إسرائيل تهاجم “سفينة الحرية” وتعتقل ناشطيها بعيدًا عن غزة

إسرائيل تهاجم “سفينة الحرية” وتعتقل ناشطيها بعيدًا عن غزة

سيطر الجيش الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين، على السفينة «مادلين» التابعة لـ«أسطول الحرية» واقتادها إلى ميناء أسدود، بعد قطع الاتصال بها فجراً، فيما أعلن تحالف «أسطول الحرية» أن المتطوعين على متنها اختُطفوا ودعا للتدخل العاجل لضمان سلامتهم، مشيراً إلى أن العملية نفذت بعد تحليق مكثف للمسيرات ورش مواد على سطحها، بينما فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً مشددة على الناشطين في سجن إسرائيلي بانتظار ترحيلهم، في حين نظمت وقفات احتجاجية في لندن وبرلين وعواصم أوروبية أخرى تضامناً مع السفينة مادلين، واستدعت إسبانيا ممثل السفارة الإسرائيلية احتجاجاً على اعتراض «مادلين»، بينما طالبت فرنسا بالإسراع في إعادة الفرنسيين المحتجزين مع طاقم السفينة. وبموازاة ذلك، انطلقت من تونس قافلة «الصمود» التي تضم متطوعين، معظمهم تونسيون، باتجاه معبر رفح «لكسر الحصار عن غزة»، وذلك بتنظيم من تنسيقية «العمل المشترك من أجل فلسطين».
وأعلن تحالف أسطول الحرية، أمس الاثنين، أن المتطوعين على متن السفينة «مادلين» «تعرضوا للاختطاف من قبل قوات إسرائيلية»، ودعا التحالف إلى ممارسة ضغوط عاجلة على وزارات الخارجية المعنية لضمان سلامة النشطاء وتأمين الإفراج عنهم. وأفادت مصادر من تحالف أسطول الحرية بانقطاع الاتصال تماماً مع السفينة «مادلين»، فجر أمس الاثنين، في وقت كانت تواصل فيه الإبحار نحو شواطئ قطاع غزة حاملة مساعدات إنسانية.
وذكرت تقارير إسرائيلية، أمس الاثنين، أن قوات من وحدة الكوماندوز البحري «شايطيت 13» التابعة للجيش الإسرائيلي سيطرت على السفينة «مادلين» في عرض البحر، واقتادتها باتجاه ميناء أسدود.
وقالت المقررة الأممية الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، في تصريحات تلفزيونية، إن السفينة «مادلين» لم تشكّل أي تهديد أمني لإسرائيل، مشددة على أن الأخيرة «لا تملك أي سلطة قانونية لإيقافها في المياه الدولية».  وكان على متن السفينة الشراعية 12 ناشطاً فرنسياً وألمانياً وبرازيلياً وتركياً وسويدياً وإسبانياً وهولندياً أبحروا، من إيطاليا في الأول من يونيو/حزيران «لكسر الحصار الإسرائيلي» على قطاع غزة الذي يعاني وضعاً إنسانياً كارثياً بعد أكثر من سنة ونصف السنة على اندلاع الحرب فيه. وإلى جانب الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، تشارك في الرحلة النائبة الأوروبية الفرنسية الفلسطينية ريما حسن من أوساط اليسار.
 
بدورها، أعربت باريس عن رغبتها في «تسهيل العودة السريعة إلى فرنسا» للمواطنين الستة الذين كانوا على متن السفينة. وجاء في بيان صادر عن «الإليزيه» أمس الاثنين: «طلب الرئيس إيمانويل ماكرون ضمان عودة المواطنين الفرنسيين الستة إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن، بعد احتجازهم من قبل إسرائيل إثر اعتراض سفينتهم قبالة سواحل غزة». وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إن ستة مواطنين فرنسيين كانوا على متن السفينة، وأضاف: طلبت القنصلية زيارتهم وتسهيل عودتهم السريعة إلى فرنسا.
واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية، أمس الاثنين، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية بالعاصمة مدريد، دان فورز، لجلسة توبيخ، على خلفية اقتحام البحرية الإسرائيلية للسفينة «مادلين»، علماً بأن نشاطاً إسبانياً واحداً كان على متن السفينة. وأعلن السفير الألماني لدى إسرائيل، شتيفن زايبرت، أن مواطناً ألمانياً واحداً كان على متن السفينة«مادلين». وأصدرت منظمة العفو الدولية بياناً أكدت فيه أن سفينة «مادلين»كانت في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة. و 
في غضون ذلك، نظم مناصرون للقضية الفلسطينية، أمس الاثنين، وقفات احتجاجية في العاصمة البريطانية لندن، والعاصمة الألمانية برلين، دعماً للسفينة مادلين. فقد أقام بريطانيون وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية، وذلك بعد ساعات من سيطرة القوات الإسرائيلية على السفينة مادلين واعتقال الناشطين الذين كانون على متنها. كما شهدت العاصمة الألمانية برلين وقفة احتجاجية دعماً لأسطول الحرية الذي يسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
من جهة أخرى، انطلقت من تونس قافلة «الصمود» الرمزية التي تضم مئات الأشخاص، معظمهم تونسيون، إلى جانب ناشطين جزائريين وموريتانيين وليبيين على أمل الوصول إلى غزة سعيا لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع الفلسطيني، وفقاً للمنظمين. وقال المنظمون إن القافلة لا تحمل مساعدات إلى غزة، لكنها تهدف إلى القيام بعمل«رمزي» في القطاع الذي وصفته الأمم المتحدة بأكثر الأماكن جوعاً على الأرض. وتضم القافلة أطباء وهي تسعى للوصول إلى معبر رفح في جنوب قطاع غزة، عبر المرور بليبيا ومصر، وفقاً للناشطة جواهر شنّة. (وكالات)