إبادة إسرائيلية ضد الجياع.. ومعارك شديدة في خان يونس

واصلت إسرائيل، أمس الأربعاء، عدوانها الشامل على قطاع غزة، وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفاً عنيفاً على مناطق متفرقة من القطاع، مُوقعاً عشرات القتلى ومئات الجرحى ومرتكباً مجزرة كبيرة بحق الجياع طالبي المساعدات، بالتزامن معارك ضارية اندلعت مع مقاتلين فلسطينيين في خان يونس، بينما توعد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير خلال زيارته لقطاع غزة بأن المعركة لم تنتهِ وأن جيشه سينتقل إلى أنماط قتال جديدة، في وقت تواصل إسرائيل فرض حصارها المشدد على القطاع، والتسبب في أزمة إنسانية خانقة وحالة تجويع غير مسبوقة، طالت مئات الألوف من السكان، وخاصة النازحين.
وقتل 57 شخصاً وأصيب 363 آخرون من طالبي المساعدات في غزة بنيران القوات الإسرائيلية منذ صباح الأربعاء، لترتفع حصيلة ضحايا ضحايا لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 224 قتيلاً وأكثر من 1858 إصابة، حسبما أحصت وزارة الصحة في القطاع. وارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 55104 قتلى و127394 مصاباً، وذلك بعد مقتل 123 شخصاً وإصابة 474 آخرين خلال الساعات الماضية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إن الفلسطينيين بدأوا يتجمعون منذ ساعات الفجر الأولى، مضيفاً أن الدبابات الإسرائيلية «أطلقت النار عدة مرات ثم نحو الساعة 5,30 كثفت إطلاق النار بالتزامن مع إطلاق النار بكثافة من طائرات كواد كابتر باتجاه المواطنين». وأشار إلى أن المسيّرات الإسرائيلية «واصلت إطلاق النار على المواطنين الجوعى ما أوقع هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا والجرحى» مضيفاً أنه «لا يزال مئات المواطنين في المناطق القريبة من نتساريم وجسر وادي غزة يحاولون الوصول إلى مركز المساعدات رغم أن الجيش الإسرائيلي يطلق النار بين وقت وآخر».
وأبلغت منظمة «أطباء العالم» أمس الأربعاء عن وقوع هجوم بطائرة مسيّرة الثلاثاء على مبنى يضم مكتباً لها في وسط قطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، ليس من بينهم أي فرد في المنظمة. كما أصيب أحد الممرضين العاملين في المستشفى الأردني الميداني جنوب قطاع غزة، أثناء وجوده داخل المستشفى، بحسب ما ذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية.
من جهة أخرى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال زيارة أجراها أمس الأربعاء إلى قطاع غزة، إن «المعركة لم تنتهِ بعد، ونحن مطالبون بمواصلة العمل من أجل استعادة جميع الرهائن وحسم المعركة ضد العدو»، على حد تعبيره. وأضاف زامير: «سنعمل على تقصير أمد المعركة، وسننتقل إلى أنماط قتال جديدة تتيح لنا تحقيق أهدافنا وتقليل العبء الملقى على كاهل الجنود».
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة جنديين برصاص قناصة في جنوب قطاع غزة. وقالت إن الجنديين أصيبا جراء استهدافهما بنيران قناصة في خان يونس. وأكدت طائرات إسرائيلية تشن غارات على مواقع في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية إجلاء نحو 30 طفلاً مريضاً ومصاباً من قطاع غزة إلى مستشفيات الأردن وإيطاليا لتلقي العلاج للمرة الأولى منذ استئناف العمليات الإسرائيلية في القطاع.
وكان من المقرر إجلاء عدد إضافي من الأطفال في اليوم ذاته، إلا أن رحلتهم تأجلت لمدة أسبوعين أو حتى إشعار آخر، وفق ما أفادت به المنظمة دون ذكر تفاصيل إضافية.
وفي روما أُعلن عن وصول الطفل آدم النجار البالغ من العمر أحد عشر عاماً والذي نجا من غارة إسرائيلية أودت بحياة أبيه وأخوته وأخواته التسعة في قطاع غزة الذي غادره مع والدته لتلقي العلاج. وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني إن آدم سيصل إلى ميلانو لاحقاً «حيث سيتلقى العلاج في مستشفى نيغواردا، لأنه يعاني كسوراً». وترافق الطفل والدته، طبيبة الأطفال آلاء النجار.(وكالات)