13 يومًا من الصمت الرقمي: إيران تواجه الحصار التكنولوجي في ظل القصف الإسرائيلي

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انقطاع الانترنت في إيران بعد ١٣ يوما من الحرب مع اسرائيل، وكيف عانى الإيرانيون من التواصل مع العالم الخارجي بسبب القصف الاسرائيلي.
ايران شبه انقطاع الانترنت
ونقلت الصحيفة عن أحد الإيرانيون في شمال طهران، أمضى الشاب البالغ من العمر 23 عامًا لياليه باحثًا عن روابط وكيلة، وهي أشبه بخيوط رقمية هشة، تسمح لفترة قصيرة بكسر التعتيم الإلكتروني المفروض على البلاد.فمنذ بدء الضربات الإسرائيلية وحتى مساء الأربعاء، خضعت إيران لانقطاع شبه كامل للإنترنت استمر 13 يومًا، مما قيد بشكل كبير الوصول إلى المعلومات، لكن مجموعة من الشباب الإيرانيين عملت بلا توقف لضمان أن تصل أصواتهم إلى العالم الخارجي.قال أمير في حديثه هذا الأسبوع: “لم نعد قادرين على استخدام شبكات VPN. للتحايل على هذا التعتيم، نستخدم روابط وكيلة خاصة، أشبه بـ‘أنفاق سرية’ تمرر الرسائل عبر خوادم خارج إيران”.وأضاف أنه نجح في إنشاء نظام يتيح له تزويد أصدقائه بهذه الروابط.وأوضح: “هذه الروابط جزء من ميزة موجودة في أحد التطبيقات فهي تمرر حركة تطبيق تلغرام عبر خوادم داخلية كل رابط يعمل لبضع ساعات ثم يتعطل، لذلك أبحث باستمرار عن روابط جديدة لأرسلها للآخرين”.وكانت الحكومة الإيرانية قد أوقفت الإنترنت خلال الحرب مع إسرائيل، متهمةً الأخيرة باستغلال الشبكة لأغراض عسكرية. ووفقًا لمصادر محلية تحدثت إلى صحيفة الجارديان، لم يكن هناك من يمكنه الوصول إلى الإنترنت باستثناء مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة لدى الحكومة.ورغم أن تطبيقات المراسلة المحلية ظلت تعمل، إلا أن الشباب الإيرانيين لا يثقون بأمانها.وقال أمير: “لدينا تطبيقات محلية، لكنها عديمة الفائدة. تستغل الحكومة كل فرصة للتجسس علينا، خصوصًا على قادة الحركة الطلابية”.وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت الأسبوع الماضي السلطات الإيرانية إلى رفع التعتيم، مؤكدة أن “هذا الانقطاع يحرم الناس من إيجاد طرق آمنة، ومن الوصول إلى موارد منقذة للحياة، ومن متابعة التطورات”.ليلى، 22 عامًا، وهي قيادية طلابية تعيش في حي عباس آباد بوسط طهران، قالت إنها لم تتمكن من استعادة الاتصال إلا بعد مساعدة من الخارج.وأضافت: “أرسل لي صديقي في أوروبا روابط إعدادات عبر الرسائل النصية. لولاها، لكنت لا أزال مقطوعة تمامًا، أحيانًا يعمل الإنترنت لبضع دقائق، ثم ينقطع قبل أن أتمكن من تصفح أي موقع”.وتابع: التعتيم لم يعزل الإيرانيين عن العالم الخارجي فحسب، بل زاد من معاناتهم تحت القصف الإسرائيليومن جانبه، قال آرش، وهو طالب في طهران: “الأمر يشبه أن تكون محاصرًا داخل جدران، فقدنا التواصل مع بعضنا البعض، ومع الأخبار المستقلة، ومع أي نوع من المساعدة. لا يوجد سوى الإعلام الرسمي، يليه صمت، ثم دوي القنابل”.