برؤية مبتكرة.. “حجر القلب” يجسد “خالتي صفية والدير” من التلفزيون إلى المسرح

برؤية مبتكرة.. “حجر القلب” يجسد “خالتي صفية والدير” من التلفزيون إلى المسرح

شهد مسرح السامر بالعجوزة، العرض المسرحي “حجر القلب”، في ثاني أيام المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية، في دورته السابعة والأربعين، والذي تنظمه هيئة قصور الثقافة حتى 5 يوليو المقبل.العرض لفرقة قصر ثقافة موط المسرحية، إعداد محمد صالح البحر، وإخراج أسامة عبد الرؤوف. أحداثه مستوحاة من رواية “خالتي صفية والدير” للكاتب الكبير بهاء طاهر، ويناقش عددا من القضايا المجتمعية، من خلال قصة “صفية” التي أحبت “حربي”، وكان يبادلها نفس الشعور، لكن تتغير الظروف ويتحول الحب إلى كراهية، ما يدفع صفية للانتقام.

رؤية المخرج لأبعاد العرض

قال المخرج أسامة عبد الرؤوف: سعدت بالعمل على هذا النص المسرحي الذي يرتكز على محورين رئيسيين، الأول هو الجانب النفسي لشخصيتي صفية وحربي، حيث تمر صفية بتحول درامي عميق ينتقل بها من الحب إلى الكراهية والرغبة في الانتقام، فيما يخضع حربي لما يسمى بالسقطة الدرامية، وهو الثقب الذي ينفذ منه البطل إلى مصيره المحتوم، الذي ينتهي به داخل السجن.
أما المحور الثاني، اعتمد على مجموعة من الأشعار التي كتبها الشاعر درويش الأسيوطي، والتي شكلت محطات درامية تداخلت مع مسار الأحداث وأسهمت في تطورها. وذلك أضاف على العرض طابعا مفتوحا يتجاوز الزمان والمكان، ويرتكز بدلا من ذلك على وحدة الموضوع التي تربط بين البداية والنهاية.

معالجة جديدة للرواية

من ناحيته أشار حسني أبو عمرة، بطل العرض، إلى أن العمل قدم معالجة جديدة ومختلفة لرواية “خالتي صفية والدير”، من خلال رؤية إخراجية تعتمد على الرمزية النفسية والاجتماعية، في إطار بصري مؤثر يخاطب وجدان الجمهور.
وأضاف أن العرض يحمل رسالة إنسانية، تؤكد على ضرورة صمود الإنسان أمام ما يواجهه من خير أو شر.
وعن دوره قال: أجسد شخصية “حربي”، التي تمثل التسامح في أرقى صوره، كإشارة رمزية إلى أن الأرض خلقت دوما لتكون موطنا للسلام والتسامح والخير.
وأوضح أن الشخصية تمر بعدة تحديات بسبب التحول الجذري في مشاعر صفية، من الحب إلى الكراهية الشديدة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى مأساة تنتهي بالقتل.

الموسيقى والإضاءة والديكور

وعن موسيقى العرض قال مهندس الصوت والإضاءة مصطفى رجب: حرصت على دمج الأغاني والموسيقى لصناعة حالة موسيقية خاصة تتماشى مع طبيعة العرض، الأمر الذي عزز من قوة المشاهد والأداء التمثيلي على خشبة المسرح.
وأوضح فتحي مرزوق، مصمم الديكور والإكسسوارات، أن الرؤية الإخراجية ارتكزت على الصراع الدرامي بين الحب والكراهية والانتقام، وهو ما استلزم تصميما بصريا يعكس هذه التحولات النفسية.
وأضاف أن التحدي الأكبر تمثل في الانتقال النفسي للشخصيات، ما تطلب المزج بين الطابع الواقعي والمدرسة الفانتازية، بهدف تعزيز البعد الدرامي للمشاهد، وخلق حالة بصرية متكاملة تشعر الجمهور وكأنهم جزء من العمل.
وأشار إلى أنه استعان بفكرة مستوحاة من تقنية “البرياكوتا” الألمانية القديمة، التي تعتمد على تغيير المشاهد بسرعة للحفاظ على إيقاع العرض المسرحي، لكنه قام بتصميمها بشكل مربع لتناسب المشاهد المتغيرة، بما يحقق التوازن المطلوب بين الواقع والخيال.

فريق العمل وأسماء المشاركين

“حجر القلب” أداء تمثيلي: هدى مناع، حسني أبو عمرة، ماجد عبد الوهاب، أسامة مجدي، أشجان كامل، محمد أحمد أحمد، طلعت درغام، سمر صابر، أحمد عبد العزيز، چورج ناجح، شهير ناجي، دميانة ميلاد، منة الله أسامة، هايدي محمد، حبيبة محمد، أية محمد، حنين محمد، لينا صابر، إسراء أحمد، أسماء حسين، إسماعيل علي، إبراهيم محمد، محمود السيد، محمد عشماوي، محمد أحمد محمد، محمد أحمد سيد، أنور درغام، أحمد صابر، مازن أسامة.
أشعار درويش الأسيوطي، استعراضات محمد جابر، ألحان عبد الباري عبد العزيز، تصميم إضاءة مايكل يعقوب، ديكور وإكسسوارات فتحي مرزوق، فني صوت محمد سيد، فني إضاءة طارق دياب، غناء أحمد برين، مساعد مخرج مصطفى رجب، مخرج منفذ معز مصطفى، مدير الفرقة ومخرج منفذ محسن سعيد.

استمرار فعاليات المهرجان

وتتواصل فعاليات المهرجان الذي تنظمه هيئة قصور الثقافة، في التاسعة مساء اليوم الجمعة، على مسرح السامر، مع العرض المسرحي “سترة” لفرقة قومية سوهاج، عن نص “سترة من المخملين”، ورواية “صورة دوريان جراي” لأوسكار وايلد، دراماتورج وإخراج مصطفى إبراهيم.