إيران تهدد بتعجيل برنامجها النووي وتنذر بالانسحاب من اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية

قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن برنامج إيران النووي المدني سيستمر “بوتيرة متسارعة”، وهو ما يناقض تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي زعم أن إيران “لن تجرؤ على الاقتراب مجددًا” من أي برنامج نووي أو تخصيب لليورانيوم داخل البلاد.ونصّ مشروع قرار برلماني على أن “تركيب الكاميرات الرقابية، وعمليات التفتيش، والتقارير المقدمة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتوقف، ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية مستقبلاً.”
ضعف التعاون مع المفتشين
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد انتقدت إيران في تقريرها الأخير بسبب ضعف التعاون مع المفتشين، وهو ما أدى إلى تبنّي قرار توبيخ ضد إيران الشهر الماضي بأغلبية الدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة.ويُتوقع أن يُطلق هذا القرار سلسلة من الإجراءات قد تؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الأممية في أكتوبر المقبل.كما شهد البرلمان الإيراني دعوات إلى محاكمة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بدعوى تقديمه تقارير كاذبة، ولقيام موظفيه بـ”التجسس داخل المنشآت النووية لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي”.من جانبه، قال غروسي إن المجتمع الدولي لا يمكنه القبول بإنهاء التعاون الإيراني مع الوكالة، واعترف بأن الوكالة لا تعرف موقع مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.وفي السياق ذاته، شنّ الكرملين هجومًا على فقدان الوكالة الدولية لمصداقيتها، وأعرب عن قلقه من القرار الإيراني. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن فرص استئناف المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد باتت ضئيلة.من جانبه، صرح نائب الرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، قائلاً:”لن نسمح بعد الآن بالمساومة على تخصيب اليورانيوم داخل أراضينا، فقد دخلنا مرحلة جديدة، والعدو أدرك أنه لا يواجه إيران السابقة.”وتدور الآن نقاشات داخلية في إيران حول احتمال الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وهو ما سيُعد إشارة صريحة إلى أن طهران تسعى للتخلص من قيود المعاهدة وربما السير على خطى إسرائيل في امتلاك قدرة ردع نووية.وقال أكبر أعلامي، النائب السابق عن تبريز:
“إذا لم تكن عضويتنا في المعاهدة تحمينا من الهجوم العسكري أو العقوبات، وأصبحت عمليًا أداة للتهديد والتفتيش، فما الجدوى من البقاء فيها؟”وعلى الرغم من أن إيران كانت دائمًا تؤكد أن امتلاك قنبلة نووية يتعارض مع تعاليم الإسلام، إلا أن البعض يعتقد أن طهران قد تحافظ على حالة من الغموض المتعمد بشأن نواياها النووية كرادع لمنع هجمات إسرائيلية إضافية.وتتبنى الحكومة رواية مفادها أن إيران صمدت بشجاعة أمام الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، ما أدى إلى ظهور وحدة وطنية جديدة يسعى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى ترسيخها. لكن منتقدين يرون أن هذا التماسك الشعبي نابع من الغضب تجاه إسرائيل، وليس من ثقة بالحكومة، مشيرين إلى أن حملة قمع للمعارضين تجري حاليًا تحت غطاء ملاحقة شبكة عملاء للموساد.