تحت تأثير تخفيضات ترامب المتزايدة.. بنوك الطعام في نيويورك تعاني من أزمة مالية.

تحت تأثير تخفيضات ترامب المتزايدة.. بنوك الطعام في نيويورك تعاني من أزمة مالية.

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء اليوم الأحد، في تقرير لها، على بدء تنفيذ تخفيضات التمويل الفيدرالي التي تدعمها إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث تستعد بنوك الطعام في مدينة نيويورك لمواجهة ما تصفه بأنه “تهديد وجودي” يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم الغذاء لملايين المحتاجين.وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن السكان يواجهون واقعًا قاسيًا من انعدام الأمن الغذائي، فيما تكافح بنوك الطعام أمام انخفاض غير مسبوق في التمويل وزيادة حادة في الطلب، فمشروع القانون الجديد تدعمه إدارة ترامب يهدف إلى خفض 295 مليار دولار من برنامج المساعدات الغذائية الفيدرالية (SNAP) خلال العقد المقبل، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونجرس.ومن شأن التعديلات المقترحة تضييق شروط الأهلية، وفرض متطلبات عمل جديدة على المستفيدين، وتحميل الولايات جزءًا أكبر من التكاليف، وبالنسبة لنيويورك، قد يعني ذلك تغطية 25% من نفقات البرنامج، أي ما يعادل نحو 1.8 مليار دولار.من جانبها.. قالت نيكول هانت مديرة السياسات العامة والدعوة في بنك الطعام لمدينة نيويورك “الفكرة بأن تعاقبنا الحكومة الفيدرالية بتحميلنا ربع التكلفة تمثل تهديدًا وجوديًا لمفهوم برنامج المساعدات الغذائية الفيدرالية SNAP كسُترة أمان اجتماعي”.

 زيارات مراكز الطعام والمطابخ

ففي الوقت الذي ترتفع فيه زيارات مراكز الطعام والمطابخ المجتمعية بنسبة 85% مقارنة بعام 2019، تكشف بيانات منظمة “فيدينج أمريكا غير الربحية- Feeding America” أن ما يقرب من 3 ملايين مواطن من نيويورك يواجهون صعوبة في تأمين الطعام الكافي.ووفقًا لتحليل أخر، فإن أكثر من 65% من مستفيدي مراكز الطعام هم من العاملين في مؤشر واضح على أزمة القدرة الشرائية في المدينة لكن قدرة بنوك الطعام على الاستجابة للطلب المتزايد تتضاءل.ففي مارس الماضي، قامت وزارة الكفاءة الحكومية – المدعومة من إدارة ترامب – بإلغاء العديد من المبادرات التي أطلقت في عهد بايدن، بما في ذلك أكثر من مليار دولار من المنح التي كانت موجهة للولايات لشراء الغذاء المحلي.وقالت راندى دريسنر الرئيسة التنفيذية لبنك الطعام “آيلاند هارفست” في لونج آيلاند: “لم أشعر بالقلق يومًا كما أشعر الآن.. التخفيضات تشمل جميع الخدمات الاجتماعية دون استثناء”.وكان من المقرر أن يستمر برنامج الشراء المحلي، الذي استخدمه بنك “آيلاند هارفست” لشراء منتجات من المزارعين المحليين، حتى عام 2025، لكنه سينتهي هذا الصيف، ولن يتم تجديده، كما أن الميزانية المقترحة لعام 2026 من إدارة ترامب ستلغي “برنامج السلع الغذائية التكميلية” التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، وهو ما سيحرم البنك من أكثر من مليون دولار تُستخدم لتوفير صناديق غذائية شهرية لنحو 6 آلاف من كبار السن وتم أيضًا تجميد 1.7 مليون دولار إضافية كان من المقرر تلقيها هذا العام.في السياق ذاته.. قال توماس نارداتشي المدير التنفيذي لبنك الطعام الإقليمي في شمال شرق نيويورك، إن تبعات هذه التخفيضات بدأت تظهر بالفعل.وتابع: “فالبنك الذي يوزع سنويًا نحو 48 مليون وجبة – بزيادة 20 مليونًا عن ما قبل الجائحة – يعتمد على نحو 400 شاحنة من المساعدات الفيدرالية ولكن ستخفض هذا العدد إلى النصف، ما يعني خسارة ما يعادل 5.8 مليون وجبة، منها 27 شاحنة ألغيت بالفعل هذا العام، أي ما يقارب 750 ألف وجبة”.وأضاف: “نظام الغذاء الخيري بأكمله يعيش حالة من الخوف حاليًا، الطلب لم يكن يومًا بهذا الارتفاع، والقدرة على تلبية الحاجة لم تكن يومًا بهذا الضعف”.