التركيبة الغامضة.. صراعات الشرق الأوسط.. انصهار بلا توافق

التركيبة الغامضة.. صراعات الشرق الأوسط.. انصهار بلا توافق

في عام 2006، أعلنت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة آنذاك، كوندوليزا رايس، عن «الولادة القاسية للشرق الأوسط الجديد». لكن بعد تعثّر إسرائيل في القضاء على «حزب الله» حينها، أعلن أيضًا المرشد الإيرانيّ علي خامنئي عن «شرق أوسط جديد» لكن بصفات إيرانيّة.والآن تدور الحرب داخل إيران، وسقط المشروع الإيراني في المنطقة، فأي «شرق أوسط جديد» سنشهد في المرحلة المقبلة؟ حتى الآن، لا تزال غبار الحرب تغطّي على صورة مستقبل الشرق الأوسط، لكن الأكيد أنه سيكون بمواصفات عربية بحتة.
*  التحليل العسكري بحسب وكالة “أ.ف.ب”. 
من المرات القليلة، نسبيا، أن يقوم المحلل العسكري، لوكالة الأنباء الفرنسية أ.ف.ب، بنشر ما اصطلح عليه، إعلاميا، بأنه تحليل  برؤية عسكرية، وهو التقرير الذي 
نُشر، يوم  23 يونيو 2025  وفيه قالت الوكالة، وفق النتائج الأولية لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب، إيقاف الحرب الإسرائيلية، الإيرانية، التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية طرفا فيها.*الرؤية العسكرية الأولى:
كانت المفاجأة الكبرى عندما أطلقت إسرائيل الطلقة الأولى على إيران لتخلق ديناميكيّة عسكريّة جديدة في المنطقة، ولترسم موازين قوى جديدة. ردّت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل. وبذلك، يكون الفريقان قد خلقا معادلة لا تماثليّة ترتكز على نعمة ونقمة المساحة في الوقت نفسه. فما المقصود بذلك؟*الرؤية العسكرية الثانية:
ترى إيران أن حجم مساحتها – الأكبر من إسرائيل بمعدّل 75 مرّة، وتبلغ 1.6 مليون كلم2 – نعمة ونقمة في الوقت نفسه. هي نعمة لأنها تعطي إيران قدرة توزيع أهدافها ذات القيمة الاستراتيجيّة على مساحة واسعة تُصعّب عملية تدميرها من قبل إسرائيل. وهي نقمة في الوقت نفسه؛ لأنه من الصعب تأمين الحماية الجوّيّة الكاملة لكل هذه المستحة الكبيرة.*الرؤية العسكرية الثالثة:
تعد مساحة إسرائيل الصغيرة نسبيًا (22145 كلم2) نعمة لأنها تسمح لها بتأمين الحماية الجويّة الكاملة لكل أراضيها، لكنها نقمة لأنها تُكثّف الأهداف ذات القيمة الاستراتيجيّة في مساحة صغيرة، الأمر الذي يُعرّضها للتدمير، مثلما حدث في حيفا.*الرؤية العسكرية الرابعة:
أن هذه المعادلة كي تقوم وتستمرّ، فيجب توفّر البُعد اللوجيستيّ، أي عدد الصواريخ الباليستيّة في المخزون الإيرانيّ من جهّة، ومن جهّة أخرى توفّر الصواريخ الاعتراضية لدى إسرائيل.*الرؤية العسكرية الخامسة:
بعد الطلقة الأولى:
*١:حرب استنزاف. 
تحوّلت الحرب إلى حرب استنزاف وبامتياز بين البلدين، استهلاك الصواريخ الباليستية مقابل استهلاك صواريخ الدفاعات الجويّة، الأمر الذي يُذكّرنا بالمفكّر الراحل الكبير مايكل هاوارد، الذي رأى أن اللوجيستيّة هي البُعد الأهم للاستراتيجيّة.*٢:ديناميكيّات المنطقة. 
بعد الضربة الأميركيّة على المشروع النوويّ الإيرانيّ، غيّرت الولايات المتحدة ديناميكيّات المنطقة، لتُضيف ثقلًا نوعيًا وإيجابيًا على المنظومة العسكريّة الإسرائيلية. 
