الدبلوماسية المصرية ووعي الشعب: حصون مصر القوية

الدبلوماسية المصرية ووعي الشعب: حصون مصر القوية

في خضم التحديات الإقليمية المتزايدة والاضطرابات الحاليه التي تعصف بالعديد من دول المنطقة تبرز مصر كنموذج للاستقرار والحكمة..مدفوعة بدبلوماسية رصينة ووعي شعبي لا يتزعزع. 
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة  أن مصر تمتلك أدوات قوية لحماية نفسها..دبلوماسية محنكة تضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار.. وشعب يقظ يعرف جيدًا متى يهب للدفاع عن أرضه وكرامته.
لقد لعبت الدبلوماسية المصرية دورًا حيويًا ومحوريًا في تحييد العديد من التداعيات الإقليمية السلبية..فبفضل التحركات المدروسة والمواقف الواضحة في المحافل الدولية والإقليمية نجحت مصر في تجنيب نفسها الكثير من التقلبات التي كان يمكن أن تضر بأمنها واستقرارها.
هذه السياسة الخارجية الحكيمة لم تكن مجرد رد فعل على الأحداث بل كانت استباقية ومخطط لها بعناية وظهرت واضحه في تصريحات السيد الرئيس فور وقوع احداث ٧ اكتوبر في غزه حيث صرح ان تهجير الفلسطينيين لسيناء خط احمر وهناك صحراء النقب لو استدعي الامر ذلك ورفض بعدها تهديدات ترامب بل رفض لقاؤه لمناقشة الامر.
هذا الموقف الشجاع مكن مصر من الحفاظ على علاقات متوازنة يشوبها الاحترام مع مختلف الأطراف مع التأكيد على خطوطها الحمراء التي لا يمكن تجاوزها عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي.
ولكن لا يمكن الحديث عن قوة مصر ومرونتها دون الإشارة إلى الدور المحوري للوعي الشعبي. إن الشعب المصري بتاريخه العريق وإحساسه العميق بالوطنية يمتلك بوصلة داخلية ترشده نحو حماية وطنه.. فعندما شعر المصريون بتهديد مباشر لأمنهم القومي كما حدث مع محاولة اختراق “قافلة الصمود” التي كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة كان رد الفعل الشعبي حاسما وواعيا وتلقائيا في الاسماعيليه..لقد أدرك الجميع أن هذه المحاولات ليست مجرد أحداث عابرة بل هي جزء من مخططات أكبر تستهدف أمن البلاد ونسيجها الاجتماعي.
هذا الوعي ليس بجديد على المصريين.. فالتاريخ الحديث يشهد على قدرة الشعب المصري على التوحد والانتفاضة عندما يشعر بالخطر ولعل أوضح مثال على ذلك هو ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي كانت بمثابة إجماع شعبي غير مسبوق ضد حكم جماعة الإخوان الارهابية حيث رأى المصريون في هذا الحكم تهديدا وجوديا لهوية الدولة ومستقبلها. 
لقد هبت الملايين في مشهد يعكس قمة الوعي الوطني للدفاع عن مدنية الدولة ومؤسساتها وللتأكيد على أن قرار مصر هو قرار شعبها.
إن ما شهدناه مؤخرًا من تلاحم بين الدبلوماسية المصرية الفاعلة واليقظة الشعبية هو دليل على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل آمن ومستقر.. هذا التناغم بين القيادة الرشيدة والشعب الواعي هو الضمانة الحقيقية لحماية مصر من أي تحديات داخلية أو خارجية. 
تظل مصر بفضل شعبها الواعي ودبلوماسيتها القوية صخرة صامدة في وجه العواصف ومنارة للأمن والاستقرار في منطقة مضطربة قد يطول اضطرابها.