هل سيتخذ حزب الله قرار المشاركة في الصراع بين إسرائيل وإيران؟

بعد دخول المواجهة بن إسرائيل وإيران يومها السادس، وبعد تبادل الضربات الصاروخية العنيفة بين الطرفين، تزداد التساؤلات حول دور وكلاء إيران في الحرب؟ وهل حقًا لدى أي منهم استعدادًا للدخول في المواجهة وخاصة حزب الله؟ وما احتمالات حدوث ذلك؟
احتمالات الرد الشامل
بعد اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، تداولت أنباء أن حزب الله أعلن أنه لن يتدخل في الحرب، بينما أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن إنها ستتدخل في الموجهة، وبالفعل أطلقت صاروخ على إسرائيل تم اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.من جانبه، قال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة معاريف: “على مدى سنوات طويلة، استثمر الإيرانيون موارد طائلة لتطوير قدراتهم لهذا الحدث تحديدًا، كان من المفترض أن ينفذ حزب الله ردًا شاملًا على إسرائيل، وأن يُعطّل خطط هجوم الجيش الإسرائيلي في إيران. نحن نراقب الوضع، ومستعدون للتحرك بقوة إذا حاول أي أحد هناك تحدينا”.منذ حرب لبنان الثانية، استثمرت إيران بشكل ملحوظ في حزب الله من أجل هذه المعركة، وكانت الخطة الإيرانية حينذاك إنه عندما تقرر إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فإن حزب الله والحوثيين سيتولوا الرد وذلك بسبب العقبات الاستراتيجية والتي تتعلق ببعد المسافة بين إسرائيل وإيران والتي تتطلب قدرات عسكرية خاصة لاستمرار المعركة، بينما الهجمات من لبنان ستكون أسرع وأسهل.وهو ما أكده البروفيسور أمازيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط من جامعة حيففي حديث مع صحيفة “معاريف “، حيث ذكر أن الهدف الرئيسي الذي من أجله تأسست قوة حزب الله الصاروخية: “كان الهدف الأهم هو أنه إذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية في إيران، فسيرد حزب الله الهجوم. ولهذا الغرض، شُكِّلت قوة حزب الله الصاروخية الهائلة”. لكن هذا لم يحدث، لأن إسرائيل قبل أن تقرر الهجوم على إيران، اختارات استهداف حزب الله، في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، عبر مجموعة من الهجمات الدقيقة والاغتيالات التي شملت الأمين السابق للحزب حسن نصر الله، والقضاء على البنية التحتية العسكرية للحزب وتركته غير قادرًا عسكريًا على حماية إيران وقت الحاجة.
استعدادات إسرائيلية
على الرغم مما سبق، إلا أن التقديرات الإسرائيلية أفادت أن حزب الله لايزال يحتفظ بترسانة صواريخ، ولذلك رفع الجيش الإسرائيلي جاهزيته على الحدود الشمالية، حيث حشد الفرقة 146 وحركها شمالًا برفقة لوائين وعدة كتائب دفاع إقليمي. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن القوات كُلّفت بمهام حماية المستوطنات والمنطقة الحدودية، لكنه أشار إلى أن الفرقة والألوية موجودة كقوة احتياطية قادرة على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم فورًا.أما حول احتمالية مشاركة حزب الله، فربما ينتظر حزب الله وإيران اتخاذ خطوة أكثر تعقيدًا لاحقًا، وأن يقرر الحزب التدخل في مرحلة أكثر تعقيدًا من المعركة، مثل عندما يوشك مخزون الصواريخ الباليستة الإيرانية على النفاذ، أو دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في المعركة. لكن لا توجد احتمالية عالية لهذا السيناريو على الأقل في هذه المرحلة.