*الأسئلة المهمّة، وفق التحليل العسكري؟ 

.. في مسار التحليل، ظهرت مجموعة من الأسئلة، ذات الصفة الأمنية، وقالت رؤية محلل الوكالة الفرنسية، أن الأسئلة بقيت هي:
* أ:
كيف يُمكن قياس نجاح الضربة الأميركية؟. 
*ب:
كيف يُمكن التأكّد من دمار المشروع النوويّ بالكامل؟. 
*ج:
ماذا يعني نقل مواد من منشأة «فوردو» النووية إلى مكان مجهول قبيل الضربة الأميركيّة؟. 
*ء:
هل ستنهي إيران الحرب بتجرّع السم كما حصل في الحرب العراقيّة – الإيرانيّة؟*تحليل  الرد الإيرانيالمحلل العسكري للوكالة الفرنسية، وضع ملامح نتائج الرد الإيراني، على الضربة أو التدخل أو ما اعتبر مشاركة في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وحدد:
*١:اللعبة  أصبحت مكشوفة ومهددة.حاليًا تستمرّ إيران في استهداف إسرائيل مباشرة؛ لأن اللعبة بين الاثنين أصبحت مكشوفة ومهددة بأن تتحوّل إلى حرب استنزاف؛ فالرد الإيراني يحدث حاليًا على إسرائيل ولا تداعيات من أميركا مباشرة عليه، كونه يندرج في نمط كان قد بدأ منذ 11 يومًا.*٢:الهجمة الأميركيّةإذا كانت إيران غير قادر على تجاهل الهجمة الأميركيّة، وعليها أن تردّ في وقت ما فإنها حتمًا ستأخذ في الحسبان الأمور التالية: وضعها العسكريّ في الحرب الدائرة وما تبقّى من إمكاناتها، وهل هي قادرة على مواجهة كل من إسرائيل وأميركا في الوقت نفسه، في ظل الحشد العسكري الأميركي غير المسبوق في المنطقة، وفي ظل انكشاف الداخل الإيراني بشكل مأساوي. 
..التحليل،رغم انه الأول إعلاميا، طرق سؤال أمني،:
-ماذا عن بعض سيناريوهات الردّ الإيرانيّ؟. 
.. ووضع سيناريوهات، منها:*هجوم سيبرانيّ: 
لا يمكن عدُّ هذا النوع من الهجوم على أنه يُشفي غليل إيران بعد الهجمة الأميركيّة؛ فهو هجوم لا يُقاس بمعنى النصر أو الردّ. وإذا حدث هذا النوع من الهجوم، فمن الضروري أن يكون ضمن هجوم أكبر متعدّد الأبعاد.*مضيق هرمز: 
هدّدت إيران مرارًا بإغلاق هذا المضيق، كما أجرت الكثير من المناورات، مؤكدة أن إغلاق المضيق يُشكّل عملًا ردعيًا، لكن إيران لا تملك الهيمنة البحريّة في ظلّ الوجود الأميركيّ البحري الكثيف، غير أنها تملك كثيرًا من الوسائل لتهديد أمن المضيق، مثل الألغام البحريّة، والقوارب السريعة، بالإضافة إلى غواصات، وصواريخ مضادة للسفن برّ – بحر، لكن إغلاق المضيق سيضرّ حتمًا بمصالح إيران نفسها، وأيضًا مصالح دول الخليج.*استعمال الوكلاء: 
عندما اعتمدت إيران استراتيجيّة الدفاع المتقدّم من المنطقة، كان لوكلائها مهمّة الدفاع عن الأصيل في الداخل الإيراني. وبعد «طوفان الأقصى» سقط الوكيل، كما سقطت المنظومة الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، وأصبحت الحرب في الداخل الإيراني. وبذلك، تخطّت ديناميكيّة اللعبة الجيوسياسيّة للوكلاء، بحيث أصبح دورهم هامشيًا، لكنهم سيكونون فعّالين في حالة اعتمدت إيران حرب استنزاف طويلة في المنطقة، وهذا الأمر يتوقّف على قدرة إيران على الاستمرار في هذه الحرب.*هجوم مباشر على القوات الأميركيّة:
قد يأخذ الرد شكلًا لا يثير حفيظة الرئيس ترمب، وفي الوقت نفسه يمكن تفسيره على أنه رد على الضربة الأميركيّة، رغم أنه حتمًا لن يكون كما كان الردّ في عام 2020 بعد اغتيال قاسم سليمانيّ. وهنا تظهر القواعد الأميركيّة في المنطقة، مع وجود أكثر من 30 ألف جندي أميركيّ، فهل ستُقدم إيران على ضربها أم ستذهب إلى مناطق أقلّ حساسيّة وبعيدة نسبيًا عن منطقة الخليج، وبها أيضًا قوات أميركيّة مثل سوريا والعراق؟.
