درويش: شاعر النضال” .. اليوم على قناة “الوثائقية

درويش: شاعر النضال” .. اليوم على قناة “الوثائقية

تُعرض قناة “الوثائقية” اليوم الثلاثاء، في تمام التاسعة مساءً، الفيلم الوثائقي الجديد “درويش.. شاعر القضية”، الذي يوثق المسيرة الشعرية والفكرية للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، أحد أبرز الأصوات في الثقافة العربية المعاصرة، والصوت الأصيل للقضية الفلسطينية.

رحلة حياة درويش من طفولته حتى رحيله

يرصد الفيلم حياة محمود درويش منذ طفولته في قريته “البروة” الواقعة شرق عكا في فلسطين، حيث عايش الطفل درويش مأسأة نكبة 1948 وهو في السابعة من عمره، هذه التجربة الصادمة شكلت وعيه السياسي والوجودي لاحقًا، وظهرت في شعره الذي مزج بين السياسي والوجودي، وجعل قصيدته مرآة لحالة شعبه المعذب والمنفي.

مأساة النكبة وتأثيرها المبكر

يبدأ الفيلم بتوثيق تلك الليلة التي هاجمت فيها قوات الاحتلال قرية البروة، حيث كان درويش طفلاً صغيرًا يعيش وسط أسرته، وفجأة وجد نفسه وعائلته يهربون من الموت تحت وابل الرصاص والقنابل.يصف الكاتب والشاعر محمد هشام هذه اللحظات بقوله: “كان الطفل درويش منبطحًا على الأرض، يطير الرصاص فوق رأسه، ويفر أهله في كل اتجاه، وشاهد المجازر التي ارتكبت في قراه. كل هذه المآسي خُزنت في داخله وأثرت على رؤيته للعالم والشعر.”

تنقلات درويش بين عواصم الثقافة والمنفى

يتابع الفيلم رحلة درويش الثقافية من القاهرة التي شهدت نضجه الثقافي والشعري، ثم بيروت التي واجه فيها الحصار والحروب، وصولًا إلى باريس التي شهدت تحولات فنية وفكرية عميقة في شعره، قبل أن يقضي سنواته الأخيرة متنقلاً بين عمان ورام الله.يركز الفيلم على التحولات الأسلوبية التي مرت بها تجربة درويش، من مرحلة “أدب المقاومة” التي تناول فيها القضايا الوطنية والسياسية، إلى مرحلة “الأسلوب المتأخر” الذي مزج فيه بين الذاتي والكوني، السياسي والوجودي، ليصير شعره صوتًا عالميًا لمعاناة الإنسان بحثًا عن وطن ومعنى.

شهادات شعراء ونقاد

يستعرض الفيلم شهادات شعراء ونقاد عايشوا درويش أو درسوا شعره، حيث يؤكدون أن محمود درويش لم يكن مجرد شاعر سياسي فقط، بل إنسان يعيش صراعات الذاكرة والمنفى، ومعلقة روحه بين الوطن الغائب والشتات، دائمًا يبحث عن هوية ومعنى لوجوده.

توثيق فني يجسد نضالات القضية الفلسطينية

يربط الفيلم بين المسيرة الشخصية لمحمود درويش ومعاناة الشعب الفلسطيني، حيث استُخدمت قصائده كمرآة لمعاناة شعب لا وطن له، وصوت لكل من يعيش في تيه المنفى. ويأتي عرض الفيلم في الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، تأكيدًا على استمرار القضية في الوجدان العربي والعالمي.