أولمرت: استمرار نزاع غزة “خطأ جسيم”.. وينبغي على ترامب الضغط لإنهائه

أولمرت: استمرار نزاع غزة “خطأ جسيم”.. وينبغي على ترامب الضغط لإنهائه

باريس-أ ف ب

ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، باستمرار الحرب التي وصفها بأنها «إجرامية» في غزة من أجل «مكاسب شخصية»، مؤكداً أنه يتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط لوقفها، وأعلن تأييده لحل الدولتين كضامن وحيد للسلام الدائم.

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» مساء الاثنين، أكد أولمرت الذي شغل منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية من عام 2006 إلى عام 2009، أن نفوذ الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية يفوق «جميع القوى الأخرى مجتمعة»، معتبراً أن ترامب «يمكن أن يُحدث فرقاً».

فشل تام

وانتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ«فشله التام» في حماية شعبه من الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً.

في المقابل، تشير بيانات وزارة الصحة في غزة والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة إلى أن أكثر من 54980 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ بدء الحرب.

وإذ أيد المجتمع الدولي في البداية حق إسرائيل «في الدفاع عن نفسها»، لكن الأمور تغيرت، بحسب أولمرت، منذ آذار/مارس 2025 عندما صعّد نتنياهو، بدعم من أحزاب اليمين المتطرف التي تشكل غالبية حكومته، الحرب «لتحقيق مكاسب شخصية».

واعتبر أنه «إذا لم تُنقذ الحرب الرهائن، ولم تتمكن من القضاء على حماس خلال هذه الأشهر العشرين من القتال المتواصل، وإذا أدت في النتيجة إلى مقتل جنود، وربما رهائن، وفلسطينيين أبرياء ليسوا طرفاً فيها، فهي في رأيي جريمة».

وأضاف أولمرت الذي كان شخصية بارزة في حزب «الليكود» الذي ينتمي إليه خلفه ومنافسه التقليدي نتنياهو «هذا أمر يجب إدانته.. إنه أمر لا يُمكن السكوت عنه على الإطلاق».

4,4 % من الأراضي

ورحّب أولمرت بانعقاد المؤتمر الدولي حول حل الدولتين من 17 إلى 21 حزيران/يونيو في نيويورك برئاسة فرنسا والسعودية، بهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال أولمرت، أحد الأصوات القليلة في إسرائيل التي تدعم هذا المشروع: «أنا سعيد للغاية بوجود هذا التحالف العالمي من أجل حل الدولتين»، مشيراً إلى «أنه من المهم للغاية تزويد الأمريكيين بالبنية التحتية والتمويل وإطار الدعم الدولي».

وأضاف: «ننتظر أن يقوم الرئيس ترامب باستدعاء نتنياهو إلى المكتب البيضاوي أمام الكاميرات»، وأن يقول له «يكفي»، «لا شيء مستحيل مع ترامب». وفي إطار استمرار الولايات المتحدة في حماية حليفتها إسرائيل، استخدمت قبل بضعة أيام حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية من دون قيود إلى القطاع المحاصر.

ودعا اولمرت إلى جانب وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة إلى خطة سلام تتضمن إقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل، يتنازل فيها كل طرف عن 4,4% من أراضيه للآخر.

وتضم إسرائيل، بحسب الخطة التي كُشف عنها العام الماضي، المستوطنات اليهودية الرئيسية في الضفة الغربية، بما في ذلك المناطق المحيطة بالقدس.

في المقابل، تتنازل إسرائيل عن مساحة مماثلة من أراضيها للدولة الفلسطينية المستقبلية. كما تؤيد خطة أولمرت-القدوة السيادة المشتركة على البلدة القديمة في القدس، مع وصاية تشمل الجانبين.

«التخلص من الاثنين»

وقال أولمرت الذي أمضى أكثر من عام في السجن (2016-2017) بعد إدانته بفضائح فساد أنهت مسيرته السياسية، إن مثل هذه الخطة «عملية، وقابلة للتنفيذ وملائمة وصالحة وحقيقية.. وتتطلب قادة تتوفر لديهم الإرادة من كلا الجانبين».

وقال القدوة، ابن أخت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إن إقامة دولتين هو اليوم «الحل الوحيد الممكن».

جاء القدوة للترويج لخطتهما المشتركة في باريس خلال مؤتمر نظمته مؤسسة جان جوريس، الثلاثاء.

لكن القدوة، اعتبر أنه «لا أمل في تحقيق تقدم جدي مع الحكومة الإسرائيلية الحالية والقيادة الفلسطينية الحالية».

وأكد القدوة «علينا التخلص من الاثنين، وهذا ما سيحدث»، واصفاً القيادة الفلسطينية بأنها «فاسدة وغير كفؤة».