*حساب الربح والخسارة ما بعد وقف إطلاق النار… اضطراب الصورة السياسية والأمنية، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي ترامب إيقاف الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ظهر في دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، إذ ان حسابات الربح والخسارة ما بعد وقف إطلاق النار، كانت ثقيلة على الكيان، ذلك أن؛ ما برز من تصريحات، تفسر بعض الخفايا والاسرار، وهو الأمر الذي، كشفت من خلاله  الخلطة السرية لحروب الشرق الأوسط، وما قد يكون له اثره الجيوسياسي الأمني مستقبلا، كذوبان  جغرافية المنطقة والإقليم، بحيث يظهر غريبا، دون تجانس سياسي او حتى حضاري!  
.. الاضطراب، تلتقط إشارات في:
*١:
أكد وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أن “خاتمة الحرب على إيران نشاز، ومُرّة على إسرائيل”.وقال ليبرمان: “بدلًا من فرض استسلام غير مشروط على إيران، يدخل العالم في مفاوضات صعبة ومضنية”.*٢:
أقر اللواء في الاحتياط الإسرائيلي يوم توف ساميا بأن إيران هي التي تحكمت وحددت توقيت وقف إطلاق النار مع “إسرائيل”.وشكّك توف ساميا في تدمير البرنامج النووي الإيراني، قائلًا: “لا يقين بأن البرنامج النووي الإيراني قد تمّ تدميره فعلًا”.وانتقد وقف إطلاق النار مع إيران، وقال: “اشترينا بضع سنوات من الهدوء بسعر باهظ وبندبة لأجيال”.*٣:
عضو “الكنيست” عن حزب الليكود عميت هاليفي،صرخ بعصبية اليمين الإسرائيلي المتطرف، مؤكدا:أن النظام في إيران باقٍ، ولا يزال يمتلك صواريخ وقدرة على إطلاق النار على “إسرائيل”.*٤:
اعترفت صحيفة “معاريف” بأن “إيران خرجت من الحرب أقوى”.”نحن نرفع الراية البيضاء” أمام إيران.. وأقرت في منصتها الإعلامية الإسرائيلية بأن “اللحظة التي يوجّه فيها عدو كاره لإسرائيل الضربة الأخيرة لا يكون ذلك فشلًا استراتيجيًا فقط… بل كأن “شعب الأبدية يرفع الراية البيضاء”.وأشارت إلى أن “السلاح النووي خطير، لكن وعي الانتصار في نفوس الأعداء… أخطر بكثير”.وأضافت: “في السابع من أكتوبر، رأينا بأعيننا أنه لا حاجة لقنبلة نووية لدفع إسرائيل إلى حافة الهاوية”.وتابعت: “حتى لو وُجدت قيود وضغوط، لا يجوز إنهاء المعركة بنغمة استسلام لإيران”.وتابعت: “وقف إطلاق نار كهذا لا يوقف الحرب… بل يدعو إلى المواجهة القادمة من الضفة الغربية، ومن عرب إسرائيل  سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ومن سيناء، وربما من أماكن لا نتوقعها…”.
.. وفي ذات السياق، كانت تحليلات الدكتور طـارق سـامي خـوري، المحلل اللبناني، مختلفة في جنوحها نحو الحقائق الملموس للحالة الجيوسياسية الأمنية، ما بعد إيقاف الحرب بين إيران وإسرائيل، وخوري، يرى الأمور وفق  محددات، فيها جنوح وعصبية قراءات جانبية، قد لا تكون صحيحة في بعدها السياسي والأمني والعسكري، مستقبلا، ومما طرحه:*أولا:من هو البطل؟!.ترامب ظهر كبطل قومي أمام جمهوره… قصف منشأة نووية داخل إيران، وأوقف الحرب في لحظة بدا فيها أن التصعيد سيتحول إلى مواجهة شاملة. حصد اللقطة التي أرادها، وصدّر نفسه كزعيم “حاسم” قادر على القصف والتفاوض في آنٍ واحد.
