عمليات قمع دموية واعتقالات مكثفة تحسباً لتصعيد من الجانب الفلسطيني

شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة الغربية بدواع أمنية. حيث تزعم المؤسسة العسكرية أن ذلك يأتي تحسباً لتنفيذ عمليات خلال الفترة المقبلة،بينما ارتكب المستوطنون اعتداء دموياً في منطقة مسافر يطا طال الأطفال والشيوخ، في حين أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل قط عدم بسط السيادة على الضفة الغربية.
وشهدت الضفة الغربية سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات الجديدة من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، أسفرت عن إصابات واعتقالات متفرقة في عدة مناطق. وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات اقتحمت قرية المغير شمال رام الله، وداهمت منازل واعتقلت عدداً من الشبان. كما اقتحمت هذه القوات مخيم الجلزون شمال رام الله، مما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص الحي.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية بناية سكنية في منطقة الجبل الشمالي، وداهمت شققاً سكنية وفتشتها. وفي بلدة بيتا جنوب نابلس، أصيب 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات إسرائيلية، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص الحي في اليد لشاب يبلغ من العمر 18 عاماً. كذلك، اقتحمت قوات إسرائيلية مساء الخميس قرية تياسير شرق طوباس، وانتشرت في أحياء عدة بالقرية وسط تحركات عسكرية مكثفة.
وفي جنوب الخليل، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن «20 فلسطينياً على الأقل أصيبوا جراء هجوم نفذه مستوطنون على منطقة خلة الضبع بمسافر يطا»، حيث تم نقل المصابين لتلقي العلاج. وبحسب راتب جبور فإن الاعتداء الوحشي لم يتوقف عند تدمير الممتلكات، بل طال السكان العزّل، إذ أصيب أكثر من 20 مواطناً بينهم 7 أطفال جرى رشهم بالغاز وضربهم بوحشية، ومن بينهم طفلة لم تتجاوز أربعة أشهر تلقت ضربة على رأسها.
من جهة أخرى، أصيب مستوطن في منطقة بيت لحم بجروح في رأسه بعد ظهر أمس الجمعة، جراء مهاجمته بأداة حادة، فيما اعتقلت قوات إسرائيلية منفذ الهجوم. وحول تفاصيل الحادثة، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه «بعد تنفيذ السلطات الإسرائيلية هدم بؤرة استيطانية عشوائية، غادرت المكان حافلة بداخلها حوالي 20 عاملاً عربياً يعملون في شركة مقاولات». وأضافت الإذاعة أن عشرات اليهود هاجموا الحافلة «انتقاماً» لهدم البؤرة الاستيطانية، وتطور شجار في المكان، وخلاله ضرب أحد العمال أحد المستوطنين الذين هاجموه.
سياسياً، كتب السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي في منشور نقلته «تايمز أوف إسرائيل»: «لم تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل قط عدم تطبيق السيادة. لقد أكدت مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تحترم إسرائيل كدولة ذات سيادة، ولن تملي عليها ما يجب عليها فعله. وهذا أيضاً ما قاله الوزير روبيو هذا الأسبوع». في وقت سابق من الأسبوع، ذكرت تقارير إسرائيلية أن هاكابي حذر المسؤولين الإسرائيليين من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقة للغاية من اقتراب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من الانهيار. وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد انتقد مؤخراً تحركات بعض الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكداً أنه سبق أن حذرها من أن إسرائيل قد ترد بخطوة ضم الضفة الغربية. (وكالات)