مفكر فلسطيني لـ الدستور: الضربة الأمريكية أحدثت تغييرًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل وإيران

مفكر فلسطيني لـ الدستور: الضربة الأمريكية أحدثت تغييرًا كبيرًا في الصراع بين إسرائيل وإيران

أكد الخبير في الشؤون الاسرائيلية جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث واستطلاعات الرأي، أن الضربة الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية شكّلت نقطة تحوّل دراماتيكية في سياق الحرب القائمة بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن المشهد بات مفتوحًا على احتمالات متعددة يصعب التنبؤ بمسارها أو نتائجها في الوقت الراهن.وأوضح حرب في تصريح لـ الدستور، أن الضربة الأمريكية لم تكن مجرد دعم لحليفها الإسرائيلي، بل حملت رسالة استراتيجية عميقة تتعلق بإعادة صياغة التوازن في المنطقة، وقد تفتح الباب أمام تغيرات جذرية على صعيد العلاقة مع إيران ومستقبل النظام فيها.وفي هذا السياق، حدّد جهاد حرب أربعة سيناريوهات رئيسية من المرجح أن تسلكها الأحداث في الفترة المقبلة:

السيناريو الأول: وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية مقابل التهدئة الإيرانية

يرى حرب أن أحد السيناريوهات المطروحة – رغم ضآلته – هو توقف إسرائيل عن تنفيذ المزيد من الهجمات الجوية والصاروخية على المنشآت العسكرية والنووية داخل إيران، مما قد يقود إلى تهدئة نسبية بناءً على التصريحات الإيرانية السابقة التي أكدت استعداد طهران لوقف ردودها إذا ما توقفت إسرائيل عن اعتداءاتها.ورغم أن تحقق هذا السيناريو يبدو ضعيفًا في ظل التصعيد المستمر، فإنه يبقى خيارًا قائمًا إذا ما تدخّلت أطراف دولية لإعادة ضبط الإيقاع العسكري.

السيناريو الثاني: التوجّه نحو مفاوضات أمريكية – إيرانية جديدة

السيناريو الثاني بالنسبة لحرب، يتمثل في احتمال أن تسعى واشنطن للدخول في مفاوضات مع طهران بشأن البرنامج النووي وقضايا إقليمية أخرى، خاصة بعد ما يبدو أنه دمار كبير لحق بالمنشآت النووية الإيرانية.تابع:” لكن تصريحات وزير الخارجية الإيراني في أعقاب الضربة لا توحي بأن النظام الإيراني في وارد التراجع أو التفاوض، مما يجعل تحقق هذا السيناريو مرهونًا بتوازن الردع الجديد وقدرة النظام الإيراني على امتصاص الصدمة دون انهيار”.

السيناريو الثالث: استمرار الاشتباك المحدود والتركيز الإيراني على إسرائيل

السيناريو الثالث، بحسب حرب، هو الأقرب للتحقق حاليًا، ويتمثل في مواصلة إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل ردًا على الهجمات الإسرائيلية، مع الامتناع عن توسيع المواجهة لتشمل الولايات المتحدة أو حلفاءها الإقليميين.ويرى حرب أن هذا المسار يُبقي المعركة ضمن حدودها الحالية، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة، خاصة وأن إيران تدرك أن أي تصعيد إضافي قد يدفع واشنطن وتل أبيب إلى استهداف المشروع النووي بالكامل، بل وربما محاولة إسقاط النظام نفسه.وأشار إلى أن الرشقة الصاروخية الأخيرة التي أطلقتها إيران على إسرائيل شكلت تحديًا لقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، ما يعزز فرضية استمرار هذا النمط من الاشتباك.

السيناريو الرابع: المواجهة الشاملة مع الولايات المتحدة

أما السيناريو الأكثر رعبًا، بحسب وصف جهاد حرب، فهو الانزلاق إلى مواجهة شاملة بين إيران والولايات المتحدة، تتضمن استهداف القواعد الأمريكية في الخليج (مثل البحرين وقطر والسعودية والعراق)، وشن هجمات على السفن الحربية الأمريكية في الخليج العربي.قال الخبير الفلسطيني:” هذا السيناريو قد يدفع الحلفاء الإقليميين لإيران مثل الحوثيين في اليمن إلى الانخراط في الحرب، وهو ما قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، الأمر الذي سيؤثر بشكل كارثي على إمدادات الطاقة العالمية والتجارة الدولية”.ويحذر حرب من أن استمرار التصعيد بهذا الشكل قد يؤدي إلى تفكك الدولة الإيرانية على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان وليبيا، خاصة إذا تم استهداف القيادة الإيرانية السياسية والروحية، ما يهدد بتحوّل البلاد إلى فوضى أمنية تقودها ميليشيات مسلّحة تمتلك قدرات متنوعة.ويقول:” كما أن انهيار النظام قد يفتح الباب أمام تسرّب الخبرات النووية الإيرانية أو تسرب العلماء إلى دول أخرى، ما يشكل خطرًا استراتيجيًا عالميًا على مستوى انتشار الأسلحة والتقنيات النووية”.فيما يرى جهاد حرب أن المنطقة تقف اليوم على مفترق طرق خطير، وأن التطورات القادمة ستعتمد على كيفية إدارة إيران للرد، ومدى رغبة الولايات المتحدة في تصعيد المواجهة أو احتوائها، معتبرًا أن الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة الخليج، مهدد أكثر من أي وقت مضى، وأن تداعيات هذا الصراع قد تمتد لسنوات.