*ثانيا:من هو المجرم؟!الكيان الصهيوني مارس إجرامه المعتاد: اغتال، دمّر، قصف، وقتل، ومارس كل ما تُوصي به توراته. لكن الجديد أن آلة التدمير لم تعد تُرهب، بل باتت دافعًا لتمسّك محور المقاومة بخيار المواجهة حتى النهاية. *ثالثا:من هي القوة الإقليمية؟!.إيران، رغم خسارة مادية كبيرة، أثبتت مجددًا أنها قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها. نعم، هناك حاجة لتطوير الدفاعات الجوية وتحسين الجهوزية الجوية، لكن القدرة على الصمود، والمناورة، والثبات على الخط الاستراتيجي لم تُمسّ، وهو يفسر النتيجة:
*١:
إيران اليوم ليست وحدها. حزب الله يعيد التموضع والتخطيط. حماس والجهاد الإسلامي أثبتوا جاهزية ميدانية عالية. أنصار الله في اليمن دخلوا المعادلة بقوة. ومحور المقاومة يحتاج إلى خمس سنوات لإعادة البناء، ولكنها خمس سنوات من إعداد قوة ردع جديدة لا من الانكماش أو التراجع.*٢:
ما يجب أن تدركه طهران بوضوح، أن الرهان على حلفاء مثل روسيا والصين لم يحمِها ساعة الجد.ما حدث يكرّس حقيقة أن هذه الدول لا تقاتل من أجل أحد، ولا تُغامر بمصالحها العالمية لأجل حليف، بل تراقب وتتفاوض من بعيد.وما حصل في الأزمة الأخيرة يؤكد، كما حصل سابقًا مع النظام السوري، أن هذه القوى لا ترى في التحالفات سوى أوراق ضغط لخدمة مصالحها، لا التزامات استراتيجية.*٣:
إعادة تقييم شكل التحالفات وأولوياتها بات ضرورة استراتيجية ملحّة.*٤:
بعد فشل الرهان الأميركي–الصهيوني على إسقاط الحكم في إيران من خلال الضغط العسكري والميداني، فإن المعركة الحقيقية الآن تنتقل إلى الداخل.ما تعرّضت له إيران خلال هذه المواجهة كشف حجم الاختراق الداخلي، وبات من واجب الدولة أن تحاصر هذا السرطان وتستأصله، حفاظًا على الأمن الوطني الذي هُدد من الداخل لا من الخارج فقط. *٥:
أثبتت الأحداث اليوم أن لا أحد يواجه المشروع الصهيوني بصدق إلا:إيران ومحورها،حزب الله،أنصار الله،المقاومة الفلسطينية الصادقة ممثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبعض الدول التي تعمل بنية صادقة، ولكن بحذرٍ شديد وبطريقة مستترة، مراعاةً لحسابات داخلية أو ضغوط إقليمية.
.. ولعل الكلام عن المقاومة،والموقف من الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران لم يدرك أن الرئيس  ترامب، وضع خلاصة تمتص الأصدقاء، عندما قال: المنطقة تتّجه لمستقبل جديد ويجب أن أقنع إسرائيل بأن تهدئ الأمور.
.. وأنه:لستُ راضيًا عن إسرائيل، وقدرات إيران النووية انتهت لن تعيد بناء برنامجها النووي أبدًا.
