نجار “يصرخ” في يوسف شاهين.. يسري نصر الله يكشف أسرار العبقرية خلف الكواليس

كشف المخرج الكبير يسري نصر الله عن مجموعة من الكواليس والتفاصيل الشخصية والمهنية التي جمعته بالمخرج الراحل يوسف شاهين، مؤكدًا أن الأخير كان أحد أكثر الشخصيات المؤثرة في حياته المهنية، وواصفًا إياه بأنه “كان يحترم كل من يمتلك موهبة حقيقية”، حتى لو كان شخصًا بسيطًا أو بعيدًا عن دائرة النجوم.
يوسف شاهين.. من قال “أنا” في زمن إخفاء الذات
وخلال لقائه مع الإعلامية ريهام السهلي في برنامج “الرحلة” عبر منصة DMC Plus، أشار يسري نصر الله إلى أن يوسف شاهين أحدث نقلة نوعية في السينما العربية، خاصة من خلال فيلمه الشهير “إسكندرية ليه؟”، قائلًا: “شاهين كان أول من تجرأ وقال: أنا.. في ثقافة بتخبي الذات”، معتبرًا أن هذه الخطوة لم تكن تعبيرًا عن الأنانية، بل عن إدراك الذات كبداية ضرورية لفهم الإنسانية ومخاطبة الناس بصدق.
موهبة تفوق الانفعال
ومن الطرائف التي رواها نصر الله عن كواليس عمله مع يوسف شاهين، تحدث عن موقف مع نجار كان دائم العصبية والانفعال على شاهين نفسه، وعندما استغرب نصر الله من صبر شاهين عليه، أجابه المخرج الكبير ببساطة قائلاً: “ما هو موهوب.. يبقى على راسي”، في إشارة إلى أن الموهبة عند شاهين كانت تبرر الكثير وتستحق كل الاحترام، حتى إن صدرت من أشخاص قد لا يمتلكون لغة التواصل المثالية.
تحدّث يسري نصر الله عن أهمية التواصل الإنساني في حياة أي مبدع، مؤكدًا أن التفاعل الحقيقي مع البشر هو ما يخلق الحكايات ويغذي الخيال، وقال: “أنا كمخرج، باكتشف الحواديت منين؟ من التواصل الإنساني.. اللي بيفتحلك أبواب جديدة على الواقع ويخليك تشوف الحياة من زوايا مختلفة”، مضيفًا أن الكلمة الأعمق التي تصف الإنسان هي “بني آدمين”، أي أولئك الذين يشعرون بغيرهم ويدركون أنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم.
التجربة القاسية في بيروت
وفي وصفه لتجربته خلال الحرب الأهلية اللبنانية، اعتبرها نصر الله واحدة من أكبر الصدمات التي مرّ بها، إلا أنها منحته احتكاكًا مباشرًا مع بشر اختاروا مقاومة الموت بالتشبث بالحياة والإبداع، وهو ما أثّر بعمق في طريقته في النظر للعالم والتعبير عنه سينمائيًا.
الفرق بين السينما والأخبار
وعن رؤيته للفارق بين السينما والإعلام، قال نصر الله: “الخبر زي الحانوتي، بيحكي عن الموت عشان ندفنه.. إنما السينما بتحكي عن الحياة، عن القوة في الضعف، عن التماهي مع الآخر، عن الأمل”، معتبرًا أن الفن الحقيقي يمنح الإنسان القدرة على احتضان العالم بدلًا من الخوف منه، لأنه يعيد تعريفه باستمرار.
الراحة عدوة الإبداع
وفي تأمل فلسفي دقيق، تحدّث نصر الله عن ما وصفه بـ”الراحة القاتلة”، مؤكدًا أن الفنان عندما يشعر بالاكتفاء أو الرضا التام، يفقد شغفه بالتجريب والتفكير، قائلًا: “كلمة مرتاح دي كلمة وحشة جدًا.. بتخليك تبطل تتحدى وتقتل أي محاولة للخلق أو الابتكار”.
السينما بين الواقع والخيال
كما أكد المخرج أنه دائمًا ما حاول في أعماله السينمائية كسر القوالب التقليدية والتصدي للأفكار السائدة، من خلال الجمع بين الواقع والخيال بطريقة تفتح أمام المشاهدين أبوابًا للتفكير والمراجعة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية، معتبرًا أن السينما قادرة على إثارة الأسئلة أكثر من تقديم الإجابات، وهو دورها الأسمى في نظره.
برنامج الرحلة
برنامج الرحلة، تقدمه الإعلامية ريهام السهلي، ويذاع على منصة dmc plus، الجمعة الثامنة مساءا، ويستضيف البرنامج نجوم المجتمع، بمختلف المجالات الفنية والرياضية والسياسية ليتحدثوا عن التجارب الإنسانية والمهنية في حياتهم.