تجمعات هائلة في طهران تأييدًا للقوات المسلحة الإيرانية

أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية وشبه رسمية، اليوم الثلاثاء، بأن آلاف المواطنين الإيرانيين احتشدوا في قلب العاصمة طهران، وتحديدًا في ساحة “انقلاب” (الثورة)، لإظهار الدعم والتضامن مع القوات المسلحة الإيرانية، في أعقاب التصعيد العسكري الأخير مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.وبثت وكالات أنباء إيرانية من بينها إرنا (الرسمية) وفارس ومهر (المقربتان من الحرس الثوري)، مشاهد مباشرة ومصورة من التجمع الشعبي، الذي وصف بأنه حاشد وكثيف، حيث رفع المشاركون الأعلام الإيرانية ورددوا هتافات مؤيدة للمؤسسة العسكرية ولقائد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.
المتظاهرون يشعرون بفخرهم وامتنانه للقوات المسلحة الإيرانية
ووفقًا للتقارير الإعلامية، عبّر المتظاهرون عن “فخرهم وامتنانهم للقوات المسلحة الإيرانية”، مؤكدين وقوفهم الكامل معها حتى النهاية، وثمّنوا ما وصفوه بـ”الرد الساحق” الذي وجهته إيران في مواجهة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية خلال الأيام الماضية.وشهدت المسيرة مظاهر رمزية وشعارات سياسية، حيث رفع المحتشدون لافتات تحمل صور المرشد الأعلى، إلى جانب عبارات تندد بما اعتبروه “عدوانًا أمريكيًا وصهيونيًا” على سيادة البلاد، وسط تأكيدات شعبية على التمسك بالرد والكرامة الوطنية.وقد أظهرت اللقطات التي بثها التلفزيون الإيراني الرسمي والقنوات التابعة للدولة، مشاهد لمواطنين من مختلف الفئات العمرية، وهم يهتفون بشعارات مثل:”الموت لإسرائيل”، “الموت لأمريكا”، “كلنا جنود القائد”، في أجواء توحي بحالة تعبئة وطنية واسعة، بعد أيام من القصف المتبادل والتوتر الإقليمي الكبير.ورغم عدم وضوح ما إذا كانت الحكومة الإيرانية قد نظّمت المسيرة بشكل رسمي أو أنها خرجت بتلقائية شعبية، فإن مراقبين اعتبروا أن هذه الحشود تعكس محاولة لتعزيز الجبهة الداخلية ورفع معنويات الشعب الإيراني، في ظل التحديات الأمنية والسياسية المعقدة التي تواجهها البلاد.كما تأتي هذه التحركات بعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق نار هش بين إيران وإسرائيل، بوساطة دولية، وبعد تصريحات للرئيس الإيراني مسعود پزشكيان أكد فيها التزام طهران بالهدنة ما لم تخترقها إسرائيل، إلى جانب إعلان استعداد بلاده للتفاوض دفاعًا عن حقوق الشعب الإيراني.وتُعد ساحة “انقلاب” وسط طهران واحدة من أبرز الرموز السياسية في العاصمة، وغالبًا ما تُستخدم كموقع للتعبير عن المواقف الرسمية أو الحشد الجماهيري في أوقات التوترات الكبرى.في السياق ذاته، يرى مراقبون أن السلطات الإيرانية تسعى من خلال هذا الحشد إلى توجيه رسائل داخلية وخارجية على حد سواء، مفادها أن الشعب الإيراني يقف موحدًا خلف جيشه وقيادته، رغم محاولات الضغط والحصار والتهديدات العسكرية.