن عدة أدوار درامية أبرزت قدراتها الحقيقية كممثلة جادة.

رغم جمالها الآسر، لم تكن فاوست محصنة من صعوبات الحياة، فقد عاشت حياة شخصية متقلبة، عرفت فيها الحب والخذلان، الشهرة والانعزال، وأضواء هوليوود القاسية، ارتبطت بالممثل “لي ماجورز”، ثم عاشت علاقة طويلة ومعقدة مع الممثل “رايان أونيل”، والذي أنجبت منه ابنها الوحيد “ريد أونيل”، وكانت تلك العلاقة مصدر جدل في الإعلام الأمريكي لفترة طويلة.

لكن التحدي الأكبر في حياة فرح فاوست جاء في عام 2006، حين تم تشخيص إصابتها بسرطان شرس في المستقيم، واجهت المرض بشجاعة نادرة، وقررت أن توثق رحلتها المؤلمة بالصوت والصورة، فسمحت بتصوير تفاصيل علاجها ضمن وثائقي عرض عام 2009 بعنوان: “قصة فرح فاوست Farrah’s Story”، وقد شاهده أكثر من تسعة ملايين مشاهد عند عرضه الأول، وأثار تعاطفا واسعا، وأعاد تسليط الضوء على واقع مرضى السرطان ومعاناتهم في صمت.

ظهرت فاوست في الوثائقي بشعرها المتساقط وملامحها المتعبة، لكنها كانت تصر على الابتسام، وكانت تقول: “أنا لا أقاتل المرض فقط، بل أقاتل من أجل أن أعيش الحياة بكرامة حتى آخر لحظة”، وقد نالت تقديرا واسعا بعد عرض الفيلم، وتم ترشيحه لجائزة “إيمي”، كأحد أبرز الأعمال الوثائقية الإنسانية.

في 25 يونيو 2009، وبعد صراع طويل، أعلن عن وفاة فرح فاوست عن عمر ناهز 62 عاما، المثير أن يوم وفاتها كان نفسه الذي شهد وفاة مايكل جاكسون، مما جعل خبر رحيلها يتوارى مؤقتا خلف ضجة عالمية، لكن جمهورها الأصيل لم ينسها.

اليوم، وبعد أكثر من عقد ونصف على رحيلها، لا تزال فرح فاوست رمزا لجمال لا يبهت، وموهبة تجاوزت الصورة، وإنسانة ألهمت الملايين بصدقها وشجاعتها، لقد كانت أكثر من مجرد “ملاك على الشاشة”، بل كانت امرأة خاضت معركة كاملة ضد الألم، وخرجت منها حتى في رحيلها، منتصرة.