الكاتب الصحفي أنور الهواري: مصر وتركيا وإيران تهتم بتحقيق سعادة شعوبها

“إيران”، عنوان أحدث مؤلفات الكاتب الصحفي أنور الهواري، والذي يصدر قريبا عن دار روافد للنشر. ويضم الكتاب مقدمة بعنوان “نحن وإيران مقدمات تمهيدية”. وجاء في مقدمة الكتاب: “فضلا عن مباحث: مصر وإيران: نظرات للمستقبل، إيران في مائة عام، مائة عام من الدراسات الإيرانية، حكمت وثريا وأخواتهما، لماذا إيران مُهمة؟ إيران على مفترق طرق، إيران والتحديث المعاكس، على هوامش الانتخابات الإيرانية، الديمقراطية الدينية، الدين والديمقراطية، زمزم كولا، ديمقراطية المرجع المعظم والقائد الكبير، الجمهورية الإسلامية في إيران، حكومة القرآن، ولي الأمر المطلق وإمام الأمة.. السيادة لمن؟! ديمقراطية كسروية: مقدمة لا بد منها، مجمع تشخيص مصلحة النظام، ديمقراطية الفقهاء، الازدواجية الدستورية والسياسية، من أدرك الديمقراطية فقد أدرك العصر ومن فات الديموقراطية فقد فاته العصر، جوهر الصراع، إيران قلقة ومقلقة، أين أخطأت إيران؟! إيران والتوازن المفقود في الشرق الأوسط، الصراع الإيراني- الإسرائيلي، دكتور مصدق والنحاس باشا وجمال عبد الناصر، مسرحية الفرس، روح إيران وروح مصر، أمازيس وقمبيز، إخراج إيران من سوريا”.
مصر وصلت من النضج حد القناعة بمركز الدولة الوطنية
ويقول “الهواري” في مقدمة كتابه “إيران” إنه من الطبيعي أن تكون العلاقات طبيعية، وكاملة بين مصر وإيران، مهما تكن تقلبات السياسة، وتغيرات الأنظمة، فقبل أن تكون كل منهما دولة، كانت كل منهما على فترات طويلة من التاريخ مهد حضارة، ومركز ثقافة وقلب إمبراطورية، هما من البناة الأوائل للشرق القديم، كما هما من ركائز الشرق الأوسط الحديث الذي تعود جذوره إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادي، ومعهما من ذاك التاريخ السلطنة العثمانية.وأضاف: “إيران في الشرق، مصر في القلب، تركيا في الغرب، الثلاثة هم روح، أي شرق أوسط صاعد يسعى للتحرر من هيمنة الغرب، كما يسعى لسعادة شعوبه واستقرار أهله، خطوة العلاقات الكاملة مع إيران لها أهمية استئناف العلاقات الودية مع تركيا، كما لها قيمة العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب الذين هم حزام الأمان الذي يحيط مصر من كل جانب، فعلاقات ودية مع إيران وتركيا هي مكسب، يُضاف لمصلحة الإقليم وحصانته ومناعته، ولا معنى لأن يكون الارتباط الأخوي بين البلدان الثلاثة على حساب أحد أو ضد أحد، بل هو لصالح الشعوب الثلاثة أولًا، ثم لصالح المنطقة في كل الأحوال”. ويتابع “الهواري”: جزء من توترات العلاقات بين مصر وإيران وتركيا، منذ حصل كل بلد على استقلاله، هو عدم الوعي الكافي بحقائق التاريخ، وما انطوت عليه من وجوه التقارب والتباعد بينها في فترات مختلفة، ولو أردنا مرحلة جديدة تنمو فيها العلاقات، وتزدهر؛ فيلزمنا مراجعة التاريخ حتى نتبصر بالمستقبل، وبالذات فيما يخص وضع مصر في الإقليم، خاصة أن إيران لها مطامح توسعية لا تخفى على الأعين، وكذلك تركيا لها حنين مضطرب لدور أكبر في مجالها القديم أيام كانت إمبراطورية، بينما مصر وصلت من النضج حد القناعة بمركز الدولة الوطنية، دون مطامح لزعامة عربية أو قيادة إسلامية، الطموح التوسعي إغراء، لا تقع فيه مصر بسهولة، لكن لا تغمض مصر عينها عن حقيقتين: الأولى أن عرب الإقليم في انقسام وتشرذم. الثانية: أن مسلمي الإقليم، أي إيران وتركيا لديهما مشاريع توسع ظاهرة أو باطنة. واختتم: “لكن تظل مصر -بدون طموح توسعي- تتمتع بميزتين لا تتمتع بهما إيران وتركيا، فمصر بلد سني مثل أغلبية الإقليم، وتقف شيعية إيران بتوسعها عند حدود المذهب، لا تتجاوزها، كذلك فإن مصر عربية اللسان في محيط أغلبه عربي اللسان، وهذه ميزة تفتقدها تركيا، إذ تظل اللغة حاجزًا، يصد توسعها في الإقليم”.