.. وفي المقابل، إيران الدولة، رسميا تؤكد لقطر بأن الهجوم على قاعدة العديد الأميركية لم يكن تحرّكًا ضد دولة قطر. .. وجاء ذلك بعد ساعات محيرة، عقب ضربة قاعدة العديد، صباح الثلاثاء 24 يونيو ،2025، عندما أعلن عن محادثات بين الرئيس  الأمريكي ترامب والسفاح نتنياهو في محاولة لعدم مهاجمة إيران، بحسب ما تداوله الإعلام الأمريكي والاسرائيلي والعربي، في تزامن، وأوضح 
موقع “واينت” الإلكتروني أن رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية  السفاح نتنياهو يجري حاليا محادثات مع الرئيس  ترامب حيث يحاول الطرفان  التوصل لاتفاق بعد أن دعا ترامب إسرائيل إلى إعادة الطيارين وعدم مهاجمة إيران.وبحسب “واينت” الإلكتروني فإن هناك-وقتها- ميل في “إسرائيل” إلى تنفيذ هجوم ضد إيران.ويأتي ذلك بعد أن أطلق صاروخان صوب البلاد، قالت  دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني  إنهما أُطلقت من إيران، رغم بدء اتفاق وقف إطلاق النار، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد صواريخ أُطلقت من إيران، صوب  الاحتلال… وما بين وقت اصلي،و مستقطع، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الموافقة رسميا على وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها حقّقت كافة أهداف عمليتها. وذكرت في بيان صدر عنها، الثلاثاء الماضي، أن – السفاح – نتنياهو، عقد اجتماعًا لمجلس الوزراء،- ليلة إقرار ترامب وقف الحرب -، بحضور وزير الأمن، ورئيس الأركان، ورئيس الموساد، ليُعلن أن إسرائيل قد حققت جميع أهداف العملية (في إيران)، بل وأكثر من ذلك بكثير”.وأضافت أن “إسرائيل أزالت تهديدًا وجوديًا مباشرًا مزدوجًا؛ في المجالين النووي، والصواريخ الباليستية، وبالإضافة إلى ذلك، حقق الجيش الإسرائيلي سيطرة جوية كاملة على سماء طهران، وألحق أضرارًا جسيمة بالقيادة العسكرية، ودمّر عشرات الأهداف الحكومية المركزية الإيرانية”.ولفت البيان إلى أنه “خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، شنّ الجيش الإسرائيلي أيضًا ضرباتٍ قاصمة على أهداف حكومية في قلب طهران، مما أسفر عن مقتل المئات من عناصر الباسيج.*هدنة بلا سلام.. هل نجت إيران وغابت الهالة الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي؟!
.. هناك في النظرة الجيوسياسية الراهنة، من يختلف حول نتائج إيقاف حرب ١٢ يوما بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، واعتبرت مؤسسة العالم الجديد العراقية، انه:بعد رد إيراني محدود على العملية الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية، حلّ “السلام” بشكل مفاجئ على لسان رئيس الولايات المتحدة، معلنا عن دخول طرفي النزاع في هدنة بوساطة قطرية، وفيما وصف مراقبون “عملية السلام” التي تحدث عنها بأنها بعيدة عن الواقع، أشاروا إلى أن الإنهاك وعدم الرغبة الأمريكية قادا إلى هدنة معرضة للنسف مستقبلا، لافتين إلى عدم وجود رابح بعد 12 يوما من القتال، مع أفضلية إسرائيلية نظرا للأضرار التي تكبدتها إيران من منشآت نووية وقيادات عسكرية وعلماء يصعب تعويضهم… ووفق التباين في الفهم النظري والمعلومات والجانب العملي، يعد ما توصلت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، إيران،  دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفق البعض: لا يمكن وصفه بأنه اتفاق سلام، بل هو أقرب إلى اتفاق هدنة، ناجم عن حالة إنهاك وأيضا عن عدم رغبة من الطرف الأمريكي في التورط بالمواجهة التي تهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي والنفوذ الأمريكي. 
