قصف إسرائيلي كثيف وإجلاء السكان من منطقة الشمال بالقطاع

قصف إسرائيلي كثيف وإجلاء السكان من منطقة الشمال بالقطاع

واصلت إسرائيل، أمس الاثنين، عدوانها على قطاع غزة، وكثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال القطاع، وذلك بعد وقت قصير من تحذيره سكان عدة مناطق في الشمال بالإخلاء والتوجه إلى غزة المدينة، التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفاً متواصلاً، وسط ارتفاع فاتورة ضحايا «فخاخ المساعدات»، واتهم المكتب الحكومي في غزة «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنها ذراع للجيش الإسرائيلي وشريكة في الإبادة، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، في وقت حذرت بلديات المحافظة الوسطى من توقف كامل للخدمات الأساسية خلال الساعات القادمة، بسبب منع دخول الوقود اللازم إلى القطاع.
وطالب الجيش الإسرائيلي، صباح، أمس الاثنين، جميع من يتواجدون في أحياء جباليا، ومعسكر جباليا، والنهضة، والروضة، والسلام، والنور، والدرج، والتفاح وتل الزعتر إلى «الإخلاء الفوري»، وقال، في بيان، إن تلك المناطق تحوّلت إلى ساحات قتال خطيرة. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية «تعمل بقوة شديدة» لتدمير ما وصفه ب«قدرات المنظمات المسلحة»، واعتبر العودة إلى تلك المناطق «خطراً على الحياة».
وتشهد أحياء شرقي مدينة غزة، خاصة حي الشجاعية، تصعيداً ميدانياً غير مسبوق، مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية. وذكرت مصادر ميدانية أن الاشتباكات هي «الأعنف منذ أسابيع»، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى سقوط إصابات في صفوف الجنود خلال الاشتباكات. واستهدفت غارة جوية من الطيران الحربي الإسرائيلي منزل وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، ونشر مقطعاً مصوراً يظهر اقتحامه للمستشفى. كما واصل نسف الأحياء السكنية في المدينة ضمن عمليات نسف ممنهجة تشبه تلك التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح. وأفاد مستشفى العودة في النصيرات بوصول 31 إصابة، صباح أمس الاثنين، نتيجة قصف طائرات مسيّرة إسرائيلية لتجمعات مواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات في محيط حاجز «نيتساريم». ويأتي ذلك استكمالاً للهجمات التي أسفرت منذ 27 مايو/أيار عن مقتل 130 شخصاً وإصابة ألف آخرين، وبلغ عدد ضحايا «لقمة العيش» منذ صباح، أمس الاثنين، 14 قتيلاً وعشرات الجرحى ممن استُهدفوا في مناطق توزيع المساعدات. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الاثنين، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الماضية 47 قتيلاً، بينهم قتيل واحد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، إضافة إلى 388 مصاباً نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة.  
من جهة أخرى، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الاثنين، «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنها «ذراع للجيش الإسرائيلي وليست جهة إنسانية»، محمّلاً إياها مسؤولية مقتل أكثر من 130 فلسطينياً وإصابة نحو 1000 آخرين خلال أسبوعين من توزيع المساعدات. وشدد، في بيان، على أنها تبث «أكاذيب رخيصة» وتعمل ضمن أجندة أمنية تخدم أهداف إسرائيل، وفق ما جاء في البيان الصادر عنه. وقال إن «مؤسسة غزة الإنسانية ليست سوى واجهة دعائية للجيش الإسرائيلي».  
في غضون ذلك، قالت بلديات المحافظة الوسطى في بيان أمس الاثنين: «نحذر من توقف خدماتنا الأساسية بشكل كامل خلال الساعات القادمة، وذلك بسبب عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الشوارع». وطالب في بيانها كافة المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه، ومضخات الصرف الصحي. (وكالات)