باحث عراقي: التوتر الواضح بين إيران والولايات المتحدة يسهم في اشتعال المنطقة

شهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية، قبيل ثورة الخوميني في العام 1979، شهر عسل طويل في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حيث كانت الولايات المتحدة تعتبر إيران حليفًا استراتيجيًا في المنطقة.ومع صعود حكم الملالي في إيران، شهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية تباين في التقارب والتنافر والذي وصل إلى حد التلويح بالحرب العسكرية الشاملة، وهو ما كشفت عنه الأيام الماضية منذ المواجهة بين إيران وإسرائيل.
العلاقات الإيرانية الأمريكية والقضية الفلسطينية
وحول العلاقات الإيرانية الأمريكية، يذهب الباحث العراقي، الدكتور محمد طالب حميد، في كتابه “العلاقات الإيرانية الأمريكية..توافق أم تقاطع”، إلى أن: “استمرار العداء المعلن بين إيران وأمريكا يجعل المنطقة ملتهبة ويرفع درجة التوتر ويجعل الدول الصناعية الكبرى أكثر التصاقًا بأمريكا لحماية مصالحها الاقتصادية في المنطقة ولضمان تدفق النفط إلى مصانعهم واقتصادهم.كما تسعى إيران إلى تحقيق عدة أهداف من خلال القضية الفلسطينية فهي من جهة تحاول الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذه القضية لترك المجال لها للانفراد، وبالهيمنة على المنطقة من خلال تبني القضية المركزية أو هكذا توصف لهذه الدول، ومن جهة أخرى تحاول نزع اعتراف من الدول العربية وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي بالقيادة والريادة الإيرانيتين في التصدي والدفاع عن أهم قضية مركزية لدول المنطقة.
العلاقات الإيرانية الأمريكية لها تأثير واضح على الأمن الوطني العراقي
ويستدرك “حميد”: ورغم حالة التوافق غير المعلن للأهداف الاستراتيجية للإدارتين الإيرانية والأمريكية ــ طبقًا للنظرة التحليلية ــ إلا أنه من الطبيعي أن يشتد بعد ذلك الصراع بين الطرفين على اقتسام الهيمنة والتنافس على حصة أكبر من الغنيمة والعمل على إضعاف كل منهما للآخر في مناطق النفوذ.
ويلفت “حميد” في حديثه عن العلاقات الإيرانية الأمريكية إلى: “ولعل شعور الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها محاصرة بعد احتلال العراق عام 2003 بالقوات الأمريكية عبر حدودها الشرقية في أفغانستان وعبر حدودها الغربية في العراق جعلها تخشى بأنها ربما تكون الهدف التالي، لكن غزو الولايات المتحدة للعراق قد منح إيران هبة استراتيجية دون ثمن: فرصة دعم حكومة (صديقة) بدلًا من صدام، عليه قررت إيران الرد على هذا الوضع باستراتيجية ذات ثلاث شعب؛ إذ سعت إلى تقوية ساعد أصدقاء إيران في العراق، وجعلت من احتلال العراق عسيرًا ومكلفًا للولايات المتحدة قدر المستطاع دون مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية، وطورت قدرة انتقامية داخل العراق لردع الولايات المتحدة الأمريكية من مهاجمة إيران.لذا لابد من القول أن العلاقات الإيرانية الأمريكية لها تأثير واضح على الأمن الوطني العراقي – يتجلى ذلك في طبيعة العلاقات بينهما منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية وحتى احتلال العراق، ويمكن تقسيم طبيعة العلاقات الإيرانية الأمريكية إلى عدة مراحل، حيث بدأت بقيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وحتى انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية عام 1988. ثم طبيعة العلاقات وما تحويه من تداخلات منذ غزو العراق للكويت عام 1990، وحتى احتلال العراق عام 2003، ثم تبيان التنافس الإيراني الأمريكي داخل العراق من خلال تحليل الأهداف الاستراتيجية الأمريكية داخل العراق وتحليل الأهداف الاستراتيجية لإيران في العراق، وبيان مدى تناقض الأهداف الاستراتيجية للدولتين في العراق.