.. وصف النتيجة بالهدنة، اعتبر في العالم الجديد، العراقية، وفق مصادرها:لن تمنع من توجيه الأطراف في المستقبل ضربات متبادلة، إذ لا يمكن ضمان عدم عودتهم إلى الحرب مجددا، إذ يصعب التنبؤ بذلك في الوقت الحاضر، خصوصا إذا شهدت طاولة المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأمريكي تعثرا قد يضع الجميع على حافة المواجهة”.ويستدرك مصدر التحليل، الكاتب حازم عياد، انه:“كما لا يمكن وصف الهدنة في الوقت ذاته بالهشة، فإسرائيل منهكة ولا تستطيع معاودة القتال حتى لو رصدت جهودا إيرانية لترميم دفاعاتها الجوية أو محاولة تطوير نظامها الصاروخي، وهذه دوافع لإسرائيل للمهاجمة، لكن الأخيرة تريد أيضا ترميم جبهتها الداخلية التي تضررت وقدرات القبة الحديدية التي استنزفت”.. ويمكن فهم، ما فسره عياد، أن الحالة الأميركية، وقعت بين فكي كماشة الدوافع الداخلية والانقسام بين تيارين؛ أحدهما متحمس للحرب وآخر لا يريدها،  وهي الحرب لن تحسم في وقت قصير، وهذا ما أعطى وجاهة للتيار الذي يفضل عدم الذهاب بعيدا في الحرب، وهو ما أوصل ترامب إلى الذهاب لاتفاق سلام”.*مركز التفكير السياسي:إسرائيل تدعي تحييدها الملف النووي.اشكالية الحدث، وهو نتاج أزمة حرب عدوانية جاءت بعد معركة طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣، واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، التي يقودها السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، فإن الحديث عن ميزان الربح والخسارة بين إسرائيل وإيران، وفق  رئيس مركز التفكير السياسي-مقره بغداد- إحسان الشمري،  أن: “أحدا  لا يمكنه حتى الآن تحديد طرف رابح أو خاسر، فالطرفان يدعيان تحقيق أهدافهما من الحرب، إذ أن إسرائيل تدعي تحييدها الملف النووي الإيراني، وفي المقابل، ترى إيران أنها نجحت في استيعاب الصدمة، وصمدت رغم كل الضربات التي وجهت إليها، كما أفلحت في أن تنجو بنظامها السياسي”.الشمري،  اعتبر مسارات الحل الأولية،:“نحن أمام معادلة لا خاسر ولا رابح، لكن في القياسات الميدانية تبدو إيران أكثر تضررا بخسارتها منشآت نووية وعلماء وقيادات عسكرية وقواعد صواريخ، وإسرائيل أيضا اهتزت صورتها التي روجت بأن لا أحد يستطيع إلحاق الضرر بها، فقد أصبحت هذه الصورة محل شك كبير”.. وقد نحول رؤية الشمري، إلى سؤال اشتراطي،:
هل طريق الذهاب إلى السلام مازال محفوفا بالشوك، في ظل وجود اشتباك  ازلي وايدولوجي بين الطرفين؟!. 
.. وجواب، مركز التفكير السياسي، يلفت إلى أن:هذه الخروق قد لا تؤدي إلى هذا الاتجاه، وحتى فكرة السلام تبدو بعيدة، فسلام إيران مع إسرائيل يعني نهاية فكرة المقاومة ومحو الدولة العبرية، لذلك فمن المبكر القول بصمود الهدنة، وحتى مع صمودها فإن طاولة المفاوضات ستكون طويلة، والسلام الدائم من الصعب أن يتحقق”.* عن أي فضاء من الممرات الآمنة؟!.. وتبدو،- تقول  العالم الجديد-ان  مخرجات هذه الحرب متباينة، ووفقا لمدير المركز العربي الأسترالي للدراسات أحمد الياسري، فإن “إسرائيل أخذت زمام المبادرة بقصفها لأول مرة دولة محورية في الشرق الأوسط بحجم إيران، واستطاعت أن تخلق فضاء من الممرات الآمنة كشفت به إيران، وهذا أمر لم يحصل منذ حرب الثماني سنوات مع العراق بالنسبة إلى إيران”… وفي ذات الرؤية، رغم عدم حياديتها، يرى الياسري، خلال  ”العالم الجديد”، أن “إسرائيل حققت نجاحات أخرى، كالنجاح الاستخباري الذي حققته في عمق إيران والقضاء على أذرعها في المنطقة، مقابل أن إيران حققت نجاحات نسبية كاستهداف العمق الأمني الإسرائيلي وطرح جيل متطور من الصواريخ كان له الأثر في رسم المشهد الأخير، خصوصا تلك البالستية من نوع فتاح وغيرها”، لافتا إلى أن “إسرائيل ربحت الحرب الجوية، وإيران ربحت الصاروخية، وهذا الربح هو ما سيخلق قواعد الاشتباك القادمة”.
دور الولايات المتحدة، وفق التحليل؛ “الفاعل الأمريكي كان حاسما، فقد أثبت أن إسرائيل وإمكاناتها أقل من تسقط المفاعل النووي، وأنه وحده القادر على ذلك، فالولايات المتحدة في تدخلها أعادت نفسها إلى التموضع، وإرسال إشارات إلى روسيا وكل المنافسين بأن هذه المنطقة هي فضاء لها، لذا فهي رابح آخر من هذه المعركة، فقد عاقبت إيران من جهة، وحجمت نتنياهو من جهة أخرى، وحسمت الجدل، وفرضت السلام في النهاية”.ويعتقد أن “منطقة الشرق الأوسط تحتاج إلى فسحة من الهدوء الآن بعد فاصل 7 أكتوبر المدمر الذي يشبه الزلزال الذي ضرب المنطقة وغيّر الكثير فيها”، مشيرا إلى أن “هذه النهاية بحسم أمريكي ومبادرة قطرية تضع على عاتق الولايات المتحدة إنهاء الصراع في فلسطين أيضا وهو عبء كبير في المرحلة القادمة”وفق المصدر.
