واشنطن تحظر حضور عباس ومسؤولين فلسطينيين الجمعية العامة

ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، إسرائيل الامتناع عن السيطرة على مدينة غزة، وسط مخاوف من كارثة إنسانية، معتبراً ذلك تصعيداً مميتاً للصراع، فيما نددت دول أوروبية بإعلان إسرائيل وجوداً دائماً في مدينة غزة، في وقت أعلنت واشنطن أنها لن تمنح تأشيرات لمسؤولين فلسطينيين لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي منشور على منصة «إكس»، كتب أنطونيو غوتيريش: «يواجه المدنيون في غزة تصعيداً مميتاً آخر، إعلان إسرائيل نيتها احتلال مدينة غزة ينذر بمرحلة جديدة وخطيرة». وأضاف غوتيريش: «سيجبر مئات الآلاف من المدنيين على الفرار مرة أخرى، مما يدفع العائلات إلى خطر أعمق، هذا يجب أن يتوقف. لا يوجد حل عسكري للصراع». وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن «مستويات الموت والدمار في غزة لا مثيل لها في الآونة الأخيرة». وأضاف «غزة مليئة بالركام، بالجثث، بأمثلة على ما قد يكون انتهاكات خطيرة للقانون الدولي»، مردفاً: «نحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار. يجب إطلاق سراح الرهائن على الفور، ويجب أن تتوقف المعاملة الفظيعة التي أجبروا على تحملها». وأكد غوتيريش أن على إسرائيل «التزامات واضحة» في غزة، ضمان توفير «الغذاء والماء والدواء وغيرها من الضروريات»، و«الموافقة على وتسهيل وصول إنساني أكبر بكثير» و«حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الجمعة، إن المجاعة في غزة نتيجة لوقف المساعدات الإنسانية ويجب وقف إطلاق النار فوراً.
كما ندد وزراء خارجية عدة دول أوروبية، أمس الجمعة، بأحدث هجوم لإسرائيل في قطاع غزة وإعلانها تأسيس وجود دائم في مدينة غزة. وجاء التنديد في بيان مشترك لوزراء خارجية آيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا. وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن بلاده ستطرح خطة أوروبية لوقف الحرب في غزة وسنقترح إجراءات عاجلة لمواجهة المجاعة. وأضاف سندعو إلى توسيع قائمة العقوبات ضد معرقلي السلام وسنطلب منع بيع أسلحة أوروبية لإسرائيل. وذكرت تقارير إعلامية أمس الجمعة، أن 26 دبلوماسياً نمساوياً دعوا حكومتهم إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب الحرب في غزة. وفي السياق ذاته، قالت الحكومة البريطانية إن قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد عملياتها العسكرية في غزة خطأ. وأضافت الحكومة البريطانية في بيان أمس الجمعة: يجب التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في غزة وندعو لوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى وزيادة المساعدات لغزة.
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أمس الجمعة أنها لن تمنح تأشيرات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، حيث تعتزم فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن «وزير الخارجية ماركو روبيو يرفض ويلغي تأشيرات أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة». وتعني هذه القيود أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لن يتمكن على الأرجح من السفر إلى نيويورك لإلقاء خطاب في الاجتماع السنوي، كما يفعل عادة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء في منظمة التحرير في يوليو/ تموز، في الوقت الذي تسعى فيه قوى غربية أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وبحسب مذكرة رسمية اطلعت عليها وسائل الإعلام الأمريكية، فإن القرار يشمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويقضي بإلغاء جميع التأشيرات الفلسطينية الصادرة قبل 31 يوليو/ تموز الماضي. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها أن القيود لن تشمل بعثة السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة. (وكالات)