استعدادات لعقد مؤتمر “حل الدولتين” في ظل عدم وضوح السياسة الأمريكية

تواصلت التحضيرات، أمس الأربعاء، لعقد مؤتمر «حل الدولتين»، برئاسة سعودية – فرنسية في نيويورك الأسبوع المقبل، بينما استمر الغموض يلف الموقف الأمريكي، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن خطة إسرائيل للمساعدات في غزة غير مناسبة وغير كافية، في وقت رحَّبت الجامعة العربية بالعقوبات المفروضة على الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين بتسليئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، في حين أعلنت مصر ضوابط تنظيمية لزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، مشيرة إلى ضرورة الحصول على موافقات مسبقة عبر القنوات الرسمية لحساسية الوضع في تلك المنطقة.
وأظهرت برقية دبلوماسية اطلعت عليها رويترز أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحث حكومات العالم على عدم حضور مؤتمر الأمم المتحدة المُقرر عقده الأسبوع المقبل في نيويورك بشأن حل الدولتين المحتمل بين إسرائيل والفلسطينيين وجاء في البرقية المُرسلة في العاشر من يونيو/ حزيران أن الدول التي تُقدم على «إجراءات مناهضة لإسرائيل» عقب المؤتمر ستعتبر مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأمريكية وقد تواجه عواقب دبلوماسية من الولايات المتحدة. وتضيف البرقية أن واشنطن ستعارض أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن بريطانيا ستواصل بذل الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية لغزة وقال: «تحركنا مع حلفائنا وفرضنا عقوبات على أفراد مسؤولين عن التحريض على عنف المستوطنين الشنيع». وأضاف: «الوضع الإنساني في غزة مروع والمشاهد خارج مراكز توزيع المساعدات تفطر القلب». وقال: إن خطة إسرائيل بشأن المساعدات لغزة غير مناسبة وغير كافية وأكد أن هناك حاجة ملحة لمزيد من المساعدات لغزة وبكثافة وسرعة فائقة.
وفي هذا الإطار، رحَّب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بقرار كل من بريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وكندا والنرويج فرض عقوبات على وزيرين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، بسبب تحريضهما المستمر على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقال أبو الغيط -في بيان له أمس-: إن القرار يُعد خطوة مهمة نحو محاسبة مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، تورطوا في تحريض واضح على العنف ورسخوا من نهج استهداف الفلسطينيين في الضفة من قبل المستوطنين مع الإفلات من العقاب.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: إن تنديد الولايات المتحدة وإسرائيل بفرض عقوبات على الوزيرين المتطرفين «أمر متوقع»، مشيراً إلى أن الرجلين عرقلا حل الدولتين.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأربعاء: إن الناشطين الفرنسيين الأربعة المؤيدين للفلسطينيين الذين ما زالوا محتجزين في إسرائيل ومن بينهم ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، سيرّحلون الخميس والجمعة وقال بارو على إكس: «شكرا لأفراد البعثة على تحركهم الذي مكّن من التوصل إلى هذه النتيجة السريعة» وكان السفير الإسرائيلي في باريس قال في وقت سابق، أمس الأربعاء: إن النشطاء الفرنسيين المحتجزين في إسرائيل، يُعاملون على أنهم «مهاجرون غير نظاميين.. والهدف هو إرسالهم بطائرة إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن».
إلى ذلك وصلت قافلة التضامن المغاربية مع غزة والساعية إلى «كسر الحصار الإسرائيلي»، إلى العاصمة الليبية أمس الأربعاء، ضمن مسعاها للوصول إلى القطاع الفلسطيني عبر مصر. (وكالات)