*
* كان لافتا، ما توصل اليه المحلل السياسي اللبناني، في صحيفة النهار اللبنانية “سميح صعب”، الذي كتب في  24-06-2025، واصفًا الحدث:
هدنة ترامب تبقى هشة من دون اتفاق سياسي… ورهان على عودة طهران إلى طاولة المفاوضات. 
.. وربما نجح في افتراض يجادل الحقائق:
لا يمكن النظام في إيران أن يبقى متجاهلًا وقائع فرضتها الحرب… وعبر خبرة سياسية وأمنية واسعة نتيجة اقتراب المحلل” صعب” من واقع العلاقة الإيرانية مع حزب الله في لبنان، فقد، أوضح فهمه، بذكاء، عند حدد اتجاهات الحدث:
*أ:
اعتمد وقف النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي  ترامب بين إيران وإسرائيل، بالدرجة الأولى، على قدر كبير من شعور الجانبين بالإنهاك، وعدم القدرة على خوض حرب استنزاف طويلة.
*ب:
الرابح الأكبر من الحرب كان ترامب، الذي أعاد إبراز الولايات المتحدة كقوة لا غنى عنها في تقرير مستقبل الشرق الأوسط. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدأ الحرب على إيران، لكن ترامب هو من أنهاها، من خلال ما يسميه “فرض السلام من خلال القوة”.
*ج:
من القنابل الـ 14 الخارقة للتحصينات التي ألقتها قاذفات الـ”بي-2″ الأميركية في 22 حزيران/ يونيو على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين، إلى الرد الإيراني الرمزي بـ14 صاروخًا على قاعدة العديد في قطر في اليوم التالي، بعلم مسبق من أميركا، كي لا تقع إصابات أو أضرار تجبر واشطن على الرد، ذهب ترامب إلى حد “شكر” إيران على هذه البادرة.    
*ء:
أتى الإعلان الإسرائيلي عن “تحقيق أهداف” الحرب مع الاحتفاظ بحق “الرد بقوة”، ومن بعدها إعلان مجلس الأمن القومي الإيراني عن جعل “العدو يندم” و”الاستعداد للرد الحاسم على أي عمل عدائي”. صياغتان ضروريتان للظهور بمظهر المنتصر.
*ه:
لقد أعاد ترامب الأحداث في المنطقة خطوة إلى الوراء، إلى ما قبل 13 حزيران/يونيو. منذ 1979، تفادت إيران الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. ولم تتغير قناعة طهران بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني “الضعيف” بحسب تعبير ترامب. لكن وقف النار المعلن بين إيران وإسرائيل، لا يشكل حلًا مستدامًا. هكذا حلّ لن يتوفر إلا ببدء مفاوضات غير مباشرة أو مباشرة مع الجانب الإيراني، للتوصل إلى ترتيبات بعيدة المدى بين واشنطن وطهران، يشمل ذلك اتفاقًا نوويًا مقابل تخفيف العقوبات الأميركية عن إيران.*و:
يأمل ترامب أنه بعد حرب الـ12 يومًا، أن تكون إيران قد اقتنعت بأن اقتراح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لا يزال يشكل مدخلًا للتوصل إلى حل ديبلوماسي للمشكلة النووية، وهو الذي يمكّن إيران من تخصيب اليورانيوم في إطار كونسورتيوم دولي لا يتخذ الأراضي الإيرانية مقرًا له.
*ز:
أن اتفاق وقف النار لن يصمد كثيرًا من دون تحصينه باتفاق سياسي. مثل هذا الاتفاق، يراه ترامب ممكنًا بعدما نزع من نتنياهو ذريعة وجود تهديدين نووي وصاروخي من قبل إيران. وفي الوقت نفسه، النظام الإيراني الذي كان يهمه الحفاظ على تماسكه بعد الضربات الإسرائيلية، التي قضت على كبار القادة في الحرس الثوري والجيش والاستخبارات إلى جانب أكثر من 15 عالمًا نوويًا، يستطيع القول إنه احتوى الصدمة الأولى، ويحتاج الآن إلى فترة يتنفس فيها الصعداء ويعمل على إعادة ترميم قدراته.  
