دماء تسفك في غزة: مئات القتلى والجرحى جراء مجازر جديدة من الاحتلال الإسرائيلي.

دماء تسفك في غزة: مئات القتلى والجرحى جراء مجازر جديدة من الاحتلال الإسرائيلي.

صعّدت إسرائيل حربها الدموية على قطاع غزة، أمس الأربعاء، على نحو غير مسبوق، وواصل الجيش الإسرائيلي استهدافه لكافة أشكال الحياة في القطاع، موقعاً نحو 100 قتيل وأكثر من 440 جريحاً في أقل من 24 ساعة، فيما علّقت «مؤسسة غزة الإنسانية عملها لتعزيز التدابير الأمنية، في وقت دانت الأمم المتحدة تعمّد«إسرائيل حرمان سكان غزة وسائل «البقاء على قيد الحياة»، في حين أكد الرئيس البرازيلي أن ما يحدث في غزة  «إبادة جماعية».
وواصلت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، شنّ غاراتها المكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة النازحين والمراكز الحيوية والبنى التحتية، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال. وأفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي، بارتقاء 18 قتيلاً، بينهم عدد من الأطفال، جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف خيام نازحين داخل مدرسة تؤويهم غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وفي تطور خطير، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على منطقة الضابطة الجمركية شرق مدينة خانيونس، ما أحدث دماراً واسعاً. كما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، قبل أن تنفجر مسيّرة ثانية فوق مبنى إدارة المستشفى ذاته، ما أثار حالة من الهلع في صفوف الطواقم الطبية والمرضى. وفي سياق العدوان المستمر، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلاً لعائلة الدريملي في شارع الثلاثيني غرب خانيونس، تبعه قصف آخر على المنزل ذاته في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وفي اليوم ال79 من استئناف حرب الإبادة على غزة، استقبلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الماضية جثث عشرات القتلى ومئات المصابين، بينهم حالات حرجة. وارتكب الجيش الإسرائيلي مجازر مروعة، أسفرت عن مقتل 97 فلسطينياً وإصابة أكثر من 440 آخرين.  وبهذه الحصيلة ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى54607 قتلى وإلى 125341 جريحاً.
وبالمقابل، اقر الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة آخر خلال اشتباك مسلح مع مقاتلين فلسطينيين شمال قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أن انهيار القطاع الصحي يهدد حياة الأطفال في قطاع غزة. وقال كاظم أبوخلف الناطق باسم «اليونيسف» في فلسطين إن الأطفال يواجهون تحديات جسيمة بسبب استمرار الحرب.
من جهة أخرى، اعتبر منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر أمس أن»المشاهد المروّعة«لمقتل فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة سببها «خيارات متعمدة» لحرمانهم وسائل البقاء على قيد الحياة في القطاع الذي تحاصره إسرائيل. وقال فليتشر في بيان«يشاهد العالم، يوما تلو الآخر، المشاهد المروّعة لفلسطينيين يتعرضون لإطلاق النار أو الإصابة أو القتل في غزة، وهم يحاولون ببساطة الحصول على الطعام».
وأضاف:«هذه هي نتيجة سلسلة من الخيارات المتعمدة التي حرمت بشكل منهجي، مليوني شخص من الأساسيات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة».  
ومن جانبه، قال المفوض العام لوكالة «الأونروا» «لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ أكثر من 3 أشهر».  
في غضون ذلك، أكد الرئيس البرازيلي لويس أيناسيو لولا دا سيلفا، أن ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة «إبادة جماعية»، مشدداً على أن ما يحدث هناك «لاعلاقة له بالحرب». ونقلت وسائل إعلام محلية، مؤتمراً صحفياً للولا دا سيلفا عقده بالقصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، أكد فيه أن ما يحدث في غزة «لا علاقة له بالحرب»، مضيفاً أن «ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية، إذ يتم قتل النساء والأطفال الذين لا علاقة لهم بالحرب، ويجوع الأطفال».  
وفي ظل هذه الأوضاع، قال متحدث باسم «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة إسرائيلياً وأمريكيّاً إن المؤسسة علقت توزيع المساعدات أمس الأربعاء، في الوقت الذي تبحث فيه مع الجيش الإسرائيلي تعزيز التدابير الأمنية حول نقاط التوزيع.(وكالات)