مفاجآت الخميس والجمعة.. إسرائيل تشير إلى تدمير حزب الله في إنهاء “فخر إيران”

في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، تحدث السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، عن احتمالات استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا تحديدًا إلى منشأة “فوردو” تحت الأرض، الواقعة بالقرب من مدينة قُم الإيرانية، والتي تُعد من أكثر المنشآت تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني.
“فوردو”.. منشأة التخصيب تحت الجبال
وفي حوار تلفزيوني عبر قناة “ميريت” الأمريكية، قال لايتر إن “الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك نوع القنابل القادرة على اختراق ذلك العمق وتدمير المنشأة”، مضيفًا أن “قرار استخدام هذا السلاح من عدمه، يظل في يد واشنطن وحدها”.
“طرق أخرى” غير القنابل الأمريكية
ورغم هذا التصريح المباشر، حرص لايتر على التلميح بأن الحل العسكري المباشر ليس الخيار الوحيد المتاح على الطاولة، قائلًا: “هناك وسائل أخرى للتعامل مع منشأة فوردو”، من دون أن يفصح عن طبيعة تلك الخيارات البديلة، ما ترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات حول عمليات استخباراتية أو هجمات إلكترونية محتملة.وفي الجزء الأكثر إثارة للانتباه من تصريحاته، لمّح السفير الإسرائيلي إلى احتمال تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد أهداف مرتبطة بإيران، متحدثًا عن “مفاجآت قد تحدث ليلة الخميس والجمعة”، مشيرًا إلى أن “ما سيحدث قد يجعل عملية البيجر تبدو سهلة”، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته إسرائيل في لبنان العام الماضي، واستهدف شبكة اتصالات حزب الله عبر أجهزة نداء ولاسلكي مفخخة، وأسفر حينها عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا، وإصابة الآلاف، غالبيتهم من المدنيين.
الخطاب الإسرائيلي تجاه البرنامج النووي الإيراني
تصريحات لايتر تعكس تصاعد لغة التهديد في الخطاب الإسرائيلي تجاه البرنامج النووي الإيراني، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا، وسط تحركات أمريكية وإسرائيلية تعيد فتح ملف الضربات الاستباقية، سواء عبر وسائل عسكرية تقليدية، أو عبر أدوات تكنولوجية واستخباراتية أكثر تطورًا.السفير الإسرائيلي لم يؤكد شيئًا صراحة، لكنه بدا وكأنه يلوّح بإمكانية تحرك عسكري غير تقليدي في الأيام القليلة المقبلة، ما يعزز من احتمالات التصعيد، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.تُعد منشأة “فوردو” واحدة من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا وإثارة للجدل، وهي تقع جنوب مدينة قم، وسط إيران، وتم تشييدها داخل جبل صخري، ما يمنحها قدرًا هائلًا من الحماية ضد الهجمات الجوية أو الصاروخية التقليدية.

متى بدأت إيران في بناء فوردو؟
بدأ العمل في إنشاء منشأة فوردو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنها لم تُكشف للعالم إلا عام 2009، حين أعلنت قوى غربية، على رأسها الولايات المتحدة، عن وجودها، ما أثار ضجة دولية ودفع إيران لتأكيد وجودها، وتقديم تبريرات بأنها مخصصة لأغراض سلمية في إطار برنامجها النووي.المنشأة، التي تخضع لإجراءات سرية مشددة، تم تشييدها على عمق يُقدَّر بما بين 80 و90 مترًا داخل الجبال، وتحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة تُستخدم في تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء عالية، وهي نسبة تثير المخاوف الغربية من اقتراب طهران من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي.
يكمن التحدي العسكري في طبيعة الموقع الجغرافي للمنشأة، حيث تقع على عمق يزيد عن 80 مترًا داخل جبل، مما يجعل تدميرها بالقصف الجوي التقليدي أمرًا بالغ الصعوبة، ولا يمكن تنفيذه – بحسب الخبراء العسكريين – إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من النوع الذي تمتلكه فقط الولايات المتحدة.