مسارات معقدة: من سيتولى قيادة إيران في حال اغتيال إسرائيل للمرشد الأعلى علي خامنئي؟

أكد تقرير أمريكي، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من وراء الهجمات الإسرائيلية على إيران إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية بهدف تقليص برنامجها النووي بشكل كبير وذلك على المدى القصير إلا أن له هدف آخر وهو تغيير النظام الإيراني برمته.وأوضحت مجلة “ذا كونفرسيشن” الأمريكية أن نتنياهو صرح بأمر كهذا بعد أن أفادت التقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، مشيرة إلى أنه ليس سرًا أن إسرائيل كانت ترغب منذ فترة في إسقاط الحكومة الإيرانية الحالية.
خطة إسرائيل لإسقاط النظام الإيراني
وأشارالتقرير إلى أن إيران كانت ملكية دستورية قبل الثورة، لكن بعد عام 1979 طُورت عناصر فعليًا فوق العناصر الجمهورية القائمة، مثل البرلمان والسلطة التنفيذية والقضائية، وعلى الرغم من وجود عناصر ديمقراطية داخل النظام، إلا أنه عمليًا يُمثل “حلقة مغلقة” تُبقي النخبة الدينية في السلطة وتمنع أي تحديات للمرشد الأعلى فهناك تسلسل هرمي واضح، حيث يترأسه المرشد الأعلى.وقالت المجلة إن خامنئي في السلطة منذ أكثر من 35 عامًا، حيث تولى منصبه عقب وفاة الخميني عام 1989، وقد اختير، الرئيس السابق لإيران، ليصبح المرشد الأعلى من قِبل مجلس الخبراء، وهو هيئة تضم 88 عضوًا من فقهاء الشريعة الإسلامية.وحذر من أن فكرة أن تغيير النظام سيؤدي إلى ديمقراطية كاملة متحالفة مع إسرائيل والولايات المتحدة أمر مستبعد للغاية، مشيرا إلى أن السياسة الإيرانية منقسمة بشكل كبير فغالبًا ما تختلف الفصائل الأيديولوجية، كالإصلاحيين والمعتدلين والمحافظين، بشدة حول مجالات سياسية رئيسية كما أنها تتنافس على النفوذ مع المرشد الأعلى وباقي النخبة الدينية ولا تربط أي من هذه الفصائل علاقات ودية مع الولايات المتحدة، وخاصة إسرائيل.كذلك هناك فصائل مؤسسية وهي أقوى مجموعة في البلاد هي النخبة الدينية، بقيادة المرشد الأعلى يليها الحرس الثوري الإيراني، بالتالي سيكون الحرس الثوري المؤسسة السياسية الأوفر حظًا للسيطرة على إيران إذا أُزيحت النخبة الدينية من السلطة.وتابع التقرير “في وقت السلم لا يملك الحرس الثوري الموارد اللازمة لتدبير انقلاب إذا توفي المرشد الأعلى لكن في زمن الحرب ضد عدو واضح، قد تختلف الأمور”.
مستقبل إيران حال اغتيال خامنئي
وتسائل التقرير عن مصير إيران حال اغتيال إسرائيل المرشد الأعلى، مشيرا إلى أن أحد السيناريوهات يتضمن فرض الأحكام العرفية بقيادة الحرس الثوري، والتي تُشكل على الأقل على المدى القصير لأغراض حماية الثورة، وفي حال تم القضاء على القيادة الدينية بأكملها، وهو أمر مستبعد، قد يحاول الحرس الثوري إصلاح مجلس الخبراء واختيار مرشد أعلى جديد بنفسه، وربما حتى دعم ترشيح نجل خامنئي.وبالتالي فإن هذه النتيجة لن تؤدي إلى دولة أكثر ودًا لإسرائيل أو الولايات المتحدة، بل قد ُمكن فصيلًا أشد يريد الرد بقوة على البلدين.وأوضح، أن هناك سيناريو آخر مطروح حال اغتيال خامنئي وهو حدوث انتفاضة شعبية، يبدو أن نتنياهو يعتقد أن هذا ممكن، إذ قال في مقابلة أجريت معه مؤخرًا إن قرار التحرك، والانتفاضة هذه المرة، هو قرار الشعب الإيراني فسبق وتندلعت احتجاجات حاشدة عدة مرات في العقود الأخيرة آخرها في عام ٢٠٢٢، لكن ليس من المؤكد أن القيادة السياسية الجديدة التي ستكون أكثر ودًا لإسرائيل والغرب فمن الممكن أن يحمل الإيرانيون في قلوبهم ازدراءً لقادتهم وللقوى الأجنبية التي قد تقلب حياتهم رأسًا على عقب. وأشار التقرير إلى أن الحرس الثوري سيكون المؤسسة السياسية الأوفر حظًا للسيطرة على إيران إذا أُزيح النخبة الدينية من السلطة.