*ح:
قبل كل شيء تملك إيران المعرفة النووية، وطالما أنها تؤكد أن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة قد سحبت من فوردو قبل تعرض المنشأة للضربة الأميركية، ومع امتلاك المعرفة النووية، فإنها لا تزال قادرة على المساومة. علمًا أن ترامب أكد أن التقارير التي تتحدث عن إخراج إيران لليورانيوم المخصب من فوردو، عارية عن الصحة. بينما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تعرف مكان الكمية التي يجري الحديث عنها، والتي يقال إنها كافية لصنع 10 قنابل نووية.
*ط:
لا يمكن النظام في إيران أن يبقى متجاهلًا وقائع فرضتها الحرب. وإلى أي مدى هو مستعد للتأقلم مع شرق أوسط يقوم الآن على أنقاض الكوارث التي خلفتها الحروب الإسرائيلية، التي بدأت في غزة قبل 21 شهرًا واستكملت في لبنان وبخسارة سوريا وسيطرة حالة من عدم اليقين على العراق واليمن.
*ي:
بإمكان ترامب أن يتباهى الآن بفرض الهدوء بين إيران وإسرائيل، على غرار ما فعل بين الهند وباكستان، أو في جهوده المبذولة في أوكرانيا… متى يحين موعد غزة؟   
*ما وراء سر إيقاف الحرب؟!
قد تكون الأسرار في حيز قبضة يد(..)، ندرك ان صحيفة مثل  “واشنطن بوست” الأميركية، عندما نقلت مزيدًا من المعطيات عن اتفاق وقف النار، ونسبت إلى مسؤول أميركي أن الخطة الأساسية لاتفاق وقف النار جاءت من مناقشات مع مسؤولين إيرانيين، الذين أوضحوا لإدارة ترامب أنهم سيعودون إلى طاولة المفاوضات ومناقشة برنامجهم النووي، شرط أن تتوقف إسرائيل عن قصفهم، وهذا قد يكون واردا في دهاليز السياسة المعاصرة… وأيضا، مسؤول في البيت الأبيض نسب اتفاق وقف النار إلى الضربات الأميركية على إيران، ونقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه العملية “كانت سببًا في تهيئة الظروف لمناقشة وقف النار”، في وقت نقلت “سي أن أن” عن مسؤول في البيت الأبيض أيضًا أن الاتفاق “لم يكن ممكنًا” إلا بسبب الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية… وليس مهما، أن تكون المحصلة واقعية، فإن الوقع الخطير كان للضربات الأميركية على المنشآت النووية، ووفق التقديرات، فإنها كانت “الضربة القاضية” التي من المفترض أنها حقّقت الهدف الأميركي لجهة إنهاء تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، والهدف الإسرائيلي بإنهاء البرنامج النووي بعد تدمير جزء من القدرات الصاروخية، والأنظار الآن نحو المفاوضات وما يتبعها… ويبدو ان القادم، قد ينبش الوقائع، فقد كشفت القناة 14 الإسرائيلية عن مصادر ان: 
السفاح نتنياهو يعتزم زيارة الولايات المتحدة قريبًا ولقاء الرئيس ترامب. 
لان السفاح، وفق ما رأت صحيفة “بوليتيكو” من  أن الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، رغم وصفها بـ”الناجحة”، قد لا تكون كافية لمنع طهران من استئناف برنامجها النووي، وربما تؤدي إلى تسريع قرارها السياسي نحو تصنيع سلاح نووي.
.. مؤشرات إيقاف الحرب الإسرائيلية الايرانية، ومحاولات ضرب وإنهاء ملفات البرنامج النووي الإيراني، قد تكون محطة أولى لعودة صراع المفاوضات، التي قد تدخل في معطيات وتداخل رذربان محتدم لثلوج كثير من الدول، منها دول المنطقة.. بينما، ما زالت وقائع الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح وإعادة استيطان الضفة الغربية وتهويد القدس والداخل المحتل، كل ذلك يتزامن مع حرب إبادة جماعية ومحاولات للتهجير القسري،.. والأمر، هنا أن  المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يتحرك لحسم أوضاع الحرب في غزة، قبل انهيار اتفاق وقف الحرب في إيران وربما تفكك الاتفاقيات  التي أنتجت من  دبلوماسية كل الجبهات التي كانت فاعلة ضد حرب السفاح نتنياهو.