تطور جريء.. أو مُخزٍ

تطور جريء.. أو مُخزٍ

لا حديث، أمس واليوم وغدًا، فى شرق العالم وغربه، إلا عن الهجمات العسكرية، التى شنها الجيش الإسرائيلى على «الجمهورية الإسلامية الإيرانية» فجر أمس، الجمعة، والتى رأينا، كما رأت الدولة المصرية وكل عقلاء هذا الكوكب، أنها تمثل تصعيدًا إقليميًا سافرًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.العدوان الجديد، الذى اختارت له إسرائيل اسم «الأسد الصاعد»، أسفر عن مقتل كبار قادة جيش إيران وحرسها الثورى، وعلمائها النوويين، إضافة إلى تدمير منشآت نووية إيرانية ومواقع صواريخ، و… و… ومن موقع «أكسيوس»، الأمريكى، عرفنا أن العملية الإسرائيلية استغرقت ثمانية أشهر من التحضيرات السرية. كما ذكر الجيش الإسرائيلى، فى بيان، أن الضربات استندت إلى معلومات مخابراتية دقيقة، وكشفت إذاعة جيش الاحتلال عن أن جهاز الموساد قام بتنفيذ سلسلة عمليات فى الداخل الإيرانى.التفاصيل رآها بعض المحسوبين علينا، أو عليهم، فرصة للمبالغة فى تعظيم قدرات دولة الاحتلال، ودفعت كثيرين إلى السخرية من ضعف القدرات الإيرانية، أو غياب رد الفعل الإيرانى. لكن المؤكد، أن «غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأى دولة فى المنطقة، بما فى ذلك إسرائيل»، كما قالت الدولة المصرية، التى أكدت، مجددًا، فى بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن الأمن يتحقق، فقط، من خلال احترام سيادة الدول، ووحدة وسلامة أراضيها، وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية.بقلق بالغ، تتابع مصر هذه التطورات الحالية المتسارعة، بعد أن أدانت الهجمات الإسرائيلية، واستنكرت هذا العمل غير المبرر، وتوقعت أو رجّحت أنه سيؤدى إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود إلى صراع أوسع، وتنتج عنه تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ويعرّض مقدرات شعوبها لخطر بالغ، ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها إلى حالة من الفوضى العارمة. ومجددًا، أكدت مصر أن الأزمات التى تواجهها المنطقة، لا يمكن تسويتها بالحلول العسكرية، وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية.على ضوء العدوان الإسرائيلى وتداعياته المتوقعة على أمن واستقرار المنطقة ودولها، وعلى تطورات القضية الفلسطينية، تبادل الدكتور عبدالعاطى، وزير الخارجية، صباح أمس الجمعة، الرؤى والتقييمات، بشأن الأوضاع الإقليمية، مع نظيريه السعودى والأردنى، ونائب رئيس دولة فلسطين. وخلال الاتصالات التليفونية الثلاثة، جرت متابعة التداعيات الوخيمة للتصعيد الإسرائيلى غير المقبول على إيران، وإدانة هذا الهجوم غير المبرر، خاصة فى ظل انعكاساته الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة، وما قد ينتج عنه من اتساع دائرة الصراع فى الإقليم، وانعكاسات ذلك الخطيرة على الأمن والاستقرار فى المنطقة، وعلى مقدرات شعوبها. ومع تأكيدهم الأهمية البالغة لتخفيف حدة التوتر وخفض التصعيد والبحث عن الحلول السياسية للأزمات، اتفق الوزراء على مواصلة التنسيق المشترك لمتابعة تطورات الموقف.تبادل وزير خارجيتنا، أيضًا، مع نظيريه الإيرانى والقطرى، الرؤى والتقييمات، بشأن تداعيات العدوان غير المبرر وغير المسئول للتصعيد الإسرائيلى وانعكاساته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة. وشدد الدكتور عبدالعاطى، خلال اتصاله التليفونى بنظيره الإيرانى، على رفض مصر وإدانتها التعدى على سيادة الدول وانتهاك وحدة وسلامة أراضيها، مؤكدًا أهمية العمل على خفض التصعيد وعدم انزلاق المنطقة بأكملها إلى فوضى شاملة، وتوسيع رقعة الصراع. والمعنى نفسه، كررته جامعة الدول العربية، التى أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، وأكدت أنها تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى، ودعت، فى بيان أصدرته الأمانة العامة، المجتمع الدولى، إلى التدخل الحاسم والفورى، لوقف هذه الهجمات التى تهدد بإشعال المنطقة، مشددة على ضرورة احتواء التصعيد، وعدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة… أخيرًا، وفى إطار متابعة تداعيات العدوان الإسرائيلى الجديد، الذى يمكننا وصفه بالتصعيد السافر، أو السافل، والذى قد يقود إلى صراع أوسع، وتداعيات غير مسبوقة، طمأننا الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتأكيده أنه يتابع الموقف أولًا بأول، وإشارته إلى أن هناك تنسيقًا بين حسن عبدالله، محافظ البنك المركزى، وأحمد كجوك، وزير المالية، لزيادة المخزون الاستراتيجى من السلع المختلفة.