استراتيجية إسرائيلية لاستهداف إيران بدون خسائر: “تضليل” بمساهمة نتنياهو ورئيس الموساد

استراتيجية إسرائيلية لاستهداف إيران بدون خسائر: “تضليل” بمساهمة نتنياهو ورئيس الموساد

نفّذت إسرائيل فجر الجمعة عملية عسكرية معقدة ضد أهداف إيرانية حساسة، تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية وشخصيات قيادية بارزة في الحرس الثوري والبرنامج النووي الإيراني، ووصفت بأنها لم تكن مجرد ضربة عسكرية تقليدية، بل سبقتها خطة تضليل متقنة، هدفت إلى خداع طهران وتحييد استجابتها المحتملة قبل أن تقع الضربة.

خطة خداع متعددة المستويات لإرباك طهران

بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن العملية تم التحضير لها بسرية تامة، وشارك في التخطيط عدد محدود من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وبدأت قبل الضربات الجوية، عندما أطلقت إسرائيل سلسلة من الإشارات المضللة، تضمنت تسريب معلومات كاذبة عن توترات مزعومة مع واشنطن، ونشر تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي تم نفيها لاحقًا في صمت.أيضا، تم تسريب أخبار متعمدة حول سفر رئيس الموساد إلى الولايات المتحدة، وذهاب نتنياهو في عطلة مفترضة إلى شمال البلاد،  كما لعب المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دورًا محوريًا في تشكيل صورة إعلامية داخلية وخارجية تدفع إيران للاعتقاد بأن أي تحرك عسكري وشيك ليس على الطاولة، وفق “روسيا اليوم”.هذه الخطة، بحسب مسؤولين تحدثوا لوسائل إعلام غربية، لم تكن فقط خداعًا للرأي العام الإيراني، بل أيضًا لاختبار ردود الأفعال الإقليمية والدولية قبل بدء الضربات.

تصفيات دقيقة: ضربة لقلب المشروع النووي الإيراني

الضربة الإسرائيلية لم تستهدف منشآت مادية فقط، بل جاءت لتوجيه ضربة مباشرة لما وصفته تل أبيب بـ”العقل المفكر” للمشروع النووي الإيراني.

فقد تم الإعلان عن مقتل عدد من أبرز الشخصيات المرتبطة مباشرة ببرامج التطوير النووي والعسكري الإيراني، من بينهم:اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثورياللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامةاللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء” العسكريالدكتور فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذريةالدكتور محمد مهدي طهرانجي، عالم نووي بارز ورئيس جامعة آزادالدكتور أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النوويةهذه الأسماء لا تمثل مجرد قيادات عسكرية، بل تمثل هيكلًا كاملًا من الكفاءات العلمية والعسكرية التي تشكّل العمود الفقري لاستراتيجية الردع الإيرانية.وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن مقتل هؤلاء يُعدّ بمثابة “تفكيك من الداخل” لقدرات إيران على تطوير سلاح نووي أو توجيه ضربات استراتيجية.ترافق القصف مع ثلاث عمليات خاصة نفذها “الموساد” داخل إيران، بينها تدمير دفاعات جوية باستخدام تكنولوجيا مخفية في مركبات مدنية، وإنشاء قاعدة طائرات مسيّرة داخل الأراضي الإيرانية، أطلقت موجة من الهجمات تزامنت مع الضربات الجوية.توقعت تل أبيب أن يكون الرد الإيراني وشيكًا، مع إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ، ما دفع الجيش الإسرائيلي لإعلان حالة التأهب القصوى، في واحدة من أكبر عمليات التصعيد بين الطرفين منذ عقود.